ينظم المركز الثقافي الإسباني بالعاصمة أيام الاحتفال بالقراءة، عبر نشاطات ثقافية متنوعة تقام باللغة الإسبانية هذا الأسبوع. وفي هذا الإطار نظمت محاضرة أول أمس حول “ماتيس والحمراء"، ألقاها الأستاذ الجامعي فرانسيسكو خاراوطا. خلال محاضرته التي دامت ساعتين ونصف، قام الأستاذ الجامعي فرانسيسكو خاراوطا بعرض بعض الصور الشهيرة للرسام “هنري ماتيس"، شرح خلالها كيف تأثر هذا الأخير بزيارته لقصر الحمراء الواقع بغرناطة، هذه الزيارة التي ألهمته لرسم لوحات عديدة. وعكس صديقه ومنافسه الأول “بابلو بيكاسو" الذي تأثرت لوحاته بالطابع الإفريقي، اختار ماتيس الطابع الشرقي والإسلامي لأنه وجده مختلفا، وصارخا بالألوان. اللوحات الفنية التي عرضها الأستاذ، والتي تمتد بين فترتي 1906 و1914، تجمع بين أسلوب الحياة الشرقي عامة والإسلامي خاصة، تنتمي لبلدان مثل إسبانيا، سوريا، تركيا، الجزائر.."، تجسد صورا لزرابي، بنايات عمرانية، ديكورات، أكلات وملابس وحتى نساء، مثل لوحة “الجزائرية" بالملابس التقليدية. استخدم الفنان الألوان الحية في لوحاته، خاصة الأزرق، الأصفر، الأسود والأحمر. وحسب المحاضر فإن “ماتيس" استخدم الأصفر مرات عديدة لتأثره ب«فان غوخ" وأسلوبه الفني، أما تعمده الإكثار من استعمال الأزرق لأنه لون محايد ومخالف ليبين به مخالفته للمذهبين الطبيعي والواقعي، خاصة في لوحته الأخيرة “الجرس" التي مزج فيها بين اللونين الأزرق والأصفر. مقتطفات حول هنري ماتيس (1869-1954 م) هو أحد أبرز الفنانين التشكيليين في القرن العشرين، رسّام فرنسي من بلدة “كانو كامبريزي" الواقعة بشمال فرنسا. درس القانون في باريس واشتغل لفترة في مكتب محام في بلدته، إلا أنه قرر تنمية مواهبه الفنية فرجع إلى باريس ليدرس مبادئ الرسم علي يد المصور المعروف “برجيرو"، ثم تركه واهتم بالدراسة في مدرسة الفنون الجميلة، تحت إشراف “بيير بوفيس دي شافان". قدم معرضا للوحاته سنة 1905في “برنهايم جين"، وشارك في معرض الأحرار. إثر مشاركته في عرض الخريف لنفس السنة، أثارت طريقة مزجه للألوان الصارخة جدلا بين النقاد، حيث وصف “لويس فوكسال" معرض ماتيس بقفص وحوش. وهكذا أصبح ماتيس قائد المذهب التوحشي /fauvisme/ في الفن التشكيلي.. ليقرر بعدها السفر إلى الجزائر، المغرب، ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، وروسيا.. بحثا عن الإلهام. في 1941 أصيب هنري ماتيس بالسرطان، ومات يوم 3 نوفمبر 1954 بمدينة نيس. ومن أهم الأعمال التي عرف بها: باب القصبة، الحائط الوردي، الجزائرية، النافذة، والجرس.