عكفت الثلاثية الأفريقية لتنمية التربية في افريقيا المجتمعة بالعاصمة التونسية على تدارس مواضيع ذات الصلة بالآليات الحديثة والمناهج المعاصرة الواجب إدخالها على المنظومات التربوية والتكوينية في القارة بغية تكييفها مع المستجدات والتطورات المتسارعة التي يعرفها العالم مع الاحتفاظ بالطابع الثقافي والتاريخي المحلي . وفي هذا المضمار اثيرت في جلسات الثلاثية - التي تعقد تمهيدا للمؤتمر الافريقي حول التربية - حتمية ترقية المعارف والكفاءات ودعم التاهيل والتكوين قصد رفع تحديات التنمية المستدامة وتعبئة وتجنيد كل المسؤولين في الدول الافريقية حول تشييد المنظومات التربوية والتكوينية الفعالة التي تستدعيها المرحلة الراهنة المتميزة خاصة بالعولمة. وتبين من خلال المداخلات والنقاشات المستفيضة ان متطلبات التنمية المستدامة وأهداف الألفية من اجل التنمية في القارة الافريقية انما تستدعي اولا واخيرا تدراك النقائص التي ميزت وتميزالمنظومات التربوية والتعليمية والتكوينية في البلدان الافريقية كافة اي وضع حيز التنفيذ - في ظل السياق الراهن والمستقبلي - اصلاحات تحول هذه المنظومات الى اجهزة قادرة على تخريج الكفاءات المواتية والملائمة لتجسيد اغراض التنمية المستدامة حيث ان ضعف قطاع التربية يعني بكل بساطة فشل اي عمل تنموي . وتوصل المشاركون، إلى قناعة مفادها ان المنظومات الحالية لابد ان تعرف تحسينات بل تغيرات وتطورات من ذلك الانتقال الى مرحلة المعارف والكفاءات والتحول من مفهوم التلقين الى مفهوم الادراك والاستيعاب والفهم ومن مفهوم المنظومة المؤسسة على العرض الى مفهوم المنظومة المؤسسة على الرد على الطلب . وفي هذا السياق بالذات، يرى المسؤولون عن هذا القطاع الحساس ان التعليم والتربية مرتبط كذلك بالحاجيات الاجتماعية والاقتصادية وهنا تطرح جملة من الاسئلة الوجيهة حول ماهية التعليم وطبيعة التعليم واسباب التعليم وكيفية التعليم والغاية من التعليم ونوعية التعليم والمنفعة من التعليم . ويرى أعضاء الثلاثية ان الالمام بين التربية والتكوين ضمن مشروع تحول اجتماعي يرمي الى تكوين اجيال من المواطنين المكونين والقادرين على تجنيد مكاسبهم المعرفية للقيام بالتحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية التي ترمي بثقلها على مسارات التنمية المستدامة. كما ان المشروع التحول الاجتماعي يهدف الى تكوين اجيال من العمال الذين يمتلكون الكفاءات المهنية لترشيد القدرات والمكاسب الخاصة بتنمية البلدان الافريقية وبالتالي الرفع من الانتاجية في العمل والاسهام في النمو الاقتصادي عبر ادخال التكنولوجيات الجديدة . وأخيرا فان ذات المشروع من شانه تكوين الموارد البشرية الرفيعة المستوى التاهيلي القادرة على منح القارة القدرة على تنمية اقتصاديات ومجتمعات مؤسسة على المعرفة التي تتطلبها العولمة.