هذا الربيع... تحوم حولي عصافير الكتابة إنَّها اللَّذةٌ تنبعثُ لترويَ هذا الجفاف فارْقصي قليلا وغنّْي كثيرا واعبريني بِلُطفٍ لِنرتِّل معاً نشيدَ الملامة هذا الربيع... تُرهقني أسئلةُ الكتابة من أين تُشْرق هذي الكلمات المعتَّقةُ بالصَّعب والمحال ؟ كيف تقنصني هذي الأفكار المهروِلة بي نحو الجنون ؟ لماذا أخيَّرُ... مابين الغوص في التَّفاصيل المملَّة والوعي بجمر المتاهة ؟ هذا الربيع... تطفحُ على قدحي رغوةُ الكتابة تسْتأذنني برعشة المذبوح لِتلغيَ نظام الخصوبة أستأذنها بنبرة المقهور لأختم سلاسلي إنِّي ضقتُ ذرعاً بحصاري تمرَّدي.... واحذفي بعيائي فصل الرَّتابة هذا الربيع... أنفاسي يداعبها وتر الكتابة ألهذا أهيم بلا قرارْ أقذفُ بماضيَ إلى غموض الحاضر أهوى الفرارْ أركض بحجَّة الشعر وراء المجهول أضيءُ رماديَ بنارٍ تبدو لي البداية وربَّما تكون نهاية هذا الربيع... يغريني بحر الكتابة إنِّي أعترف بغرقي وسأعترف بكلِّ تموُّجاتي وما اقترف القلب من الفراغ ليس من حق النائمين محاكمتي مادام النور رفيقي فاتركوا لي شيئا من المساحة كي لا يهجرني هذا الحنين دعوني أتنفَّسُ الشِّعر و أقدِّسُ رائحة الوَرد و أحيى هذا الحلم رغم أنين المسافة هذا الربيع تأسرني عيون الكتابة . (*) شاعرة من المغرب / من ديوان لوعة الهروب الصادر سنة 2004