إنهاء مهام مدير الجمهورية    نؤمن بالتّعاون والحوار المثمر بين الثّقافات والحضارات    عطاف يلتقي غوتيريش    لعقاب يقرر إنهاء مهام المدير العام لجريدة "الجمهورية"    نشاط الإنتاج متواصل ولن يتأثر بالحادث الأخير    تسقيف هوامش الربح على اللحوم المستوردة    اصطياف 2024..فرصة إبراز وجهة الجزائر السّياحية    هكذا أجهضت أمريكا حلم فلسطين في الأمم المتحدة    الأئمّة بالمرصاد لكل المؤامرات التي تحاك ضد البلاد    إيران وسياسة الدفاع الإقليمي في الشرق الأوسط    هلاك 5 أشخاص وإصابة 175 آخر بجروح    عدل 3 سينطلق قريباً..    اتّساع حظيرة المركبات يفرض استعمال تقنية الخرسانة الإسمنتية    نعمل على تقليل ساعات انتظار الحجاج بالمطارات ال 12 المبرمجة    لا بديل عن رفع مستوى التّكفّل بمرضى القلب والشّرايين    الأندية الجزائرية..للتّألّق وتحقيق أفضل نتيجة    حفل افتتاح بهيج بألوان سطع بريقها بوهران    الإدارة تقرّر الإبقاء على المدرّب دي روسي    حزب التجمع الجزائري يعقد اجتماعا لمكتبه الوطني تحضيرا للانتخابات الرئاسية    فايد يشارك في أشغال الاجتماعات الرّبيعيّة ل "الأفامي"    ألعاب القوى/مونديال-2024 / 20 كلم مشي: الجزائر حاضرة بستة رياضيين في موعد أنطاليا (تركيا)    العاصمة.. تهيئة شاملة للشواطئ وللحظيرة الفندقية    "الهولوغرام" في افتتاح مهرجان تقطير الزهر والورد بقسنطينة    في إطار دعم الاستثمار: ترحيل استثنائي لعائلين بأولاد رحمون بقسنطينة لتوسعة مصنع    الكشافة الإسلامية الجزائرية تنظم ملتقى حول التنمية البيئية    الدورة الوطنية لسيدي بلعباس: فوز الدراج الدولي حمزة ياسين بالسرعة النهائية    ادعاءات المغرب حول الصحراء الغربية لن تغير من طبيعة القضية بأنها قضية تصفية استعمار    هؤلاء سيستفيدون من بطاقة الشّفاء الافتراضية    وهران.. تعزيز روح المبادرة لدى طلبة العلوم الإنسانية    حصيلة شهداء غزة تتجاوز 34 ألف ومناشدات لتوثيق المفقودين    تهم خطيرة ومحاكمات جائرة ضدّ المعارضين للمخزن    تخلّص من هذه العادات لتنعم بالسعادة بعد التقاعد..    بجاية: مولوجي تشرف على إطلاق شهر التراث    وزارة الثقافة تقدّم ملف "الزليج" ل "اليونسكو"    المهرجان الثقافي الوطني لأهليل: أكثر من 25 فرقة تشارك في الطبعة ال 16 بتيميمون    "صديق الشمس والقمر " تفتكّ جائزة أحسن نصّ درامي    الملتقى الدولي "عبد الكريم دالي " الخميس المقبل..    قطاع المجاهدين "حريص على استكمال تحيين مختلف نصوصه القانونية والتنظيمية"    حركة البناء الوطني تنظم ندوة لشرح خطتها الإعلامية الرقمية تحسبا للانتخابات الرئاسية    باتنة.. إعطاء إشارة تصدير شحنة من الألياف الإصطناعية إنطلاقا من الولاية المنتدبة بريكة    ليفربول يرفض انتقال المصري محمد صلاح للبطولة السعودية    إيطاليا تضمن 5 مقاعد في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل    انخفاض عبور سفن الحاويات في البحر الأحمر بأكثر من 50 بالمئة خلال الثلاثي الأول من 2024    بلعريبي يتفقد مشروع إنجاز المقر الجديد لوزارة السكن    فلسطين: 50 ألف مصلي يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك    الإذاعة الجزائرية تشارك في أشغال الدورة ال30 للجمعية العامة ل"الكوبيام" في نابولي    تصفيات مونديال أقل من 17 سنة/إناث: المنتخب الوطني ينهي تربصه التحضيري بفوز ثانٍ أمام كبريات الجزائر الوسطى    تجارة: زيتوني يترأس إجتماعا لتعزيز صادرات الأجهزة الكهرومنزلية    هيومن رايتس ووتش: جيش الإحتلال الصهيوني شارك في هجمات المستوطنين في الضفة الغربية    وزير الصحة يشرف على لقاء لتقييم المخطط الوطني للتكفل بمرضى انسداد عضلة القلب    مسار