اليوم العالمي لحرية الصحافة: حملة "صحافة نازفة" لتوثيق جرائم الاحتلال الصهيوني بحق الصحفيين الفلسطينيين    كرة القدم داخل القاعة/كأس الجزائر: أتلتيك أوزيوم يفوز على نادي بئرمراد رايس ويتوج باللقب    300 ألف محتج في مسيرات حاشدة ضد الحكومة الفرنسية    توقيف بث قناة "الشروق نيوز TV" لمدة 10 أيام بسبب مضمون عنصري    الخليفة العام للطريقة التجانية الشيخ علي بلعرابي يؤدي صلاة الجمعة بواغادوغو    توقيف بث قناة الشروق نيوز TV لمدة 10 أيام    أم الطوب تستذكر الشهيد البطل مسعود بوجريو    توقيع مذكّرة تفاهم لتبادل الخبرات بالجزائر قريبا    انطلاقة مثالية للمنتخب الجزائري وطموح 15 ميدالية ذهبية في المتناوَل    بطولة دون مخدرات.. تحديد تنقّل الأنصار وعقود جديدة للاعبين    نادي ليفربول يصرّ على ضم ريان آيت نوري    مشاركة واسعة ومميّزة في الطبعة الثانية لمهرجان الرياضات    مهرجان تقطير الزهر والورد يعبّق شوارع سيرتا    خرجات ميدانية مكثفة من مسؤولي عنابة    تعاون جزائري غاني للتصدّي للتهديدات الإرهابية    الذكاء الاصطناعي رفيق التراث وحاميه الأمين    تقوية الروابط الروحية بين زوايا منطقة غرب إفريقيا    الطبعة ال29 لمعرض مسقط الدولي للكتاب : مشاركة لافتة للناشرين الجزائريين    الطبعة الأولى للصالون الدولي للكهرباء والطاقات المتجددة من 17 الى 19 نوفمبر 2025 بالعاصمة    دعم الشعب الفلسطيني التزام راسخ تحركه مبادئ التحرّر والعدالة    تطوير شعبة الليثيوم وفق الرؤية الاستراتيجية للرئيس تبون    توقرت: وفاة أربعة أشخاص وإصابة آخر في حادث مرور بالحجيرة    "الأونروا": الحصار الصهيوني على غزة "سيقتل بصمت" مزيدا من الأطفال والنساء    أضاحي العيد المستوردة: انطلاق عملية البيع الأسبوع المقبل عبر كافة الولايات    سفينة مساعدات متجهة إلى غزة تتعرض لهجوم صهيوني في المياه الدولية قرب مالطا    الاتحاد البرلماني العربي: دعم القضية الفلسطينية ثابت لا يتزعزع    الجزائر وغانا تؤكدان التزامهما بالحلول الإفريقية وتعززان شراكتهما الاستراتيجية    اليوم العالمي لحرية الصحافة : أدوار جديدة للإعلام الوطني تمليها التحديات الراهنة والمستقبلية    كرة القدم بطولة افريقيا للمحليين 2025 /غامبيا- الجزائر: الخضر يحطون الرحال ببانغول    البطولة العربية لألعاب القوى (اليوم ال2): 17 ميداليات جديدة للجزائر    ربيقة يلتقي بمدينة "هوشي منه" بنجل الزعيم الفيتنامي فو نجوين جياب    أضاحي العيد المستوردة: انطلاق عملية البيع الأسبوع المقبل عبر كافة الولايات    وزير النقل يترأس اجتماعًا لتحديث مطار الجزائر الدولي: نحو عصرنة شاملة ورفع جودة الخدمات    البهجة تجمعنا: افتتاح الطبعة الثانية لمهرجان الجزائر العاصمة للرياضات    صدور المرسوم الرئاسي المحدد للقانون الأساسي لسلطة ضبط الصحافة المكتوبة والإلكترونية    افتتاح الطبعة الرابعة لصالون البصريات و النظارات للغرب بمشاركة 50 عارضا    اليوم العالمي للشغل: تنظيم تظاهرات مختلفة بولايات الوسط    إعفاء البضائع المستعملة المستوردة المملوكة للدولة من الرسوم والحقوق الجمركية    البروفيسور مراد كواشي: قرارات تاريخية عززت المكاسب الاجتماعية للطبقة العاملة في الجزائر    وزارة الصحة تحيي اليوم العالمي للملاريا: تجديد الالتزام بالحفاظ على الجزائر خالية من المرض    الكشافة الإسلامية الجزائرية : انطلاق الطبعة الثانية لدورة تدريب القادة الشباب    عميد جامع الجزائر يُحاضر في أكسفورد    يامال يتأهب لتحطيم رقم ميسي    اتحاد العاصمة ينهي تعاقده مع المدرب ماركوس باكيتا بالتراضي    الجزائر تحتضن المؤتمر ال38 للاتحاد البرلماني العربي يومي 3 و 4 مايو    خدمة الانترنت بالجزائر لم تشهد أي حادث انقطاع    تم وضع الديوان الوطني للإحصائيات تحت وصاية المحافظ السامي للرقمنة    تواصل عملية الحجز الإلكتروني بفنادق مكة المكرمة    بلمهدي يدعو إلى تكثيف الجهود    المحروسة.. قدرة كبيرة في التكيّف مع التغيّرات    ماذا يحدث يوم القيامة للظالم؟    نُغطّي 79 بالمائة من احتياجات السوق    معرض "تراثنا في صورة" يروي حكاية الجزائر بعدسة ندير جامة    توجيهات لتعزيز الجاهزية في خدمة الحجّاج    صفية بنت عبد المطلب.. العمّة المجاهدة    هذه مقاصد سورة النازعات ..    كفارة الغيبة    بالصبر يُزهر النصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفهوم النصر في الإسلام
