تبقى الجزائر قبلة الثوار في وجه الاستعمار، وملاذ جميع المظلومين الذين يعيشون تحت نير الكولونياليات، والقضية الفلسطينية أكبر شاهد على نصرة الجزائر للقضايا العادلة، وظلت حاضرة قولا وفعلا على مدى الأوقات، ولم تتأخر قيد أنملة حتى في أصعب المراحل التاريخية، فالقضية الفلسطينية لم تكن أبدا عند الجزائريين موضوع نقاش، ولا تفاوض، وإنما كانت الأولوية على الدّوام نصرة الشعب الفلسطيني على الكيان الغاصب. يرى الباحث وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة غرداية، الدكتور جيدور حاج بشير، أن العقيدة الدبلوماسية الجزائرية تقوم فيما يتصل بالقضية الفلسطينية على ثلاث ركائز رئيسية، أولها البناء الأول الذي قامت به الجزائر منذ أواسط سبعينيات القرن الماضي من خلال استحداث مبدإ رئيس من مبادئ قيام الدولة الفلسطينية أو دعم القضية الفلسطينية بمقولة خالدة وهي «الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة»، وهو موقف لم ولن يتغير بخصوص القضية الفلسطينية، والجزائر تؤطر كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية بناء على هذا المبدإ. وأضاف محدثنا أنّ الركيزة الثانية تتمثل في إعلان دولة فلسطين من أرض الجزائر سنة 1988 بلسان الراحل أبو عمار، وقال الدكتور جيدور « الجزائر وقتها وافقت أن تكون مهدا للقضية الفلسطينية، وبهذا تكون قد وافقت بأن تقف إلى جانب الفلسطينيين، حتى إن الجزائر أصبحت بمثابة أمّ للقضية الفلسطينية، وهل سبق أن تخلّت أمٌّ عن إبنها؟»، يتساءل جيدور ويواصل: أما الركيزة الثالثة فهي تتمثل في المبادرة الأخير غداة اجتماع القادة العرب بقمة الجزائر 2022 عندما اختير لها مبدأ لمّ الشمل ويقصد به لمّ الشمل العربي وما وراءه من لمّ شمل للشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينية. وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة غرداية أن عقيدة الدبلوماسية الجزائرية لا تعترف بالأقوال دون الأفعال؛ ولهذا جمعت الفصائل الفلسطينية وقرّبت وجهات النظر للخروج ب»إعلان الجزائر» الذي ينتظر التجسيد، وأضاف محدثنا أن هذه المواقف والمحطات التاريخية تدل على شيء واحد وهو أن الجزائر تملك المفتاح الذي تدخل به فلسطين الى الشرعية الدولية وأروقة الدبلوماسية الدولية وهي من تقدمّها وتقف إلى جانبها في المجتمع الدولي، من أجل توصيل الفكرة الواضحة والصورة المثالية عمّا يتعرض له الشعب الفلسطيني تحت نير الاحتلال الصهيوني.