في إطار النّشاطات التي تنظّمها المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بتيارت احتضنت هذه الأخيرة عشية أمس جلسة فكرية جمعت الكاتب مصطفى خالد بن عمارة صاحب آخر إصدار «همس الروح» مع الكاتبة فتيحة سبع مؤلفة «نافذة للصّمت وأخرى للكلام». المناسبة كانت لتبادل الآراء والنقد بالنسبة للإصدارين لكلا الكاتبين، فكتاب «همس الروح» هو مجموعة من الهمسات الدافئة الرقيقة التي تتناولها خواطر شعرية ونثرية جمعها مصطفى خالد بن عمارة في 111 صفحة، حاول من خلالها كما صرح دغدغة الأفئدة من خلال حوارات أدبية فلسفية بأسلوب مشوق يجعل المتلقي يتلهف لإتمام قراءتها. وما يميز هذه الخواطر هو التوظيف الجيد للغة الضاد، وما أضفى جمالية أكثر على النصوص هو تزواج الشعر والنثر في قصيدة واحدة وفي تناسق أدبي جميل، وهو ما جعل الكاتب ينفرد بنمطية جديدة، تقترب من وجدان القارئ وتشده إلى حتمية استكمال قراءة الكتاب. ورغم أن كاتبنا لم ينتج سوى هذا العمل الذي كلفه الكثير من الوقت، لكن مصطفى القنوع يقول أنه يمشي عن قناعة وفق المثل الشعبي القائل «كمشة نحل خير من شواري ذبان». أما الكاتبة سبع فتيحة فقد قدمت مجموعتها القصصية «نافذة للصمت وأخرى للكلام»، والتي قدمتها ك «نصوص تقول عنها أنها متواضعة وتحمل نبض جميل في عالم الكلمة التي احترقت تحت صهد الذات ليفتح النافذة التي تبوح صمتا، وهي صورة بيانية رائعة تعبر عن عنوان الكتاب، المجوعة القصصية هي نصوص تحمل في أعماقها رسائل إلى الضمائر التي عبثت بها رياح التغيير، فساهمت في صنع مآسي الإنسان تقول الكاتبة سبع فتيحة، المجموعة القصصية لفتيحة سبع جاءت بشيفرات عديدة منها رجل مهم - من هنا - سيمشي الوزير - برقية مستعجلة - التهمة - رحيل الحب - ستار قلم - على أعتاب الوطن انثى - عربية بلون رماد - حكمة أمر ناهي...وشفرات أدبية أخرى. إنّ «تناول إصدار الكتابين كان بمثابة هزة نقدية من قبل الحضور، الذين ثمّنوا مبادرة مديرة المكتبة الرئيسية العمومية بتيارت التي دأبت في كل مناسبة على الإبداع في استضافة الكتاب والمثقفين وأصحاب المواهب، حيث سبق للمكتبة أن نشطت عدة محاضرات. واستضافت عدة وجوه ثقافية كبادرة تستحق التشجيع والثناء»، كما عبّر عنه الكاتبان مصطفى خالد وسبع فتيحة.
