أكد خبراء في مجال الطاقة على ضرورة أن تسرع الجزائر من جهودها الرامية لتعزيز طاقاتها الانتاجية للنفط في ظل مساعي الدول المنتجة داخل وخارج منظمة "أوبك" لزيادة حصصهم السوقية. وفي تعليقهم على مخرجات الاجتماع الوزاري ال19 لمجموعة "أوبك+"، أكد الخبراء لوأج أن النقاش الذي دار خلال المحادثات بين دول التحالف حول إعادة النظر في الانتاج المرجعي أشارت بوضوح إلى أهمية زيادة الاستثمارات النفطية في الجزائر من أجل التمكن من رفع قدرات الانتاج الوطنية. وبعد حوالي أسبوعين من المشاورات، أقر المشاركون خلال اجتماع "أوبك+" الأخير تعديلات في مستويات الانتاج التي تستخدم في حساب حصص الخفض لكل دولة عضو في التحالف. إقرأ أيضا: أوبك+: الموافقة على تغيير الانتاج المرجعي لبعض الدول بداية من مايو 2022 غير أنه في الوقت الذي اعيد فيه النظر في الانتاج المرجعي لكل من الإمارات والكويت والعراق والسعودية وروسيا، "باعتبار أنه لا يمثل قدراتهم الحقيقية"، إلى أن الانتاج المرجعي للجزائر بقي مستقرا عند 1،057 مليون برميل يوميا. وفي هذا الإطار، اعتبر الخبير مصطفى مقيدش أن دول "أوبك+" تمكنت من التوصل إلى "حد أدنى" من الاتفاق، سمح لبعض الدول بزيادة حصتها في الانتاج. لكنه وصف الاتفاق، على الرغم من أهميته، ب "الهش" في ظل سعي عديد الدول لرفع وتيرة انتاجها. ويستدعي ذلك -يضيف السيد مقيدش- عودة الجزائر نحو سياسة نفطية "أكثر فعالية" من خلال زيادة القدرات الانتاجية وتعزيز الاستثمار الأجنبي في مجال المحروقات بالموازاة مع تطوير الطاقات المتجددة. وبهذا الشأن، أكد الخبير أن التوجه نحو تطوير الطاقات المتجددة لا يتعارض مع ضرورة تعزيز القدرات الانتاجية في مجال المحروقات والتي "ستبقى مصدرا هاما وفاعلا أساسيا في تحقيق الأمن الطاقوي وعاملا محددا للسياسات الاقتصادية للدول". وهنا، لفت إلى أن الاجراءات المتخذة من طرف بعض الهيئات والمؤسسات والدول لمنع استثمار رؤوس الاموال في مجال المحروقات تحت غطاء حماية البيئة وتقليص انبعاث الغازات الدفيئة، تمثل "عقوبة" لاقتصاديات إفريقيا بالنظر لكونها لم تساهم في نشوء ظاهرة الاحتباس الحراري. واضاف السيد مقيدش أن تقليص الاستثمارات في مجال المحروقات بإفريقيا سيسبب لا محالة خللا واضحا وعجزا هاما في القدرة على تغطية الطلب العالمي على النفط، مشيرا إلى الدراسات أكدت توفر الثروة النفطية في حين ان مشاريع الاستكشاف والتنقيب تشهد تراجعا. من جهته، يرى الخبير سليمان ناصر أن المشاورات التي جرت في إطار مجموعة "أوبك +" اتسمت ب"المصلحية" في الطرح حيث تفاوضت كل دولة حول مستوى الانتاج الذي يتناسب مع مصالح اقتصادها. وتستهدف دول مجموعة "أوبك+" رفع انتاجها تدريجيا (400 الف برميل اضافية كل شهر) إلى غاية الانتهاء من حجم الخفض المتبقي والمقدر ب5،8 مليون برميل يوميا (في حدود سبتمبر 2022)، وهو ما جعل بعض الدول تحاول اغتنام الفرصة لرفع حصتها السوقية، حسب الخبير. ووفقا لمقررات الاجتماع الاخير، سترفع الجزائر انتاجها ب10 الاف برميل يوميا، كل شهر ابتداء من أغسطس المقبل، إلى غاية بلوغ 1،057 مليون طن (الانتاج المرجعي). وفي هذا السياق، أكد السيد ناصر أن الجزائر مدعوة لتعزيز قدراتها الانتاجية من خلال تنشيط الاستثمار الاجنبي ووضع قانون المحروقات حيز التنفيذ بشكل كامل من أجل استقطاب المستثمرين الاجانب في مجال الاستكشاف والاستغلال. وأشار السيد ناصر إلى أن ركود القطاع بسبب جائحة كورونا وتأخر صدور النصوص التطبيقية لقانون المحروقات الجديد تسببا في تأخر بلوغ الجزائر لأهدافها في مجال تعزيز القدرات الانتاجية. إقرأ أيضا: أوبك+ : اتفاق لزيادة الإنتاج ب 400 الف برميل يوميا ابتداء من اغسطس المقبل وحسب نفس المتحدث، فإن دول "أوبك+" تتحكم في نصف الانتاج العالمي حيث تنتج أكثر من 45 مليون برميل يوميا من إجمالي 90 مليون برميل، وهو ما يفرض على التحالف توسيع حصته من أجل تمكينه بشكل أفضل من تحقيق التوازن في السوق النفطية العالمية. وحذر السيد ناصر بهذا الخصوص من قيام منتجي النفط الصخري في الولاياتالمتحدة باستغلال جهود انعاش الاسعار التي تقوم بها "اوبك+" في توسيع حصتهم.