نشر في الجزائر نيوز يوم 17 - 03 - 2012

يقول الله عز وجل في كتابه العزيز: ''إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا والَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ويَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ'' بادء ذي بدء ... يجب أن يقر في نفوسنا أن الله عز وجل حين يقول: ''إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ فلا شك أن ذلك محقق لا محالة، لأن من المعلوم يقينا أن الله عز وجل لا يخلف وعده، إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ، ومَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً''.
ومن هنا كان حقا علينا، خاصة في ظروفنا الحالية التي عمّت فيها الفتن، واختلطت المعايير، كان حقا علينا أن نتعرف على معنى النصر وحقيقته، حتى لا نترك للشيطان الرجيم ثغرة يدخل منها ليتلف عقيدتنا، أو يؤثر على صدق إيماننا بالله سبحانه وتعالى ولنعرفَ أيضا حقيقة النصر بالنسبة للأنبياء والدعاة، إذ أن هناك من أنبياء الله سبحانه وتعالى من قتل ومنهم من ألقي في النار، ومنهم من سجن، وبالمثل فعل بعباد الله المؤمنين، فمنهم من ألقي في الأخدود، ومنهم من استشهد، ومنهم من ألقي في المعتقلات والسجون، ومنهم، ومنهم.
فأين نصر الله لهؤلاء جميعا في الحياة الدنيا وقد قتلوا وعذبوا وأوذوا وطردوا؟ أين نصر الله مع ما يحدث للمسلمين في شتى بقاع الأرض، وهزيمتهم أمام أعداء الله وأعدائهم؟ أين نصر الله؟ لا شك أن للنصر مفاهيم متنوعة ومتعددة وصور متنوعة:
أولا: أن يكون بالغلبة والقهر للأعداء.
وهذا هو أول ما يتبادر إلى الذهن عند سماع كلمة النصر، وهذا هو النصر المحبب للنفوس والتي تهوي إليه الألباب، ومن أمثلة ذلك النصر انتصار المجاهدين الجزائريين على المستدمر الفرنسي والحلف الأطلسي في عصرنا الحديث، وفي العصر القديم انتصار موسى عليه السلام على فرعون وقومه، يقول سبحانه وتعالى: ''وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرائيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ'' ثم يبين الله سبحانه وتعالى النتيجة النهائية للمعركة في قوله عز وجل: ''وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ '' فهذا النوع من النصر محسوس للناس، يرونه رأي العين، حيث يدمر الله معسكر الكفر أمام أعين المؤمنين، ولهذا كان هذا النوع من النصر محببا للنفوس، وهذا ما يسجله الله سبحانه وتعالى في قوله: ''وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ''.
ثانيا: أن يتحقق النصر بإهلاك المكذبين ونجاة الأنبياء والرسل وأتباعهم ومن ذلك:
أ- نجاة نوح عليه السلام ومن معه من المؤمنين، وإهلاك قومه المكذبين يقول سبحانه وتعالى:
''حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ '' وكان ذلك بعد أن يئس عليه السلام من إسلام قومه ''، وقَالَ نُوحٌ ''رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً'' واشتد عناد قومه له، حتى قطع كل أمل في إسلامهم '' فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ* فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ* وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِر* وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ* تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ''
وهكذا أهلك الله قوم نوح عن بكرة أبيهم، ونجاه ومن معه من المؤمنين فى الفلك المشحون.
فهذه صورة أخرى من صور النصر في الإسلام يهديها العزيز القدير لعباده المؤمنين، بإهلاك جميع المكذبين ونجاة النبي ومن معه من المؤمنين.
