اتصلت منذ يومين شابة من العاصمة تبلغ من العمر 28 سنة، على المباشر بحصة ''ياداس'' التي تبثها القناة الاذاعية الثالثة والتي يُشرف عليها المنشط النشيط مهدي، هذا نصها الكامل·· أهلا مهدي·· ! أهلا بك··أنت فلانة من العاصمة؟ ··نعم···· يبدو لي صوتك مألوفا، أهذا أول اتصال لك بنا؟··لا هذا ليس أول اتصال لقد حاولت مرة وانقطع الخط فجأة ولم تتح لي الفرصة لنتكلم أكثر ولم نلعب ''ياداس''··تذكرتك الآن، ألست فلانة من شركة بترولية أجنبية عاملة بالجزائر؟··نعم لقد أصبت ذاكرتك قوية··أليست الشركة اسبانية؟ نعم، نعم ··هاهي الصورة تتضح لي أكثر فأكثر، أذكر أنك كنت عاكفة على مشروع زواج العام الماضي، إلى أين وصل··آه لقد سقط في الماء··ولماذا؟ السبب هو حصتك ''ياداس''··ماذا··هذه القضية يجب ان نتوقف عندها أعيدي أعيدي ما تقولين··هل تريدين القول بأنني تسببت لك في فشل زواجك؟··(تجيب الشابة بشكل هادئ وغير متحسر اطلاقا)··لقد عزمني ذات مرة الشخص الذي كنت أخرج معه على قهوة في المساء وكان الموعد يصادف توقيت حصة ياداس على القناة الاذاعية الثالثة، فطلبت منه تأجيل الموعد أو تأخيره لكي اتصل بك، لكنه استشاط غضبا وطلب مني أن أخير بين الحصة وبينه، فاخترت أن اتصل بك··وماذا كان موقفه؟ أنهى مشروع الزواج الذي كان بيننا ورأيت أنني أحسنت الإختيار ألا ترى ذلك؟·· (يقهقه مهدي المنشط بشكل هستيري ثم يقول)··هكذا إذن أوقفت مشروع الزواج من أجلنا؟··نعم ··لقد أصبت، لكن بيني وبينك أنت لم تكوني جادة في المشروع··لا لا في البداية جاءني وخرجت معه وبدأنا نعمل على المشروع ثم أبيت أن أكمل، إذن تذرعتِ في ذلك الفشل بحصة ''ياداس'' لا بل كنت أرى أن الأهم هو الاتصال بك··إذن أنت مشكورة على ما قمت به من أجلنا وفي الحقيقة ''عملتي مليح'' ··ثم شرع الطرفان في اللعب على موضوع الحصة··لست أدري إن كنت مخطئا في حق المنشط مهدي إن قلت ما هكذا عليك صناعة النجاح في الإعلام· ليس بتشجيع الناس على إفشال مشاريعهم الخاصة على حساب كسب مستمع، ولأننا نعيش في مجتمع ارتفعت فيه العنوسة إلى مستويات خطيرة، وبغض النظر عن طبيعة العلاقة التي طرحتها الشابة وكيفية التواصل مع خطيبها، في أي خانة يمكن أن نضع شخصا يُشجع على هكذا مواقف··وفي أي خانة بالمقابل يمكن أن نضع شابة في الثامن والعشرين من عمرها تتخذ مواقف غير مسؤولة وبهذا التهور·· على الأقل كان على مهدي في هذه الحالة أن يتحلى بالشجاعة ويعرض عليها الزواج بدل خطيبها، على المباشر مادام وافقها على موقفها، ومادامت تلك الشابة قالت له بوضوح أنها رفضت الخروج مع خطيبها لتتصل به هو··يا مهدي للإعلام أدبيات وحدود·