شهادة التعليم المتوسط: كل الظروف جاهزة لاستقبال 826970 مترشحا على المستوى الوطني    "مسيرة الحرية" تتوجه نحو المغرب للمطالبة بتحرير السجناء السياسيين الصحراويين    فوز الدراج منصوري عبد الرحمان من مولودية الجزائر    عميد جامع الجزائر يشيد بمواقف و خصال المفكر الراحل مولود قاسم نايت بلقاسم    سيدي بلعباس: جثمان الفنان شفيق حجاج يوارى الثرى    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يشيد بحرص الدولة على ضمان ترقية حقوق الطفل    أوبك+: الجزائر وسبع دول أخرى تسرع مجددا وتيرة زيادة إنتاجها النفطي    عيد الأضحى: تجنيد أزيد من 5.200 تاجرا للمداومة عبر ست ولايات من غرب البلاد    بنك التنمية المحلية يطلق تطبيقه الخاص بالدفع عبر الهاتف المحمول    الجزائر- تونس: مناورة مشتركة لمكافحة حرائق الغابات    تنصيب اللجنة القطاعية المشتركة للمندوبية الوطنية للمخاطر الكبرى    ليبيا: الاجتماع الوزاري للآلية الثلاثية لدول الجوار يدعو الى ضرورة الإسراع في التوصل إلى حل للأزمة    العدوان الصهيوني على غزة : ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 54381 شهيدا و124054 جريحا    الحرب الأخيرة أو انتحار إسرائيل    الرئيس الموريتاني يتسلم رسالة من نظيره الصحراوي    جزائريون في زيارة بيداغوجية إلى تونس    بيتكوفيتش يستهدف الفوز على رواندا والسويد    هذه أسلحة بيتكوفيتش لمواجهَتَيْ رواندا والسويد    الاتحاد الجزائري لكرة القدم : الرئيس صادي يلتقي برؤساء الرابطات الوطنية والجهوية    تسليم وثائق التوطين البنكي لمستوردي الموز    رخص صيد للجزائر في المياه الموريتانية    شبكة النقل البرّي تتدعّم    مجلس قضاء البليدة ينظم يوما دراسيا جهويا    5000 محبوس معني بالبيام    واشنطن مدعوة لدعم استفتاء تقرير المصير بالصحراء الغربية    الجزائر تتحدى.. نفّذوا تهديداتكم    رئاستكم للبنك الإفريقي للتنمية نجاح لإفريقيا ولبلدينا الشقيقين    رفع عدد المدارس العليا للأساتذة لتغطية الاحتياجات    خدمة الجيل الخامس في الجزائر قبل سبتمبر    "صيدال" تصنّع دواء مبتكرا لعلاج السرطان    مدرب الفريق الوطني يدافع عن خياراته    بن سبعيني ضمن قائمة الأفضل في بوروسيا دورتموند    بوراس يعود من وهج عين عشير بعنابة    جمع 10 آلاف أضحية وتوزيعها في 55 ولاية    نحو تسوية 11 ألف عقد ملكية عقارية    الطبعة ال29 للجائزة الكبرى لمدينة وهران للدراجات: فوز عبد الرحمان منصوري بالمرحلة الثانية    الرابطة الأولى "موبيليس": أولمبي أقبو يتعادل أمام شباب قسنطينة (0-0) ويرسم سقوط اتحاد بسكرة إلى الرابطة الثانية    ناصري يشيد بدور المحافظة السامية للأمازيغية    رؤية جديدة وهيكل فعال لتحريك الطبقة المثقفة    يبدأ النص حين توضع اليد على الجرح    تنظيم محاضرة حول التقنيات الإعلامية الجديدة    عرض النسخة المرممة للفيلم التاريخي "وقائع سنين الجمر" للراحل لخضر حمينة بأوبرا الجزائر    صناعة صيدلانية : تنصيب فوج عمل بين الوزارة ومجلس التجديد الاقتصادي الجزائري لمرافقة المستثمرين    العيد يوم الجمعة    وصايا ذهبية للحجّاج..    عدم الأخذ من الشعر أو الأظافر ليس حُكماً عاماً    جَوْعى غزّة يفضحون وحشية الصهاينة!    