أعربت عائلة الأسير المدني الصحراوي ضمن مجموعة "أكديم إزيك"، محمد لمين عابدين هدي ، مجددا عن مخاوفها ازاء مصير ابنها الذي انقطعت اخباره منذ 47 يوما، وسط تكتم سلطات الاحتلال المغربي عن حالته الصحية التي انهكتها أيام الإضراب الطويلة عن الطعام . وقالت عائلة الاسير، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الصحراوية (واص )، أنها لم تتلق اتصالا هاتفيا من ابنها منذ 47 يوما حيث كان أخر اتصال أجراه مع أفراد عائلته بتاريخ التاسع أبريل الماضي. وأبدت العائلة مخاوف قصوى ازاء مصيره بعد تعليقه للإضراب عن الطعام بشكل قسري بتاريخ 22 مارس الماضي على خلفية تهديده بالعقاب والحرمان من كافة الحقوق الأساسية و المشروعة الذي سلط ضده. وكان لمين عابدين قد وضع في الحبس الانفرادي لأكثر من ثلاث سنوات ، كما أمضى 69 يوما مضربا عن الطعام في السجن المحلي "تيفلت -2" بالرباط، ، دون تلبية مطالبه ، قبل ان تقدم ادارة السجن على اطعامه قسرا عبر أنبوب وضع بأنفه وحقنه بمواد مجهولة، حسبما ما كشف لعائلته آنذاك. كما أكد الأسير هدي لعائلته أنه وطيلة فترة إضرابه عن الطعام، "لم يزره أي طبيب، وأنه يعاني من شلل جزئي في جانبه الأيسر، ورجفة في ساقيه، وشعور بوجود حجر في يده اليسرى، إلى جانب فقدان الذاكرة وألم شديد في معدته وكليتيه". وسبق لعائلة هدي أن أصدرت بيانا في 13 مارس الماضي، أعلنت فيه أن مصير ابنها أضحى "مجهولا"، إلى غاية تلقي اتصال منه في 23 مارس الفارط حيث أخبرت والدته لالة منينة هدي، منظمة العفو الدولية، أنه "بدا ضعيفا جدا، وهو بالكاد يستطيع الكلام". وأكدت أن ابنها تعرض لعديد الممارسات غير القانونية و المهينة المرتكبة من طرف مدير السجن المحلي تيفلت 2 وانه يعاني من حالة صحية كارثية ناتجة عن الإهمال الطبي المتعمد و مضاعفات معركة الامعاء الفارغة التي بلغت 69 يوما و ما رافق ذلك من ضروب سوء المعاملة القاسية. ومع كل هذا واصلت الادارة العامة للسجون المغربية رفضها القيام بالفحوصات اللازمة على صحة الأسير المدني الصحراوي ولم تكترث لتدهور صحته ، كما منعت عنه الحق في الاتصال الهاتفي وهو ما آثار قلق ومخاوف كافة أفراد العائلة خاصة لعدم قدرتها على التنقل من العيون المحتلة صوب مدن شمال المغرب للاطمئنان على صحة وسلامة ابنها. للعلم يبعد السجن المحلي تيفلت 2 ، ب 1227 كم عن مدينة العيون الصحراوية المحتلة. وفي تصوراتها لاسباب انقطاع أخباره ، توقعت والدة و أشقاء الأسير المدني الصحراوي محمد لمين عابدين ، بقلق شديد ان يكون - وفق ما أفادت به رابطة حماية السجناء - " موجود في العزل الانفرادي أو مورست في حقه إجراءات عقابية أخرى كشكل من اشكال التعذيب النفسي و الجسدي". كما لم تستبعد ان يكون قد أصيب بعدوي فيروس كورونا و تتكتم الادارة العامة للسجون المغربية عن مصيره ،خاصة بعد انخراط عديد الجمعيات الدولية المتضامنة مع حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال في الحملة الدولية للإفراج عن الأسير المدني الصحراوي محمد لمين عابدين هدي. وطالبت منظمة العفو الدولية "أمنيستي" عدة مرات، السلطات المغربية بإنهاء حبس الأسير ،محمد لمين عابدين هدي، فورا وتوفير الرعاية الطبية اللازمة له ودعت إلى فتح تحقيق حول الظروف التي يتواجد فيها بالسجون المغربية. وصدر بحق الأسير، محمد لمين عابدين هدي، حكما بالسجن لمدة 25 سنة، وذلك في اطار محاكمة جائرة جرت أطوارها في مدينة سلا المغربية بين 26 ديسمبر 2016 و 17 يوليو 2017 بشهادة منظمات دولية وازنة تعنى بحقوق الإنسان ك "هيومن رايس ووتش" و "أمنيستي أنترنسيوتال".