من آخر فضائح هذه الحملة الانتخابية هي التسريبات الكثيرة لأوراق التصويت التي خرجت للعلن قبل يوم الانتخاب والتي قامت بها بعض الأحزاب “القادرة على شقاها" والتي تعتبر الجزائر “ملك باباها" ويمكن أن تفعل أي شيء وكل شيء دون أن يحاسبها أحد. حادثة التسريبات هذه ذكرتني بما حصل أيضا مع مواضيع امتحانات البكالوريا التي تم تسريبها وبيعها قبل الامتحان بمبالغ متفاوتة بين الشمال والجنوب، وهنا أيضا لم يتحرك أي كان لوضع حد لهذه الفضيحة. هكذا تحوّلنا إلى “أصحاب فضائح" كلما كان هناك أمر يستدعي السرية والجدية والمهنية والاحترافية، وهذا لأن الجميع يعلم بأن البلد “سايبة" وليس هناك من يعاقب أو حتى يردع. على كل أنا قررت منذ البداية ألا أشارك في هذه العملية الانتخابية ولن أمنح صوتي لهؤلاء الزبانية الجدد و«المفسدين المبتدئين" الذين سيتحوّلون خلال عهدتهم إلى غيلان ولصوص همّهم الوحيد هو الوصول إلى مغارة علي بابا. لا أدري هل هناك من يملك نفسا للذهاب لصناديق الاقتراع ومن ما يزال يؤمن فعلا بأن هناك انتخابات نزيهة وشفافة وحتى موضوعية؟ وزير الداخلية أجاب قبل أيام وقال بأن أربعين في المائة من الشعب سيصوت أمّا الستون المتبقية والتي فيها أمثالي من العصاة والخارجين عن القانون فإنهم “مايستعرفوش" بالانتخابات. لا أدري كيف يمكن أن “أستعرف" بانتخابات تُسرب أوراقها قبل الاقتراع وكيف ألجأ لصندوق أعرف مسبقا أنه سيفرز “بائع المرقاز" و«بائع التقاشر" و«الحفافة سوسو" الذين سيعملون بكل قوة على تمريغ البلد في الوحل والطين. يا وزير أنتم تعرفون ميمونة وميمونة تعرف ربي، ولكن ميمونة المغبونة لا تعرف مدى الضياع الذي أغرقتم فيه الوطن.