مع إقبال شهر رمضان الفضيل، تحرص العائلات المستغانمية على تخصيص ميزانية معتبرة لشراء كل المستلزمات الغذائية والمشروبات، فضلا عن شراء الأواني الجديدة ترحيبا بهذه المناسبة الدينية، ولا تقتصر هذه الظاهرة على الأغنياء فحسب، بل تشمل الأسر البسيطة مما يسبب لها ضائقة مادية. نزلت «الشعب» إلى السوق المغطاة وسط المدينة لترصد آراء المواطنين حول اهتمامهم الزائد بالمائدة الرمضانية، فهم يسارعون إلى شراء مختلف أنواع المأكولات والمشروبات بشكل مفرط وجنوني. في هذا الصدد، قالت فاطمة وهي موظفة بالبلدية « ننتظر شهر رمضان بفارغ الصبر لشراء ما لذّ وطاب من الحاجيات لتحضير مختلف أصناف الأطباق، وكذا التحليات والمقبلات التي تزين موائدنا الرمضانية»، وأضافت: «الأموال التي نقوم بتخزينها طيلة 11 شهرا نصرفها في شهر رمضان الفضيل». من جهته، أشار محمد إلى أنّ شهر رمضان أصبح ينخر الجيوب لكثرة الإسراف والتبذير في شراء المستلزمات الرمضانية، وتحضير العديد من الأطباق والمشروبات، وتناول القليل منها ورمي ما تبقى، وهي تصرفات سلبية باتت تتكرر مع اقتراب الشهر الفضيل. أما خالتي «نصيرة»، فقد تحدثت إلينا بحسرة حول الاختلاف الكبير والفرق الشاسع بين رمضان زمان، أين كانت البساطة تملك المكان، ورمضان اليوم الذي لا ذوق ولا رائحة له حسبها، بحيث أصبحت العائلات تنتظر الشهر الفضيل للتباهي وعرض الأطباق التي تتفنن في إعدادها، فبدلا من الإكثار من الطاعات تتسابق إلى الاسراف في شراء العديد من لوازم الأطعمة وأنواع المشروبات، وإهدار الوقت في إعداد مائدة مثقلة بعديد الأطعمة، التي يكون مصيرها في النهاية الى القمامة. هذا، وعبّر لنا بعض المواطنين أن رمضان هو شهر العبادة والطاعة، وليس شهر التبذير والتنويع في أصناف المأكولات، والتنافس في الشراء من الأسواق التي تعرض المنتجات بطرق تشد المستهلك. من جهتها، تنشر مديرية البيئة والطاقات المتجددة عبر صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، منشورات تحسيسية لعدم التبذير خلال الشهر الكريم، مع نشر ومضات توعوية حول التبذير الغذائي، وما له من عواقب وخيمة تُؤثّر على الصحة والمال، حيث إن الإفراط في تناول الطعام يؤدي لحدوث العديد من المشاكل الصحية، إلى جانب هذا تدعو عدة جمعيات خيرية الى ترشيد الاستهلاك وعدم الإسراف والتبذير في الطعام ومساعدة الأسر الفقيرة.