هل يمكن للاتحاد الأوروبي ريادة الغرب    قدّموا أفضل الخدمات لحجّاج الجزائر    سنرفع حجم كميات الانتاج إلى 1.1 مليون متر مكعب (م3) يوميا    حملة "لا لتمزيق الكراريس" محطة تربوية راقية "    صون مكونات الهوية الوطنية يحصن جبهتنا الداخلية    ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 54084 شهيدا    طاقم طبي جزائري- سعودي لمرافقة الحجّاج المرضى    مناسبة لاستشعار عمق الالتزام الوطني وصون الهوية الوطنية    عيد الأضحى المبارك سيكون يوم الجمعة 06 جوان 2025    رئيس الجمهورية يطلب منكم خدمة الحجّاج والدعاء للجزائر    أيام العشر متساوية الفضل زيادة فضل عرفة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يبدأ النص حين توضع اليد على الجرح
فؤاد بوخالفة ضيف "الاجتهاد" هذا السبت:
نشر في المساء يوم 31 - 05 - 2025

يربط الكاتب فؤاد بوخالفة إبداعه بالأسئلة الوجودية، وبعلاقته بمحيطه، ليحاور الذات والمعنى والروح والعالم بعمق، لتحمل نصوصه بعضا من الحيرة والدهشة، والتوثيق لمكان وزمان الذكريات، التي تنفجر في لحظة ما لتسرد ما حفظته من تفاصيل، ليطلق العنان للذات تتأمل بضميرها الحي، ولتستعين باللغة والإحساس لتقديم رؤية أكثر نضجا وعمقا ومعنى.
التقت "المساء"، مؤخرا، الكاتب بوخالفة، الذي سينشط هذا السبت ندوة أدبية بفضاء مكتبة "الاجتهاد"، ليتحدث عن بعض طقوسه في الكتابة، وعن أمور أخرى متعلقة بنشاطه الأدبي والثقافي عموما.
ويتناول كتابه "شيء من الكينونة" قضايا عديدة، كما إنه نص عميق وفريد من نوعه، يتساءل عن الحالة الإنسانية في صمتها، وانكساراتها، وومضاتها الشعرية.
نظرة فلسفية للوجود
يربط هذا المثقف بين الشعر الفلسفي والنظرة الواضحة للوجود، ليختار كلماته بعناية تتراوح بين الحدة والرقة؛ في تأمل حميمي وعميق للهوية، واللغة، والفراغ، والذاكرة.
الكتابة، كما يؤكد بوخالفة، هي فعل حياة. تخضع للتأثيرات والهواجس، وتسرد الحال، وتصل إلى ما سيكون، حسبما يطرحه النص.
وقال الأستاذ بوخالفة إن علاقته بالكتابة بدأت منذ السبعينيات. وقد شارك في العديد من اللقاءات والملتقيات. وكان أول نص نُشر له بعنوان "شاعر الأرض" . وهو قصيدة كتبها بالفرنسية، ونُشرت له بمجلة الوحدة (الطبعة الفرنسية). وتتحدث عن أهمية التكامل والوحدة بين أفراد الشعب لتحقيق التقدم وكذلك التكامل في أي مجال كان. ثم تَواصل نشاطه كمنشط في المجال الثقافي؛ كمهرجان مسرح الهواة.
تجربة جيل كانت جميلة
يمتد مشوار بوخالفة لأربعة عقود، مارس فيها عدة أنشطة، فكان أستاذا في العلوم الطبيعية، ومنشطا ثقافيا، ومراسلا صحفيا وغير ذلك. ولم يُخف بوخالفة حنينه لأيامه الخوالي مع تجربة العمل التطوعي إبان الثورة الزراعية، وما اكتسبه رفقة جيله، من تجارب، ومتعة، واحتكاك بالناس والطبيعة، والحياة عموما، زيادة على تجربة أخرى لا تقل أهمية، عاشها في نادي السينما؛ حيث نشّط ل 15 سنة متواصلة نادي "الشيخ حمادة" بمستغانم، وفي مسرح الهواة، وفي مجال حقوق الإنسان.
وتناول الكاتب بعض قضايا العالم؛ منها قضية التمييز العنصري (الأبرتايد) بجنوب إفريقيا، وقضية فلسطين، متوقفا عند مشاركته في المهرجان العالمي للشباب بالعاصمة هافانا سنة 1978، حينها قرأ قصائده عن العنصرية.
