أعلنت منشورات "الشهاب"، في بيان صحفي، بمناسبة مشاركتها في صالون الكتاب ال18، عن تشكيلة متنوعة من العناوين الأدبية والتاريخية بالدرجة الأولى، حيث سيتناول كتابها سيرة هواري بومدين، وخلافات السياسية لجبهة التحرير الوطني صيف 62، وملف التعذيب وموقف الضباط الفرنسيين منه. الكتاب التاريخي عند "الشهاب" يأخذ أهمية كبرى من حيث المواضيع المتطرق إليها، حيث يبرز عمل حميد عبد القادر المعنون ب "هواري بومدين.. رجل وثورة"، من حيث إعادة النظر في مسار رجل مميز في تاريخ الجزائر الحديث. إذ تتبع الكاتب الصحفي مسار هواري من 1954 الى 1962، وجمع شهادات تكشف الوجه الآخر لهذه الشخصية التي اختلف الناس في تقييمها، وبشكل موضوعي حاول عبد القادر إعادة كتابة حياة الرجل العسكرية والسياسية، دون التأثر بالأحكام المسبقة التي تلف الرئيس الراحل هواري بومدين. غاص بلعيد حجام، من جهته، في الخلافات السياسية بين قادة جبهة التحرير الوطني إبان الثورة التحريرية، في كتاب عنونه ب "الجزائر من 1962 إلى الاستقلال، سباق السلطة". ويلقي نظرة على فتنة صيف 62 المعروفة، والتي سجلت مساعي أطراف نافذة للتأثير في خيارات الجبهة لما سيتبع إعلان الاستقلال التام. أما سناء بوزيدة فأخذت على عاتقها مهمة ترجمة كتاب المؤرخ دحو جربال بعنوان "المنظمة الخاصة لفيدرالية جبهة التحرير الوطني". وقد اعتبر الكتاب لدى صدوره السنة الفارطة مهما ومثيرا للجدل، كاشفا لكثير من التفاصيل المغيبة، إذ أعاد الاعتبار لكلمة الفاعلين الرئيسيين، الذين رفعوا الستار عن الأحداث التي لم تكشف عنها، لا تقارير فيدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني، ولا تقارير الشرطة الفرنسية. يوقع فوضيل بومالة حضوره في منشوررات الشهاب عن طريق ترجمة أعمال تاريخية منها "معركة فرنسا" للباحثة ليندة عميري، وأيضا "ضباط قالوا لا للتعذيب" لكاتبه شارل جوفريه، وهو عمل لضبّاط سامين يمثّلون أعلى هرم القيادة العليا في الجيش الفرنسي، رفضوا انحرافات حرب الجزائر خاصّة اللّجوء للتّعذيب كأبشع وسيلة من وسائل انتزاع المعلومات الاستخباريّة عنوة، وفي مجال الترجمة أيضا، قامت زينب قبي بترجمة "السطو على الجزائر" لبيار بيان. يبقى رشيد مختاري اسما وفيا لمنشورات الشهاب، التي تنشر له هذه المرة رواية بعنوان "قلق"، نص يسرد هواجس صحفي جزائري في قاعة التحرير وكيف يواجه تردي الوضع الأمني في البلاد. أخبار المجازر والهجومات على مدنيين، تدخله في حالة قلق كبير، وتحمله هما ثقيلا، لا يجد مفرا منه سوى ماضيه الذي كان أفضل. طفولة أكثر هدوءا، مراهقة بين أحضان حي "المرأة المتوحشة" بأعالي العاصمة، غابة بولون أيضا كانت مرتعا لأحلامه. رواية تروي حربا جديدة عاشتها الجزائر، العدو فيها ليس مستعمرا وإنما حرب اختلطت فيها دموع الأبرياء ودماء الضحايا، بسبب جزائريين رسموا لغدهم أفقا مظلما. «المتوحشون" هو نص صبري لوطح، يستعرض على مدار صفحاته شخوصا متنوعة الملامح، رواق من النفسيات و الأمزجة أيضا، تماما مثل روايات القرن التاسع عشر، حيث السرد يأخذ أسلوبا سلسا، بريتم يضع زوما على كل لحظة مسرودة. مع محمد مقاني ندخل "شارع الحيرة"، نصه الروائي الثامن، حيث "الشخصية" الرئيسية هي الكلبة "إيرونت" التي عثر عليها "محيو" ومعها يتعلم "النباح المدني"، مواقف ساخرة وكثيرة الدلالة في آن واحد. وقع الفنان نور الدين سعدي، كتابين عند الشهاب، بدءا ب«دار الضوء"، مكان أسطوري وواقعي في آن واحد، يرمز إلى الجزائر وتاريخها متعدد الألوان والأطياف. هو بيت شيد منذ العهد العثماني، عرف مسرات ومآس، صراعات وتحالفات، عاش فيه أناس تفاهموا واختلفوا... فسيفساء إنسانية واجتماعية، عبر عنها سعدي بأسلوب مرهف قريب إلى الموسيقى، علما أن نصه الثاني خصصه للصوت الجبلي "حورية عيشي، سيدة الأوراس". تشكيلة أدبية متنوعة أعلنت عنها "الشهاب" إذن، ناهيك عن مجموعة رشيد ميموني: "حزام الغولة" و«اللعنة"، ويظل اسم وسيلة تمزالي حاضرا بدراستها حول "التربية الجزائرية، من الثورة الجزائرية إلى العشرية السوداء". أما فوزية بن جليد فكتبت هذه المرة عن "الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة الفرنسية"، عمل أكاديمي تتابع فيه تطور السرد المكتوب بالفرنسية والذي يتخذ الجزائر موضوعا رئيسيا له. وأفرد دافيد ماسي عملا عن "فرانتز فانون، حياة".