حضرت إلى الجزائر للمشاركة وللمرة الأولى في فعاليات اتحاد الكتاب العرب بعد رفع تجميد عضوية اتحادهم به، وأكدت أن المثقف يعمل جاهدا على أن يكون حاضرا في أي مشهد مع الجسم العربي وليس منفصلا عنه، وان العلاقة بين السلطة والمثقف بدأت تنضج باتجاه حرية المثقف تماما، لتنطلق من الجزائر بحثا عن أبنائها الأدباء والمثقفين من الجيل الحالي بهدف الاطلا على الأدب الجزائري الحديث الذي غاب عنه بسبب الحصار الذي عرفها وطنها، هي عضو المكتب التنفيذي العام للأدباء في العراق الكاتبة عالية طالب، والتي كان ل''الشعب'' معها هذا الحديث. لقد تم مؤخرا رفع تجميد عضوية العراق في اتحاد الكتاب العرب، وهذه أول مشاركة لكم في اجتماعاته، ما تعليقك؟ ̄ مشاركتنا في دورة الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والأدباء العرب بالجزائر تعني لنا الكثير، أولا فقد تم رفع تجميد عضوية العراق، وهذا هو الاجتماع الأول لحضور العراقيين بعد رفع التجميد. لكن مشاركتنا لم نتنازل عنها سابقا بحجة تجميد عضويتنا، فقد حضرنا في مؤتمرين في فترات سابقة، الأول كان بالجزائر، والثاني بمصر لكن كمراقبين وليس كمشاركين، والكل يعلم أن العراق من المؤسسين لاتحاد الكتاب والأدباء العرب، وبالتالي فلا يمكن أن نكون بعيدين على فعالياته وتظاهراته. من كلامك نفهم أن العراق بقيت موجودة في الساحة الأدبية العربية واتحاد الكتاب العرب رغم الضغوطات والأزمات التي حاولت طمس وضرب الأدب العراقي؟ ̄ نحن كعراقيين بقينا داخل المشهد الثقافي العربي، ورفعنا التحدي وتصدينا لكل أنواع الضغوطات حفاظا على ثقافتنا، رغم الظروف التي عزلتنا نوعا ما عن مستجدات الأدب العربي بسبب الحصار الذي عرفته بلادنا في فترات سابقة. فوجودنا داخل المشهد الثقافي العربي عاملا مهما، حيث نتكامل مع بعضنا جزائريا، عراقيا، لبنانيا، مصريا و.. مشاركتنا في الجزائر كعضو يعني مثلما قال الروائي العراقي جهاد مجيد هي ذاكرة نضالية ثورية تركت في الذاكرة الثقافية العربية مفاهيم النضال والمقاومة ورفض الاحتلال، وهذا ما نعيشه كمثقفين عراقيين اليوم. وما موقع المثقف من سياسة بلده؟ ̄ المثقف بعيد عن التسييس والسياسة وهو ملتصق بوطنيته وكيانه، ويعمل جاهدا على أن يكون حاضرا في أي مشهد مع الجسم العربي وليس منفصلا عنه، لكن العلاقة بين السلطة والمثقف بدأت تنضج باتجاه حرية المثقف تماما، ونحن نعلم أن إسقاط السلطات السياسية دائما ما تؤدي إلى الخوف من المثقف، فهناك مقولة سياسي ''كلما أكون بجانب مثقف امسك مسدسي.'' نرى أن هناك ملتقيات وتظاهرات ثقافية دورية، والعرب لم يتخلفوا عن أي لقاء، لكن على ارض الواقع هناك ترجمة حقيقية لكل التدابير التي اتخذت من قبل أما الجديد فيبقى حبرا على ورق، فما قولك في هذا الجانب؟ ̄ في كل مؤتمر يكون هناك اجتماع، وهذه الاجتماعات كانت دائما تفرز قرارات معينة، بعضها يلاحق فعلا ويتم تنفيذه وبعضها يتم إهماله وجعله مجرد حبر على ورق، ويمكن إرجاع هذا لظروف تتعلق بخصوصية كل بلد عربي، ربما هناك تأثيرات سياسية واضحة في المشهد العربي، دون الإفصاح والتطرق إليها لان الكل يعرفها. فالسياسات الشمولية تؤثر على كل مفاصل الثقافة، واليوم وبعد التحولات التي طرأت على الأمة العربية، أصبحت قرارات المثقف باتجاه حرية التعبير الأكثر نضوجا، فاليوم نحن أرجعنا سحب البساط من تحت أقدامنا وهذا بسبب التغييرات التي شهدتها المنطقة والربيع العربي. لكن الكتاب لم يكونوا فاعلين في هذا الميدان؟ ̄ دور المثقف من فترة طويلة انحصر، فأحيانا يعلو ويرتفع، ويحاول أن يقول بقوة أنا موجود، ولكن هناك ما يقمعه وينزله، وهذا ما عشناه على الأقل نحن كعراقيين بالنظام السابق، حيث كما نكتب ونخشى من التأويلات التي تسند إلى ما نكتب، والكثير من الكتاب والأدباء والمثقفين دخلوا السجون منهم من خرج ومنهم من بقي إلى اليوم وراء القضبان. وربما المثقف في المنطقة العربية في مقابر جماعية ستكتشف لاحقا. وبالتالي لا نقول المثقف لم يكن فاعلا لكنه يعاني الأمرين ''فلا ننزل عليه بزيادة.'' من هو كاتبك الجزائري المفضل؟ ̄ هناك واسيني الأعرج، الطاهر وطار، رشيد بوجدرة، وأحلام مستغانمي، ولست أنا فقط التي اهتم بهؤلاء الأدباء الجزائريين بل الكثير من العراقيين يهتمون بكتاباتهم، لكن نحن اليوم نبحث عن الجيل الشاب الجديد، لأننا كنا في فترة قطيعة بسبب الحصار الذي شهدته العراق، وبالتالي عدم وصول مستجدات الأدب الجزائري، ونحن نعتقد أن هناك فعلا تحولا مهما في البنية السردية الجزائرية تختلف عن السابق.