قررت أن أستعير هذا العنوان من أحد الشعراء الجزائريين الذي ظلمته الحياة وقست عليه إلى حد بعيد لمجرد أنه كفاءة حقيقية، المهم تذكرت جملته “عينٌ لا تقرأ صُرّة"، عندما سمعت الشيخ شمس الدين يولول ويصرخ لمجرد أن عرف بأن نواب البرلمان لا يقرأون الكتب وأحسنهم قرأ كتاب “كليلة ودمنة" أو كتاب “ألف ليلة وليلة". لست أدري هل العيب في الشيخ شمس الدين الذي كان يريد لبرلمان الحفافات أن يكون على مستوى عالٍ من الفكر لدرجة أنه نصحهم بقراءة مالك بن نبي وغيره من المفكرين والاطلاع على أمهات الكتب في التشريع والقانون، أم العيب في الحفافات أنفسهم وعاملات النظافة وحتى العساسين الذين وصلوا إلى البرلمان وكلهم أمل بأن يخدموا الشعب بالمشطة والبيدون؟ أم تراه العيب في الدولة التي تريد أن تُبقي شعبها تحت رحمة الأميين الذين لا يعرفون “قوعو من بوعو" وسمحوا بأن يترشح أصحاب “الشكارة" الذين يشترون كل شيء حتى الذمم؟ أليست الدولة أدرى بشعبها وغاشيها ومواطنيها أكثر منهم، ألا تعرف الدولة كل شخص بمستواه التعليمي ومهنته وإمكانياته وتملك كل المصالح الأمنية التي من شأنها أن تعطي معلومات دقيقة عن كل مواطن؟ لماذا إذن تتعمد هذه الدولة على إقصاء وتهميش المفكرين والدارسين والكفاءات الحقيقية وتفتح المجال أمام الأميين، الذين لا يستحون بالقول إنهم لم يقرأوا كتابا في حياتهم. صاحب مقولة “عين لا تقرأ صرّة"، سيّر أحد أكبر مؤسسات الدولة وبجدارة، ولكن تم الاستغناء عنه ربما لأنه يملك من الكفاءة ما جعلتهم يخافون على أنفسهم وأميتهم من هذا الشاعر.