بعد الهزيمة غير المبررة التي مني بها المنتخب الوطني أمام نظيره المغربي مند أسبوع لا زال الحديث متواصلا سواء من طرف التقنيين أو الشخصيات الرياضية المحلية منها و الأجنبية عن هده “النكسة” محاولين إيجاد الحلول المناسبة لانقاد كرة القدم الجزائرية ،و هو ما دفعنا إلى إجراء هدا الحوار مع واحد ممن ساهموا في صنع تاريخ اللعبة على المستوى الوطني جمال عماني الشعب: جمال عماني بصفتك لاعب دولي سابق كيف تفسر الهزيمة التي تلقاها منتخبنا الوطني أمام المغرب برباعية كاملة؟ عماني: لا ادري ما الذي حصل لسبب بسيط و هو أنني لم أكن متواجدا هناك. شخصيا لا اتفاجأ لمثل هده الأمور لما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني على الرغم من صعوبة تقبل الهزيمة و أظن أن الشعب الجزائري كله تأثر كثيرا لرؤية فريقنا يخسر بتلك الطريقة مثلما تأثرت أنا. الشعب : استسمحكم جمال لكني أردت التحدث عن الجانب التكتيكي هنا؟ عماني : فيما يخص الجانب التكتيكي فحسب رأيي كان النصف الأول من شوط المباراة الأول (20 دقيقة الأولى ) متكافئا إلى حد بعيد و شاهدنا منتخبنا الوطني مركزا بما فيه الكفاية حيث حاول اللاعبون فرض طريقتهم على المنافس و كنا نظن أن الأمور ستسير نحو الأحسن لكن للأسف حصل العكس بعد الهدف الأول. كنا قادرين على العودة في النتيجة لو أحسن اللاعبون إعادة تنظيم أنفسهم داخل الميدان و محاولة امتصاص الضغط الذي مارسه المنتخب المغربي من اجل التعديل على الأقل لكنهم انهاروا كليا و هو ما سمح للمنافس بتسجيل أهداف أخرى. الشعب : هل ترون أن المدرب عبد الحق بن شيخة لم يوفق في خياراته بخصوص التشكيلة الأساسية؟ عماني : في رأيي بن شيخة لا يتحمل وحده مسؤولية الهزيمة...فلنكن صرحاء يا أخي اللاعبون كانوا خارج الإطار خاصة في الدفاع أين شاهدنا أخطاء بدائية و بالضبط في الرواق الأيمن من طرف مهدي مصطفى ضف إلى دلك المستوى الهزيل و المفاجئ الذي قدمه عنتر يحيى..كيف يعقل ألا يكون بوزيد أساسيا و هو الذي أدى مباراة كبيرة في عنابة. صراحة كنت افضل رؤيته الى جانب بوقرة عوض عنتر. كما ان التساهل الذي لعبت به باقي العناصر باستثناء جمال مصباح طبعا ساهم بشكل كبير في الخسارة الثقيلة دون الحديث عن بعض الأسباب الأخرى التي كانت ستؤدي إلى الهزيمة حتما. الشعب : هل لك أن تحدثنا عنها من فضلكم؟ عماني : لم افهم كيف للمدرب أن يضع لاعبا مثل بودبوز في الاحتياط و المنتخب الوطني كان أمام فرصة مناسبة لصنع اللعب في الهجوم و تسجيل الأهداف بالنظر للمتاعب التي واجهها غيريتس قبل بداية اللقاء من إصابات و غيابات و حتى مشاجرات مع اللاعب تعرابت...كان المغاربة متأثرين معنويا و ناقصي ثقة مقارنة بنا. كما أظن أن بن شيخة و اللاعبون كانت تنقصهم العزيمة و الإصرار على الفوز ما يفسر الخطة الدفاعية التي انتهجها المدرب و لعبه من اجل العودة بالتعادل و هو اكبر خطا وقع فيه منتخبنا. كما أرى أن اللاعب لحسن مثلا لم يقدم أي إضافة للمنتخب و كان غائبا تماما في المباراة و هو الذي قيل عن التحاقه بالمنتخب الكلام الكثير في وسائل الإعلام ليفاجئنا بمستوى لا يليق بلاعب دولي يمثل ألوان الجزائر وهدا الرأي ينطبق كذلك على بعض العناصر التي تحمل الألوان الوطنية . الشعب : و كيف تقيمون التحضيرات التي أجراها المنتخب في اسبانيا تحسبا لهده المقابلة هل ترون أنها ساهمت هي الأخرى في المستوى المتواضع الذي قدمه الفريق خلال التسعين دقيقة. عماني : صراحة النتيجة التي انتهى عليها اللقاء تؤكد مدى فشل التربص الذي أقامه الفريق الوطني سواء من حيث العمل المنجز أو المدة الطويلة من دون فائدة التي قضاها اللاعبون في مركز لامونغا...