تفعيل مبادرة تطعيم الزيتون «البرهوش» يرفع القدرات الإنتاجية يعتبر الخبير الفلاحي أحمد مالحة، الإرشاد الفلاحي دعامة أساسية لتطوير إنتاج الزيتون في الجزائر، وتعزيز تنافسية المنتوج المحلي في الأسواق الخارجية، باعتماد الطرق العصرية في الزراعة والتحويل، وإنشاء مشاتل تنتج شتلات ذات جودة ومطعمة وفق المعايير العالمية، تعطي منتوج صحي ومستدام. قال مالحة ل «الشعب»، «يبقى الإرشاد دعامة ومبدأ في قطاع الفلاحة، له دور كبير للنهوض بشعبة الزيتون عن طريق المرافقة والتكوين»، موضحا أنّ المرشد الفلاحي ينبغي أن يزود بوسائل عمل تعزّز مكانته لتدعيم قدرات الفلاحين والمنتجين، للتكيف مع ما يجري في عالم الفلاحة، واكتساب التقنيات الجديدة والتكنولوجيات الحديثة، الكفيلة بتطوير الإنتاج ورفع المردودية، وتحقيق الأهداف المتعلقة بالتسويق الداخلي والخارجي للمنتجات الفلاحية المحلية. وتبرز أهمية الإرشاد في شعبة الزيتون حسب مالحة، من حيث مرافقة الفلاحين، فيما يخص الأصناف الجديدة والغراسات في مساحات كبيرة، فالزيتون اليوم يعرف زراعة تكثيف، حيث تغرس بين ألف إلى ألفي شجرة في الهكتار، بعدما كانت تقتصر قديما على مائتي شجرة، وهذا ما يسمى «الزراعة التكثيفية» التي تعطي إنتاجا أكبر، وتستغل مساحة أوسع من الأرض، مثلما هو معمول به في عدة دول رائدة في إنتاج زيت الزيتون. ويرى مالحة، أنّ الارشاد يسمح للفلاحين ومنتجي الزيتون وزيته، اكتساب التقنيات الحديثة، سواء في طرق التقليم، المعالجة، الجني، فمثلا طريقة الجني، «يجب ادخال المكننة واعتماد آلات الجني بدل استعمال اليد، أو ضرب الشجرة بالعصي» مثلما قال لأن هذه الطرق التقليدية تلحق أضرارا بالأشجار وتؤثر لاحقا على مردوديتها. ويقتضي دخول الأسواق الدولية، توفر منتوج كبير وغراسة كثيفة، وقد حقّقت الجزائر في السنوات الأخيرة تقدما في هذا المجال، وأصبحت تحتل المرتبة الثالثة في تصدير زيت الزيتون، ويمكن لها تحقيق مراتب متقدمة عن دول الجوار، بتوسيع نطاق غراسة أشجار الزيتون، الذي يتمركز 70 بالمائة منه في ثلاث ولايات هي البويرة، تيزي وزو وبجاية. وفي هذا الصدد، اقترح مالحة إعادة إحياء مبادرة تطعيم شجر الزيتون البري «البرهوش» غير المنتج، الذي تحصي الجزائر منه ملايين الأشجار تمتد على طول الشريط الساحلي في أراض تابعة لمصالح بالغابات، لكنها لا تعطي ثمارا. وأشار مالحة إلى إطلاق مبادرة تطعيم أشجار الزيتون البرية في وقت سابق، ولكن كانت «محتشمة»، لذلك ينبغي - مثلما قال - «وضع مبادرة وطنية، وخطة استراتيجية في هذا المجال من طرف وزارة الفلاحة لتطعيم هذه الأشجار، ومنحها للشباب لاستغلالها بطريقة أنجع تمكن بالنهوض بهذه الشعبة، لأن في كل ولاية توجد ملايين من أشجار الزيتون بدون استغلال». وتملك الجزائر - حسب مالحة - إرثا جينيا كبيرا في هذا المجال، فعلى مستوى محطة الأشجار المثمرة بسيدي عيش ببجاية، نحصي 60 أو 70 صنفا محليا من أشجار الزيتون، لذلك لابد من استغلال هذا الإرث الجيني وتطوير أصناف جديدة، تتلاءم مع المناخ والتغيرات الحاصلة، وهذا يتطلب - كما يقول محدثنا - مشاركة المخابر وتدخل البحث العلمي، وإنشاء مشاتل، فيوجد زيتون المائدة المشهور في الغرب الجزائري باسم «سيڨواز» وزيتون «شملال» الذي تشتهر به منطقة القبائل وبعض الولايات، لذلك لا بد من إنشاء مشاتل تنتج شتلات ذات جودة، و تكون مطعمة جيدا، وتخضع لمعايير دولية، حتى ننشئ بساتين صحية تعطي منتوجا لا بأس به». وذكر مالحة أنّ هذه السنة سجلت نقصا في إنتاج الزيتون، ليس في الجزائر فقط، بل حتى في دول المغرب العربي، وأوروبا، وهذا نظرا لتغيرات المناخ، الجفاف، وقلة الموارد المائية، لذلك حان الوقت للتكيف مع هذه الظاهرة من أجل منتوج مستدام وليس متقطعا.