يعد مشروع المرسوم التنفيذي المتضمن تصنيف إقليم تاغيت-غير( بولايتي بشار وبني عباس) حظائر طبيعية وطنية والذي تم عرضه خلال اجتماع الحكومة يوم السبت برئاسة الوزير الأول ، وزير المالية ، أيمن بن عبد الرحمان, خطوة هامة للحفاظ على التراث الطبيعي و الثقافي المحلي للمنطقة, كما جاء في تصريحات مسؤولين محليين و ممثلين عن الحركة الجمعوية. و قد لاق المشروع ترحيب و استحسان قطاع الغابات والحركة الجمعوية المحلية التي اعتبرته مبادرة من شأنها حماية التنوع و الثروة النباتية و الحيوانية و كذا التراث الثقافي للاقليم. وفي تصريح لوأج, عبر محافظ الغابات ببشار جلال منير, وهي الجهة المبادرة بهذا المشروع مع الحركة الجمعوية الناشطة في مجال حماية البيئة والتراث الثقافي, عن ارتياحه لاستحداث حظيرة وطنية بالجهة التي حسبه من شأنها أن "تساهم بفعالية في حماية والمحافظة على التنوع البيولوجي للمحتويات البيولوجية للمواقع الطبيعية بالمنطقة". من جهته, وصف رئيس الجمعية الثقافية "صحريان" التي تنشط في مجال حماية التراث الطبيعي بولاية بشار أن قرار تصنيف إقليم تاغيت-غير حظيرة وطنية ب"الخطوة الجد هامة" في اتجاه المحافظة وحماية التنوع والثروة النباتية والحيوانية المحلية وأيضا مختلف مواقع التراث الطبيعي والثقافي بهذا الجزء من إقليم الجنوب الغربي للوطن". وعبرت الجمعية الثقافية والدفاع عن البيئة الصحراوية" واروروت" بولاية بني عباس عن نفس الموقف بالقول أن هذا القرار للحكومة يشكل "وسيلة مؤسساتية لتثمين التراث الطبيعي لهذه المنطقة التي تزخر برصيد غني في هذا المجال". واعتبر بدوره رئيس جمعية "واروروت" عبد القادر تيلاماني أن قرار الحكومة القاضي استحداث حظيرة طبيعية وطنية "في غاية الأهمية" بخصوص المحافظة على رصيد هام من التراث الحيواني والنباتي, سيما منها الحيوانات من الأصناف النادرة والوحيدة في العالم على غرار الغزلان دوركا وداما, وهي من الحيوانات النادرة جدا والمهددة بالإنقراض بسبب الصيد العشوائي. اقرأ أيضا : تصنيف إقليمي شيليا و تاغيت كحظائر وطنية وأضاف السيد تيلاماني أن استحداث في القريب حظيرة وطنية يشكل "دعما في غاية الأهمية لحماية البيئة والطبيعية الصحراوية والتي ينبغي أن تتبع مستقبلا بتوسيعها الى المناطق ذات الأهمية الكبرى تراثيا وتاريخيا", ويتعلق الأمر كما أشار, بسبعة (7) مدافن عملاقة في كل من تبالبالة ومرحومة ووادي عنشال بولاية بني عباس. حماية البيئة والتنوع البيولوجي بسهل الساورة وتمتد مساحة الحظيرة الطبيعية الوطنية تاغيت-غير على مساحة 500.000 هكتار و يعود تطبيق مشروع إنشاءها لقطاع الغابات بمساهمة الحركة الجمعوية المحلية سيما منها جمعية " أصدقاء الساورة ". و يهدف المشروع الذي تطلب إعداده سنوات, حسب المحافظ المحلي للغابات, الى حماية البيئة والتنوع البيولوجي بسهل الساورة و المحافظة على الحيوانات والنباتات التي يتميز به جزء هام منه, ومراقبته لحمايته من الإندثار والتخريب. ويهدف كذلك أيضا إلى تزويد المنطقة بأداة حماية تنوعها البيولوجي, ورصيدها الكبير و الهام من التراث الثقافي, وفق المصدر ذاته. ويعد استحداث هذه الحظيرة أداة هامة في التكفل بحماية التنوع البيولوجي بمنطقة شاسعة بالجنوب الغربي للوطن التي تعد واحدة من المناطق الرطبة النادرة بالجنوب الغربي, ويتعلق الأمر بسد "جرف التربة " والمسطح المائي "ضاية الطيور". كما تتميز مناطق تاغيت بولاية بني عباس التي ستغطيها الحظيرة الطبيعية الوطنية, أيضا بانتشار عدة مواقع أثرية وتاريخية وطبيعية ذات أهمية كبيرة لدراسة تطور لتاريخ البشرية. وتحتضن المنطقة محطات النقوش الصخرية بتاغيت والعبادلة وعديد الواحات القديمة وغيرها من المواقع الطبيعية سيما منها الكثبان الرملية المرتفعة بتاغيت. ويهدف استحداث الحظيرة الطبيعية الوطنية تاغيت-غير بولايتي بشار وبني عباس أيضا إلى مكافحة زحف الرمال (التصحر) من خلال حماية الغطاء النباتي والحيوانات الصحراوية. وستضم الحظيرة المرتقبة مناطق الحماية المتكاملة التي يغيب عنها كل نشاط بشري ويسمح المشروع باستحداث صناعات متوسطة وصغيرة بشرط أن لا تكون ملوثة, كما أوضح مسؤولون مختصون محليون ووطنيون. ومن شأن تلك الحظيرة أيضا, حماية وتثمين التراث الأثري وترقية وتنمية المنشآت السياحية بما ينسجم مع الطابع العمراني والمناظر الطبيعية المحيطة. كما ستسمح أيضا بحماية الحيوانات بهذه المنطقة التي تحصي قائمة من الثديات من ثلاث وثلاثين (33) صنفا من ضمنها ست (6) أنواع من الخفافيش و اثني عشر (12) صنفا من القوارض و ثلاثة أصناف (3) من الكلبيات وثلاثة (3) مواليد, وواحد (1) سنيور و أربعة (4) من ذوات الحوافر البرية, وعدة أنواع من الزواحف بما في ذلك سوط الذيل والأفعى ذات القرون. وفضلا عن تلك الأنواع هناك أيضا أصناف مهددة سواء على المستوى الوطني أو العالمي على غرار قط الرمل والفنك والأغنام البرية وكذلك أصناف عديدة من الغزلان. وتضم المنطقة أيضا ما لا يقل عن 107 صنف من الطيور العابرة و المهاجرة. وتوجد بها أيضا 16 صنفا آخرا مستوطنا بالمنطقة المغاربية والشرق الأدنى على غرار الحجل الحبارى والحبارى بالإضافة إلى ثعالب الماء الشائعة التي أدمجت في سد "جرف التربة" منذ عدة سنوات والتي أصبحت تعيش بذات الموقع المائي الذي يمتد مسطحه على 92 كلم مربع.