اعتبر هدا تبذيرا لما اعلم أن التربص الذي كلف الاتحادية أكثر من أربعة ملايير كانت نتيجته هزيمة بأربعة أهداف دون مقابل و إقصاء شبه مؤكد من كاس افريقيا المقبلة و هدا أمر مؤسف للغاية بالنسبة لمنتخب شارك في المونديال الأخير بجنوب افريقيا. الشعب : ادن في رأيكم ما هي الإجراءات الواجب اتخاذها لتجاوز الانتكاسة التي مني بها المنتخب الوطني ؟ عماني : دائما ما طالبنا نحن اللاعبون القدامى بضرورة الاهتمام بالتكوين و إعطاء الفرصة لجميع الفاعلين في الجزائر أو خارجها للمشاركة في النهوض بكرة القدم الوطنية .التقدم الذي أحرزته اغلب المنتخبات الإفريقية لم يكن بمحض الصدفة بل جاء ثمرة عمل كبير قاموا به سواء من حيث التنظيم أو التكوين و خير مثال على ما أقول منتخب كوت ديفوار الذي قدم لاعبين دوي مستوى عالمي و أرى المنتخب المغربي يسير في نفس الاتجاه كذلك. حان الوقت للقضاء على السلوكات المتخلفة و غير الاحترافية التي تميز كرة القدم الجزائرية عن غيرها.الأربعة ملايير التي صرفت في اسبانيا كانت ستكون أكثر إفادة لو تم استثمارها في بناء مركز تكويني مثلا. ما يفعله نادي بارادو و رئيسه “زطشي” اعتبره مثالا يقتدى به و الأمثلة كثيرة لا داعي لذكرها لاني متأكد أن الجمهور الجزائري على دراية بها. الشعب: يتوجب أيضا التفكير في جلب مدرب كبير يكون في مستوى التقدم الدي احرزه منتخب الجزائر. هل تشاطرون هدا الطرح؟ عماني: بالطبع...مع احترامي للجميع أظن أن منتخبنا بحاجة لمدرب أجنبي كبير معروف على الساحة العالمية لا يعترف لا بالأسماء و لا بالوزن الذي يحظى به أي لاعب و إنما العمل و المثابرة و كدا الانضباط هي العناصر اللازمة و الضرورية لتحديد قائمة اللاعبين الدين يستحقون حمل الألوان الوطنية. كما أرى في اللاعب السابق و مفخرة كرة القدم الجزائرية “رابح ماجر” مدربا مناسبا للمنتخب الوطني نظرا للشخصية القوية التي يتميز بها و الاحترام الكبير الذي يحظى به من الجميع وهدا ما نحن بحاجة إليه الآن لإعادة المنتخب إلى السكة الصحيحة. الشعب : ما هو تصوركم لمستقبل الخضر و ما هي العناصر التي ترونها قادرة على إعادة هيبة الكرة الجزائرية المهتزة نوعا ما بعد إخفاق مراكش؟ عماني : لو نعتمد على التكوين كما أشرت آنفا و انتقاء أحسن العناصر سواء المحلية أو المحترفة - و اخص بالذكر هنا اللاعب أمير سعيود الذي لطالما قلت أن له مكانة أساسية في المنتخب - يتم تاطيرهم من طرف المختصين و التقنيين و ليس الأصدقاء و الأحباب مثلما نراه حاليا للأسف. فلا شك أن كرة القدم الجزائرية قادرة على العودة أحسن مما كانت عليه سابقا و ما هي عليه الآن شرط أن يتم تطهير محيطها من الطفيليين و الانتهازيين. و أنا متأكد انه عندئذ يمكننا النهوض بكرتنا و الوصول إلى مستوى المنتخبات الكبيرة لان الإمكانيات متوفرة الآن . الشعب: نترك لكم كلمة الختام السيد جمال عماني. عماني : أشكركم بدوري على اتصالكم بي..أتمنى أن نلقى الدعم و التشجيع من طرف السلطات المختصة حتى نتمكن كلنا من المساهمة في تطوير كرتنا و إنشاء مراكز تكوين لأبنائنا .