اجمع عدة برلمانيين في المغرب على ان الخطة الفلاحية التي روج لها رئيس حكومة المخزن، عزيز أخنوش، والمسماة ب"المخطط الاخضر"، قد فشلت فشلا ذريعا في تحقيق أهدافها خاصة فيما يتعلق بضمان الأمن الغذائي و أصبحت مصدرا للاحتقان و السخط الاجتماعي. وعلق البرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية وعضو لجنة البنيات الأساسية بالبرلمان، أحمد صدقي، عن تصريحات أخنوش بمجلس النواب الأخيرة والمدافعة عن "المخطط الأخضر"، قائلا: "كيف يمكن لرئيس الحكومة أن يخرج على الناس لينكر واقعا يعيشونه في كل حين وفي كل مكان وهو يتحدث عن المخطط الفلاحي وعن الأمن الغذائي". وقال صدقي في حديث لوسائل الاعلام المغربية أن أخنوش يتحدث في الوقت الذي "تعرف فيه أسعار المواد الفلاحية الخام وحتى المحولة منها مستويات قياسية غير مسبوقة، ويشمل ذلك الحبوب والزيوت والخضر والفواكه وغيرها". وكشف أن المخطط "لم يمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي ولا الأمن الغذائي للمغاربة رغم ما صرف عليه من ملايير الدراهم"، مشيرا إلى أن البلاد تحتاج الى استيراد أهم احتياجات السوق الوطنية من مواد استراتيجية مثل الحبوب والزيوت وغيرها. "إن هذا المخطط لم ينجح في الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين حتى فيما يرتبط بالمواد الاعتيادية البسيطة والتي لم يسبق أن شهدت هذا الارتفاع الصاروخي في الأسعار". من جهتها، قالت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد والبرلمانية نبيلة منيب ان "الحكومة مطالبة بالتدخل بعد ويلات +المخطط الاخضر+ الاسود الذي لم نر منه سوى الربح لفائدة التجار الكبار الذين استفادوا وبشكل كبير، عكس الفلاح الصغير الذي لم يجن سوى الخسارة والتهميش"، مضيفة: "نحن الان نطالب ببنك للبذور الاصلية، نطالب ايضا بالمحافظة على المياه التي اصبحت تستنزف لفائدة منتوجات معينة موجهة للتصدير، ونريد الاسمدة غير المضرة بصحة الانسان". واسترسلت قائلة : كل هذا و المغرب "يعاني من الاجهاد المائي بسبب هذه السياسة الدخيلة في الانتاج الموجه للتصدير على حساب منتوجات كفيلة بتأمين الامن الغذائي للمغاربة و بالتالي تجنب الارتفاع المهول لأسعار السلع الاستهلاكية وتدهور القدرة الشرائية للمواطن الى ادنى مستوياتها". بدوره، قال رئيس الفريق النيابي للحركة الشعبية بمجلس النواب، ادريس السنتيسي، "اننا كنا ننتظر من اخنوش ان يوافينا بما حققه هذا +المخطط الاخضر+، غير أننا لم نجد سوى الخذلان، ف+المخطط الاخضر+ لم يقيم الى حد الآن وهو يستنزف المخزون المائي للمغرب، حيث يتم التوجه للمزروعات الأكثر استنزافا للمياه، على غرار فاكهة الافوكادو، في الوقت الذي تعرف فيه المملكة أزمة جفاف". وتابع: "كأننا أصبحنا نصدر المياه ونحن في أصعب فترات الوضعية المائية، لقد تم تجفيف الكثير من مناطق البلاد من ضمنها الواحات". وفي ذات السياق، اعتبرت البرلمانية عن حزب "فدرالية اليسار الديمقراطي"، فاطمة التامني، أن ما يسمى "المخطط الأخضر" والذي أشرف عليه أخنوش عندما كان وزيرا للفلاحة لمدة 15 سنة، حصد الفشل. وقالت البرلمانية إنها لن تتحدث عن ما تعرفه أسعار المواد الأساسية من ارتفاع، بل ستردد ما يعبر عنه المغاربة جراء ذلك، ومنها "الله يأخذ فيكم الحق"، "لن نسكت"، "هل تريدوننا ان نتسول"... فاطمة التامني اكدت أنه "تم المس بقوت المغاربة" الذين باتوا يعانون من أجل توفير حاجياتهم الأساسية، مضيفة في السياق أن حكومة أخنوش "لم تفشل فقط في التعاطي مع الازمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد، لكنها تغذي أيضا الاحتقان الاجتماعي". وبالحديث عن الاحتقان، كشف استطلاع رأي جديد أجري في المغرب أن الحكومة الحالية بقيادة عزيز أخنوش باتت على المحك، بسبب سوء تدبيرها للملفات الاجتماعية والاقتصادية، و استمرار موجات الغلاء و ارتفاع التضخم إلى مستويات غير مسبوقة.