ب- وهذه الصورة من النصر التي حدثت مع نوح عليه السلام وقومه، تكررت مع أقوام أخر، مثل قوم ثمود وقوم صالح أهلكهم الله بذنوبهم، ونَصًرَ ثمودَ وصالحَ عليهما السلام، ويسجل القرآن الكريم ذلك النصر لمؤمني ثمود وصالح، فيقول عز وجل:
'' فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ* وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ* سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ* فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ''.
ثالثا: وهناك صورة ثالثة من صور النصر في الإسلام يتصورها البعض هزيمة، وهي عند الله نصر مبين، ''وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ''
ومن ذلك قتل المؤمن أوداعية فيعده البعض هزيمة، ولكنه في حقيقة الأمر نصر من جوانب عديدة منها:
1 - أنه شهادة في سبيل الله سبحانه وتعالى وهي من أفضل أنواع النصر، إذ أنها إحدى الحسنيين، والمسلمون في جهادهم يدندنون حول إحداهما النصر أو الشهادة، وقد تحقق لك إحداهما، فماذا تريد أكرم من ذلك ؟ ونحن نردد هذه العبارة كثيرا، ولكن للأسف، دون أن نريدها أو نعمل لها، ودون أن ينسحب سلطانها على حياتنا.
2 - الذكر الحسن بعد الموت: من جوانب انتصار الشهيد، كما أوضح سبحانه وتعالى في شأن سيدنا نوح عليه السلام في قوله عز وجل: ''وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ* وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ* سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ''، وبالمثل: '' سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ'' و'' سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ'' و '' سَلَامٌ عَلَى آلْ يَاسِينَ'' بل '' وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ''، فأنعم به من انتصار للشهيد: ذكر حسن دائم بعد الموت، والذكر للإنسان عمر ثان.
-3 قتل المؤمن أو الداعية فيه انتصار لمنهجه بعد استشهاده، كما حدث لغلام قصة أصحاب الأخدود، فقد مات شهيدا، ولكن تحقق النصر لمنهجه بعد استشهاده، وآمن به قومه فقالوا: آمنا برب الغلام.
رابعا: ومن صور النصر التي يحسبها الناس هزيمة الطرد والإخراج، فهذه قد تكون نصرا مع ما يظنه الناس فيه من هزيمة، نستخرج هذا المعنى للنصر من قوله سبحانه وتعالى: ''إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا''، فإخراج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة كان نصرا بنص القرآن المجيد، وذلك من وجوه عديدة، منها: أن الله أنجاه من المشركين، وأنه انتقل بالدعوة الإسلامية إلى بيئة جديدة استطاع أن يقيم فيها الدولة الإسلامية.
خامسا: ومن معاني الانتصار الثبات على العقيدة وعلى المنهج حتى الممات: وإن لم يتبع الحق أحد في حياة الداعية، فهذا حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول فيه: ''عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ فَجَعَلَ يَمُرُّ النَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلُ وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلَانِ وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّهْطُ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَد ''.
فهذا الحديث يوضح لنا أن النصر ليس معناه كثرة الأتباع، فهناك أنبياء بنص الحديث يأتون يوم القيامة ولم يؤمن مع الواحد منهم سوى الرجل أو الرجلان، بل ومن ليس معه أحد قط، فكيف تحقق لهم النصر رغم قلة أتباعهم أو انعدامهم بالكلية، لابد أن للنصر مفهوما آخر غير ما نفهم، إنه الثبات على العقيدة، إنه الثبات على المنهج الرباني، إنه الثبات على الدعوة إلى دين الله وبعد ذلك، '' فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ''.
إنه انتصار المنهج الحق، مهما قل عدد المؤمنين به، فهذا هو ناموس الحياة، كما قال سبحانه وتعالى:
''... وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ''، وكما في قوله عز وجل: ''وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ'' وفي واقعنا المعاصر خير شاهد على ذلك، فها نحن نرى بعض الدعاة، أو من يسمونهم دعاة، يلتف حولهم الناس بالآلاف، بل يجرون وراءهم في المساجد والنوادي، لأنهم يدعون إلى إسلام ناقص، يدعون إلى قصص وحكايات، ليس فيها تكليف بعمل يُلتزم به شرعا. بل وأكثر من ذلك نرى المنتسبين إلى بعض الجماعات، التي تحسب على الإسلام، يعدون بالملايين، يجوبون الدنيا شرقا وغربا، بل إن إسرائيل نفسها تسمح لهم بالدعوة والتبليغ في أراضيها، ولكنهم والله كثرة كغثاء السيل، ولن يقوم للإسلام بهم دولة، ذلك لأنهم يدعون إلى دين مبتور، إلى دين أعرج، دين ليس من مبادئه القتال لنصرة المظلوم، كما يطلب رب العزة عز وجل في قوله:
'' وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً'' وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أرق نفسك بنفسك وتداوى بالطب البديل
الأمراض التي تعالجها الحبة السوداء
لتساقط الشعر: يعجن طحين الحبة السواء في عصير الجرجير مع ملعقة خل مخفف وفنجان زيت زيتون، ويدلك الرأس بذلك يومياً مساء مع غسلها يومياً بماء دافئ وصابون.
