ابن عطاء الله السكندري فقيه مالكي وصوفي شاذلي الطريقة، بل أحد أركان الطريقة الشاذلية الصوفية، ولد في عام (658ه وتوفي في عام 709ه، لقب ب«قطب العارفين" و«ترجمان الواصلين" و«مرشد السالكين". وفد أجداده المنسوبون إلى قبيلة جذام إلى مصر بعد الفتح الإسلامي، واستوطنوا الإسكندرية حيث ولد ابن عطاء الله ونشأ فَقيهًا يَشتغل بالعلوم الشَرعية، حيث تلقي منذ صباه العلوم الدينية والشرعية واللغوية. وكان ابن عطاء الله في أول حاله منكرًا على أهل التصوف، فما أن صحب شيخه أبو العباس المرسي واستمع إليه بالإسكندرية حتى أعجب به إعجابًا شديدًا وأخذ عنه طريق الصوفية وأصبح من أوائل مريديه. ومن مؤلفاته: القصد المجرّد في معرفة الاسم المفرد، أصول مقدمات الوصول، الطريق الجادة في نيل السعادة، تاج العروس الحاوي لتهذيب النفوس، الحكم العطائية على لسان أهل الطريقة، وهي أهم ما كتبه وقد حظيت بقبول وانتشاراً كبيراً ولا يزال بعضها يُدرس في بعض كُليات جامعة الأزهر، كما تَرجم المستشرق الانجليزى آرثر اربري الكثير منها إلى الانجليزيه، وترجم الإسباني ميغيل بلاسيوس فقرات كثيرة منها مع شرح الرندي عليها. وفيما يلي باقة من أشهر أقواله: - من علامات الاعتماد على العمل نقصان الرجاء عند وجود الزلل. - أرح نفسك من التدبير فما قام به غيرك عنك لا تقم به لنفسك. - اجتهادك فيما ضمن لك وتقصيرك فيما طلب منك دليل على انطماس البصيرة منك. - من أشرقت بدايته أشرقت نهايته. - ما بسقت أغصان ذل إلا على بذر طمع. - لأن تصحب جاهلا لا يرضى عن نفسه خير لك من أن تصحب عالما يرضى عن نفسه. - رب معصية أورثت ذلا وانكسارا خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا. - ما نفع القلب شيء مثل عزلة، يدخل بها ميدان فكرة. - نسيان الحق خيانة، والاشتغال عنه دناءة. - إذا التبس عليك أمران فانظرْ أثقلَهُما على النفس فاتبعه فإنه لا يثقل عليها إلا ما كان حقا.