إستحداث الشركة الوطنية للطباعة جاري    أكاديميون وباحثون خلال ملتقى وطني بقسنطينة: الخطاب التعليمي لجمعية العلماء المسلمين كان تجديديا    هذا موعد عيد الأضحى    استحداث مخبر للاستعجالات البيولوجية وعلوم الفيروسات    أوامر وتنبيهات إلهية تدلك على النجاة    عشر بشارات لأهل المساجد بعد انتهاء رمضان    وصايا للاستمرار في الطّاعة والعبادة بعد شهر الصّيام    مع تجسيد ثمرة دروس رمضان في سلوكهم: المسلمون مطالبون بالمحافظة على أخلاقيات الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تنفيذ إجراءات دولية ردعية صارمة للإرهاب قبل تطوره
نشر في الشعب يوم 29 - 01 - 2021

الحلول الإفريقية وحدها من تنهي التواجد الأجنبي بالساحل
يقدم الدكتور بوهيدل رضوان أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، قراءة استشرافية دقيقة حول حقيقة استمرار التهديدات الإرهابية، داعيا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات دولية ردعية صارمة قبل عودة تفاقم الظاهرة من جديد واقتراح الانصهار ضمن التحالفات الإقليمية لاجتثاث جذور التنظيمات الارهابية وتخليص العالم من شرّها. ويعتقد الدكتور أنه تمّ تسجيل حركية للإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما بؤر التوتر مثل العراق وسوريا، مما يؤكد أن هذه التنظيمات كانت في مرحلة «استراحة»، و شرعت في استرجاع أنفاسها، لكن كل ذلك ليس دليلا فعليا على عودتها، على خلفية أن التنظيمات الإرهابية كثيرا ما تلجأ إلى تنفيذ عمليات إرهابية استعراضية لتثبيت وجودها، وبهدف التأكيد على أنها مستمرة.
- الشعب ويكاند: عادت مؤخرا التفجيرات الإرهابية لبغداد، بعد انحسار بسبب وباء كورونا.. هل يعد ذلك مؤشرا على ترقب تحوّر للتنظيمات الإرهابية بنسخ جديدة؟
الدكتور رضوان بوهيدل: الأكيد أن الظاهرة الإرهابية في العالم كانت موجودة منذ القدم،
وستظل باختلاف موقعها الجغرافي والأيديولوجيا التي تحملها، لذلك من الصعب اليوم الجزم بتوقيت نهاية أو زوال الظاهرة، لكن من الواضح أن الإرهاب شهد مراحل انتشار ومراحل تراجع، وهو مرتبط بعدد من التحولات الدولية التي لا يمكن تجاوزها، فقد لاحظنا تقهقر نشاط الإرهاب منذ أشهر وهو دليل على تأثر هذه الجماعات بخسائر بشرية وحتى مادية مما جعلها تجمد نشاطها إجباريا، ولو بشكل مؤقت، لاسيما أثناء جائحة كورونا التي اجتاحت العالم، لكن يبدو أن هناك عودة حركية الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما بؤر التوتر مثل العراق وسوريا وغيرها، مما يوحي أن هذه التنظيمات كانت في مرحلة استراحة واعادة الهيكلة، وقد بدأت تسترجع أنفاسها، لكن ليس دليلا على العودة، فالتنظيمات الإرهابية كثيرا ما تلجأ إلى تنفيذ عمليات إرهابية استعراضية لتثبيت وجودها فقط وبهدف التأكيد على أنها مستمرة، حتى تستعيد ثقة مجنديها من إرهابيين، وقد تكون عملية استنزافية لتمرير رسالة فقط، لا تعني بالضرورة أنه عودة للإرهاب، لكن الحذر مطلوب.
مكافحة الإرهاب من دون تسيس
- قلّ الحديث عالميا عن الحرب على الإرهاب.. ألا ترون أن ذلك يرشح زيادة مخاطره؟
الإرهاب تهديد دولي عابر للقارات، و لا يمكن لأي دولة مواجهته بمفردها، فهو يحتاج إلى تكاتف الجهود والتعاون الأمني بين الدول، ولو بشكل ثنائي، سواء لوجيستيا أو عسكريا أو استخباراتيا أو قضائيا أو تشريعيا. لذلك لا يجب الاعتماد على الخطابات السياسية للقوى الكبرى والانسياق ورائها مثل مصطلح «الحرب على الإرهاب»، الذي استخدمته الولايات المتحدة الأمريكية، لتبرّر احتلالها لعدد من مناطق العالم، فالمقاربة الجزائرية تستخدم مصطلح مكافحة الإرهاب و هو الأقرب للواقع والمنطق بعيدا عن أي تسييس وأدلجة للموضوع.