للقمل وبيضه: تطحن الحبة السوداء جيداً وتعجن في خل فتصبح كالمرهم، يدهن بها الرأس بعد حلقها أوتخليل المرهم لأصول الشعر إن لم تحلق، ثم تعرض لأشعة الشمس لمدة ربع ساعة، ولا تغسل الرأس إلا بعد مرور خمس ساعات، ويتكرر ذلك يومياً لمدة أسبوع. ولكن بعد اللجوء إلى أسباب النظافة المشروعة التي حث عليها الإسلام. والنظافة من الإيمان، والله تعالى يحب التوابين، ويحب المتطهرين. للقراع والثعلبة: تؤخذ ملعقة حبة سوداء مطحونة جيدا، وقدر فنجان من الخل المخفف، وقدر ملعقة صغيرة من عصير الثوم، ويخلط ذلك ويكون على هيئة مرهم، ثم يدهن به بعد حلق المنطقة من الشعيرات وتشريطها قليلاً ثم يضمد عليها وتترك من الصباح إلى المساء، ويدهن بعد ذلك بزيت الحبة السوداء، وتكرر لمدة أسبوع .
لمن كان له قلب
وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ
والمتتبع لمعاني النصر في الكتاب والسنة يستطيع أن يدرك صورا أخرى للقاعدة الأبدية التي لا تتأخر في ثنايا، قوله عز وجل: ''وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ'' ولكنا نكتفي بهذه الصورة من صور النصر في الإسلام وهي: التي يتحقق فيها النصر للفئة المؤمنة بانتقام الله من أعداء الرسل وأعداء المؤمنين، كما حدث مع قتلة يحيى عليه السلام حيث سلط الله عليهم جالوتَ وجنودَه فقتلوهم شر قتلة، وسبوا أولادهم ونساءهم، وخربوا لهم ديارهم ودمروها، يقول سبحانه وتعالى: ''فَإِذَا جَاءَ وعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً'' وهاهم إخوان القردة والخنازير قد عادوا للإفساد في أرض فلسطين مرة أخرى، يمعنون في إذلال الفلسطينيين، وتدمير الأخضر واليابس، والقتل في كل صباح ومساء، والضغط على المقاومة، ومحاصرة المدن الفلسطينية خاصة قطاع غزة، الذي تحول إلى سجن كبير لا تتوافر فيه أدنى الحقوق الإنسانية المكفولة للمحكوم عليهم بالإعدام. وحتى يفسحوا الوقت للقضاء على ما بقي من فلسطين، يستمرون في مسرحية محادثات السلام، والتهدئة، والوجوه كلها واحدة، تعلوها صفرة الكفر، ظاهرها الرحمة، وباطنها الحقد على الإسلام والقسوة على أولياء الله ... والقلوب موجعة، والأصوات متحشرجة، وتصدر البيانات تلو البيانات، بيانات هزيلة، والفضيحة عظيمة، وتعقد القمم وتنتهي، وتدور رحى المجازر، ويطلب من الذبائح ضبط النفس وأن تلفظ أنفاسها في هدوء، وعلى مهل يدعي لقمم أخرى ومحادثات تالية، وكبرياء العرب والمسلمين في الحضيض، وأنوفهم في التراب، والصهيونية تخرج لسانها وتكشر عن أنيابها في تَحَدٍ سافر .. والكل صامت، والدائرة تدور، وليس في القوم رجل غيور.
ولكن لا تقنطوا من رحمة الله، فالله أكبر من هؤلاء الكفرة الذين تجمعوا على قصعة الإسلام، هم وأذيالهم من الخونة والعملاء والمحسوبين علينا، ونصر الله آت لا محالة واستمعوا معي إلى بشائر النصر في هذه الآية التي يهدد فيها الله عز وجل اليهود: ''إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً * عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً'' فمن منكم يريد أن يكون من أهل '' وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا ''.
إن هؤلاء وصفهم الله في الآية السابقة بأنهم '' عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ''، فمن ذا الذي يريد أن يكون من هؤلاء. إن الذي يريد أن يكون عبدا لله من هؤلاء، فعليه أن يضع نصب عينيه أن الجنة نزلُ الشهداء، فهم عند ربهم أحياء، بعد أن سفكت منهم الدماء. والموت للجبناء وإن كانوا يدبون علي الأرض أشباه أحياء، والنصر والتمكين للمؤمنين المجاهدين، والحياة الكريمة للعاملين بشرع الله، وعد من الله للمستحقين، ونصر من الله وفتح قريب، وبشر المؤمنين .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.