احتضنت المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية بسكيكدة، نهاية الأسبوع الفارط، فعاليات الندوة المغاربية الأولى حول الموروث الثقافي تحت شعار: "ثقافتنا عمود التلاحم والانتصار"، من تنظيم اتحاد الكتّاب الجزائريين بالتعاون مع اتحاد كتّاب المغرب العربي، حضره ممثلو الاتحاد من دول تونس، وليبيا، وموريتانا والجزائر. صرح السيد يوسف شقرة رئيس اتحاد الكتّاب الجزائريين، ل "المساء"، بأن تنظيم هذه الندوة المغاربية الأولى جاء من أجل دراسة الموروث الثقافي المغاربي، الذي يوحّد ويقوّي اللحمة بين دول المغرب العربي، التي نحن في أمسّ الحاجة إليها، وذلك من خلال جمع الأشقاء، والبحث في المسائل المشتركة، والابتعاد عما يبعث على التشتت والتشرذم، مضيفا أن من خلال هذا اللقاء الذي حضره كل رؤساء اتحاد المغرب العربي ما عدا دولة واحدة عضويتها مجمدة على مستوى الاتحاد وكذا على مستوى اتحاد الأدباء والكتّاب العرب، ستكون نقاشات تشاورية، تمكّن من الخروج برؤية جديدة لوضع ميكانيزمات لتسيير اتحاد المغرب العربي، حتى يكون فاعلا ولا يكون مشاهدا أو مشاركا أو مرافقا فقط. ومن ثمة يؤكد المتحدث "نريده أن يكون هيكلا فعالا؛ من خلال تحريك الطبقة المثقفة في بلدان المغرب العربي؛ حتى نستطيع أن نكوّن رأيا عاما يقف على جانب بلداننا، ويحميها من التطرف مهما كان نوعه. كما يحميها من الانقسامات؛ على اعتبار أن الإشكال المطروح الآن، متعلق بالنخبة التي لا تمارس دورها". من جهته، قال الدكتور العادل خضيري، أستاذ بكلية الآداب والفنون بجامعة مندوبة بتونس ورئيس اتحاد كتّاب تونس، إن اللقاء مفيد، ومثمر، وجاء لتوطيد العلاقة أكثر فأكثر بين أدباء المغرب العربي، لا سيما ونحن الآن، كما قال، في سياقات جديدة تتطلب منا جهودا نوعية من أجل ابتداع علاقات أخرى بنوعية أخرى؛ لثقافة أخرى تتماشى مع مستجدات القرن 21، الذي بدأ بزمن التقلبات، والتموقعات الجديدة. أما الأستاذ الدكتور محمد السالم الصوفي الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتّاب الموريتانيين، فيرى أن مشاركته جاءت من أجل مناقشة المشتركات التراثية الموجودة في المغرب العربي، في حين ثمّن الأستاذ الدكتور خليفة أحواس رئيس اتحاد كتّاب الليبيين، ندوة سكيكدة المغاربية حول الموروث الثقافي المشترك بين دول المغرب العربي. وقال إن مبادرة الجزائر جاءت لتمتين تلك العلاقة ضمن اتحاد المغرب العربي بمشاركة أعضائه في البرامج الثقافية، التي تهدف إلى تعزيز الجهود المشتركة، ومنه تمتين العلاقة ضمن الاتحاد؛ من أجل رسم خطة مستقبلية لربط الأواصر الثقافية. والجهود، كما أضاف، تُبذل من أجل إنشاء برامج ثقافية مشتركة. ونوّهت مديرة الثقافة بالولاية بأهمية الندوة، ودورها في تعزيز الروابط الثقافية بين أقطار المغرب العربي. وقالت إن رؤساء اتحادات الكتّاب الذين خاطبوا الحضور بلغة الأدب التي تتخطى الحدود الجغرافية، أكدوا أن الثقافة تبقى الذاكرة الحية للأمة التي توحّد وتجمع، بعد أن تحدثوا عن الموروث الثقافي الذي يجمع بين بلدان المغرب العربي. للإشارة، فقد تخلل الندوة نقاش معمق؛ حيث تبادل المشاركون الرؤى والأفكار حول سبل الحفاظ على هذا التراث، وتطويره. كما استمتع الحضور بقراءات شعرية مميزة من الجزائروتونس وموريتانيا، تتغنى بالطبيعة، والوطن، والإنسان، والتاريخ المشترك، لتُختتم الندوة بتكريم خاص للكتّاب، الذين جعلوا من سكيكدة منارة للإبداع، إشادةً بمساهماتهم الأدبية التي أثرت المشهد الثقافي محليا ووطنا.