وعن كتابه "شيء من الكينونة" (به 37 نصا) قال إنه يحمل بعدا فلسفيا خاصا بالكتابة الأدبية متأثرا في ذلك بالفيلسوف ماتان إيديقار، موضحا بالمناسبة: "نكتب ما نشعر به". وبالنسبة له، الكتابة تنفجر في لحظة ما غير مخطط لها، يكون فيها الوعي، أو ينفجر ما بداخلنا من ماض، أو ذكريات، أو آلام، أو أحلام.
اكتمال المعنى والرؤية
وقال بوخالفة إنه يترك لكل سطر فراغا، ولكل كلمة مكانا محددا، وهو نوع من التأمل والتفلسف. كما تكتمل النصوص وتكمل بعضها في المعنى والرؤية، لتجتمع في كتاب يصلح حسبه للنشر، ويستحق القراءة.
وعن هذا الكتاب قال إنه طُبع في المرة الأولى في صيغته "الخام" بفرنسا، وبطبعة محدودة في 2014. ثم نشره اتحاد الكتّاب الأوروبي على اعتباره بحثا أكاديميا، في 2019. لكن ثمنه كان مرتفعا حينها، ما جعل الأستاذ بوخالفة يقترحه على وزارة الثقافة لطبعه، ويكون في متناول القراء، خاصة منهم الطلبة. وهو يحمل مجموعة نصوص، كتب أغلبها منذ زمن، توحدت في طريقة الكتابة، وفي معنى الكلمة والمضمون. وهنا توقف ليقول :
هناك نصوص منتهية المضمون
"جاءتني فكرة النشر بعدما رأيت الراحل كاتب ياسين وهو يحضر عرض فيلم "الحب والثورة" . وتأثرت بامتداد الفكرة والمضمون لما بعد النشر أو العرض، ورأيت ذلك نوعا من المراجعة المستمرة للعمل حتى يصل إلى نقطة النهاية، التي لا بد لها أن تكون، علما أن نصوصا أخرى تكون نصوصا منتهية المضمون، ولا تحتاج للمراجعة أو الإثراء. وكل تلك النصوص التي أكتبها بعفوية ووعي، أستهلُّها بمقاطع شعرية".
لكل نص إيقاعه الموسيقيُّ وأداؤه المسرحي
كما أوضح الكاتب أنه يلتزم بإيقاع النص، وبالقراءة الموسيقية له، وهذا ما يتطلب حسبه قراءة موسيقية خاصة، تتمثل في الفراغات، وحجم الحروف، وتقطيع الفقرات، لتبدو القراءة في الأخير وكأنها عرض موسيقي أو أداء مسرحي، فيما قد يكتب كلمة ما برسمها مباشرة مثل رسم كرسي بشكله الحقيقي، أو آلة الموندولين وغيرها. وعند قراءة مقطع من الكتاب يحافظ على هذا الإيقاع بالصوت الرخم أو الحاد؛ فلكل نص موسيقاه الخاصة، تكتمل عند اكتمال النص والأداء. ويبقى القاسم المشترك بين نصوصه هو الشعور بالحب، والبحث عن كينونة الذات، وغالبا ما كان يؤكد الكاتب في هذا اللقاء، ل "المساء" ، على أن المضمون مستمَد من تجارب الحياة، ومن الممارسة الأدبية، التي قال إنها تشبه الوشم. هذا الأخير الذي هو انعكاس لما هو بداخل الإنسان ، موضحا أن الكتابة هي بحث، حتى وضع اليد على الجرح، لتنعكس في مضمون يتجلى في نص مكتوب، ممثلا بتأثره في أيام العشرية السوداء، باغتيال 10 معلمين؛ إذ بقي الألم في داخله، ليتحول بعد سنين إلى نص. ومن جهة أخرى، أشار إلى أنه يستعمل، أحيانا، أسلوب السرد على لسان القوال، أو متصوف حكيم. وباختصار، فبمجرد أن تصبح الفكرة واضحة وبمجرد ظهور موضوع من النص الذي يتم تشكيله، يحدث انفجار من الاحتمالات المختلفة لمسارات القراءة التفسيرية، ليستمتع القارئ بما يقرأه من معاني الحياة والوجود.
ومن النصوص التي عرضها الكاتب على "المساء"، نص ""وفاء رحل"، يثير فيه التفاوت في المعايير الإنسانية بين الشرق والغرب، وكذلك نص "الربيع"، و"ألم الحب"، و"العشرية السوداء"، و"المرأة" وغيرها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.