لذلك يجب اتخاذ إجراءات دولية ردعية صارمة قبل تفاقم الظاهرة من جديد، واحتمالية ظهور جيل جديد من الإرهاب، وبالعودة إلى الماضي تمّ تسجيل أجيال من الإرهاب بداية بظهور أول الأفغان انتقالا إلى بداية انتشار طالبان مرورا بالقاعدة وأحداث 11 سبتمبر التي تزامنت مع حكم الرئيس الامريكي بوش الابن، وبعد ذلك تمّ تسلم مشعل الإرهاب من القاعدة إلى داعش والنصرة قبل أن يتراجع هذا التنظيم مع نهاية حكم ترامب. وهناك من يتوقّع بروز جيل آخر من الإرهاب ما بعد طالبان والقاعدة وداعش، لذلك تبقى العودة إلى التحالفات الإقليمية ضرورة اليوم لمواجهة التحديات قبل أن تتقوى و تتحوّل إلى تهديد قد يصعب وقف امتداده هذه المرة.
منطقة ذات نفوذ متعدّد
- مازالت منطقة الساحل بيئة خصبة تستقطب التنظيمات الإرهابية.. ما هي المقاربة الأنجع لإضعافها وتطهير المنطقة منها؟
منطقة الساحل هي منطقة متأزمة أصلا منذ بداية عقد الستينات تاريخ استرجاع سيادتنا الوطنية من الاحتلال الفرنسي. فرنسا كانت سببا في العديد الأزمات التي تعيشها المنطقة، وأهمها سوء إدارة التنوع الاثني لشعوب المنطقة، مما خلق توترات امتدت زمنيا ونذكر منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية حتى الثقافية والفكرية، وهذا ما جعل المنطقة تتحوّل إلى منطقة رمادية خارجة عن سيطرة الدولة في مالي أو النيجر بشكل خاص، هذه البيئة والظروف الصعبة ساهمت في جذب وانتشار فواعل نشطة غذت الإرهاب والجريمة المنظمة وعبثت بسلم واستقرار المنطقة وسمّمت حياة الشعوب المسالمة، حيث تحوّلت إلى مركز استقرار ونشاط التنظيمات الإرهابية، وبكل أريحية، وساهمت في كل ذلك الظروف المناخية، حيث جعلت من مكافحة الإرهاب بالمنطقة مهمة شبه مستحيلة، لاسيما في ظل التواجد الفرنسي من أجل استغلال ثروات المنطقة، حيث تحتاج فرنسا إلى مبررات لهذا التواجد العسكري اللين لتثبت قواعدها العسكرية، وتمّ في الخفاء تمويل الإرهاب من طرف قوى الشر بالساحل الأفريقي، من خلال تمويله بطرق مباشرة وغير مباشرة، وعلى رأسها دفع الفدية، وهذا ما يعطي انطباع أن دول متقدمة ضالعة في إطالة الأزمات في المنطقة وتغذي الزهرة الإرهابية لتنمو وتستقر، فاستقرار المنطقة يعني غياب أي مبرّر لتواجد القوات الأجنبية بالساحل، وهو ما يعني إمكانية فقدان نفوذ سياسي واقتصادي في المنطقة، لاسيما في ظلّ منافسة الولايات المتحدة وبريطانيا الصين وغيرها على هذه المناطق الغنية بالمواد الخام.
- ما هي الحلول الأقرب للتخلص من براثين الإرهاب؟
يجب أن يكون حلا إفريقيا محضا، فالأفارقة هم من عانوا من الإرهاب المنتشرة بالمنطقة، وعليهم اليوم مواجهة التواجد الأجنبي بالساحل مثل مواجهة الإرهاب، لأنه لا يمكن الفصل بين الطرفين، وهذا لإبعاد الأسباب الأساسية لتواجد الإرهاب في المنطقة، ومن ثمّة الانتقال إلى مقاربة شاملة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية بهدف الحدّ من التهديد الأمني. وعلى الجزائر أن تستعمل خبرتها في مواجهة الظاهرة، ميدانيا أو استخباراتيا أو حتى قانونيا و دبلوماسيا. وفي الأخير ينبغي الإشارة إلى إن التدخل الفرنسي بعد 8 سنوات مازال يثير علامات استفهام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.