ساهمت حملات التحسيس والتوعية ضد التسممات الغذائية خلال فترة الصيف وموسم الاصطياف التي أطلقتها مديرية التجارة لولاية بومرداس بالتنسيق مع جمعيات حماية المستهلك في التقليل من مخاطر الافة وعدد الاصابات المسجلة بين المواطنين والمصطافين بالخصوص خلال كل موسم، وهذا بفضل تنامي درجة الوعي من جهة واشتداد طوق الحصار الذي تفرضه فرق الرقابة وأعوان الامن على محلات بيع المواد الغذائية والوجبات السريعة التي لا تحترم شروط النظافة وسلسلة التخزين. أصبحت الشواطئ وفضاءات الراحة والنزهة أحد المصادر الرئيسية لظاهرة التسممات الغذائية التي تتعرض لها العائلات والأطفال بالخصوص وهذا طبعا الى جانب التجمعات العائلية في المناسبات والأفراح، وهذا بسبب انتشار محلات بيع المأكولات السريعة على طول الشريط الساحلي وازدهار نشاط الباعة المتجولين وأغلبهم من الأطفال والمراهقين الذين يستغلون هذه الفترة من موسم الاصطياف والعطلة لبيع الحلويات والمأكولات التقليدية، مقابل ارتفاع درجة الإقبال ونسبة الاستهلاك دون مراعاة لشروط النظافة ومدى احترام معايير إعداد مثل هذه المنتجات الحساسة وطريقة تخزينها. وعملا بمبدأ الوقاية وأخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة ظاهرة التسممات الغذائية خلال هذه الفترة من الصيف التي تزداد فيها عدد الاصابات نتيجة الاقبال الكبير للمصطافين على مثل هذه المأكولات والوجبات السريعة التي يقدمها باعة الفاست فود بما فيها المركبات المتنقلة التي تم الترخيص لها للنشاط على مستوى الشواطئ بسبب قلة الخدمات ومثل هذه المرافق التجارية، أطلقت مديرية التجارة وترقية الصادرات لولاية بومرداس بالتنسيق مع جمعية حماية المستهلك قافلة تحسيسية تحت شعار "التسممات الغذائية قضية الجميع" وهذا لمرافقة العائلات والمواطنين الذين يقصدون الولاية وشواطئها ال 45 المفتوحة للسباحة والاستجمام طيلة موسم الاصطياف. وبهدف تحقيق الأهداف المسطرة من الحملة وحماية المستهلك من هذه المخاطر، تواصل فرق حماية المستهلك وقمع الغش بالتعاون مع عدد من الفاعلين خرجاتها الميدانية الى الشواطئ لتنشيط حملات توعية وتقديم ارشادات للمصطافين وأصحاب المحلات التجارية المتخصصة من أجل احترام سلسلة التبريد وتخزين المواد الغذائية سريعة التلف بسبب درجة الحرارة، حيث كان الموعد نهاية الأسبوع على مستوى شواطئ بلدية بودواو البحري وقبلها شاطئ القرصان ببلدية قورصو وعدد من الشواطئ الأخرى على مستوى البلديات الساحلية وهذا الى غاية انتهاء موسم الاصطياف وفصل الصيف التي تزداد فيه مثل هذه الحوادث الصحية المؤسفة. الى جانب حملات التوعية والتحسيس لرفع درجة وعي المستهلك وتحصين المواطن بسلوك ايجابي في مواجهة جشع التجار والباعة الموسميين المتحولين من نشاط الى اخر من اجل الربح السريع باستغلال مناسبة تدفق عشرات المصطافين على شواطئ ولاية بومرداس، شددت فرق الرقابة وأعوان الأمن من عمليات المداهمة والتفتيش المفاجئ للمطاعم ومحلات الوجبات السريعة لمراقبة مدى احترام وتوفر شروط النظافة في مثل هذه الفضاءات التي تلقى اقبالا كبيرا، حيث مكنت العملية من تشميع عدة محلات وتوقيف نشاطها خصوصا بالبلديات الساحلية بسبب التجاوزات والتحايل على المستهلك بتقديم وجبات فاسدة خصوصا بالنسبة للدجاج الذي أصبح يشكل خطرا على المستهلك نظرا لحجم الاقبال على هذه المادة، وهي الفرصة التي استغلها بعض الباعة وأصحاب المطاعم وحتى الموزعين وأصحاب وحدات التبريد في تسويق منتجات منتهية الصلاحية أو غير صالحة تماما للاستهلاك بسبب المرض ونسبة المواد الكيماوية المرتفعة أو عدم الترخيص لها من قبل المصالح البيطرية مثلما أكدته شهادات بعض المنتجين المختصين في تربية الدواجن.