أكد، أمس، مشاركون في فعاليات ندوة تاريخية احتضنها المتحف الجهوي المجاهد العقيد محمد شعباني ببسكرة، حول مسيرة ومواقف الشهيد زيغود يوسف بمناسبة الذكرى 66 لاستشهاده، أن شجاعة وبطولات قادة الثورة التحريرية ستبقى «مرجعية لمواقف وقرارات الوطنيين». ذكر المجاهد ورئيس جمعية أول نوفمبر 1954 ببسكرة، بشير زاغز، في كلمته أن قادة وأبطال الثورة التحريرية المجيدة ومن بينهم الشهيد زيغود يوسف (1921-1956) المعروف بوطنيته وشجاعته، قد سطروا ملاحم ونماذج للثبات على المبادئ الوطنية، مشيرا إلى أن «القرارات الشجاعة التي اتخذوها تعكس شخصية الجزائري الذي يتحدى بها كل الأوضاع وكله إيمان بالانتصار لأجل وطنه وأمته». وأوضح المتدخل، أن إقدام الشهيد زيغود على التخطيط والتنفيذ لهجومات لمدة 3 أيام، ابتداء من 20 أوت 1955، بصفته قائدا للولاية 2 التاريخية، على مراكز القوات الفرنسية بالشمال القسنطيني لفك الحصار عن الثوار في الأوراس ضمن عمل تنسيقي يعتبر «تجسيدا للمبادئ التي عمل الشهيد وكل قادة الولايات التاريخية على تجسيدها والتي تشمل تعميم الكفاح ومواصلته دون توقف حتى تحقيق الأهداف وتأكيدا على وحدة التراب الوطني». في سياق متصل، أكد الباحث في التاريخ، الدكتور هشام ذياب، من المركز الجامعي ببريكة (ولاية باتنة)، أن قادة الثورة التحريرية المظفرة قد تشبعوا بمبادئ ثورية وطنية استمدوها من عمق تاريخ الجزائر النضالي وأضافوا ببطولاتهم صفحات جديدة كتبوها بدمائهم ومواقفهم لما ورثوه من بطولات أجدادهم على مر العصور، مؤكدا أن وقوفهم لمحاربة المحتلين هو قرار طبيعي للأحرار الجزائريين الذين لا يقبلون أن يبقى شبر من أرضهم محتلا أو تذل شعوبهم. وفي كلمته بالمناسبة، أبرز رئيس المكتب الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين، بلقاسم ديديش، أن المجاهد الرمز زيغود يوسف، الذي استشهد في 23 سبتمبر 1956، بعد انعقاد مؤتمر الصومام في 20 أغسطس 1956، «ضحى بنفسه من أجل وطنه وحارب دون هوادة لأجل وطن سيد في قراراته»، مؤكدا أن «كل جزائري، مهما كان مستواه، لا يمكنه أن يفرط في الإرث الثوري النضالي للمجاهدين وكل القرارات التي تتخذ يجب أن تكون مستمدة من رسالة الشهداء وتضحياتهم». للإشارة، فإن الندوة التي تناولت جوانب من مسيرة الشهيد زيغود يوسف، الذي خلف الشهيد ديدوش مراد أشهرا قليلة بعد استشهاده، نظمها المتحف الجهوي للمجاهد ببسكرة، بالتنسيق مع الوكالة الولائية للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء.