تكثيف الجهود الدبلوماسية وتفعيل الروابط القارية لتحقيق الأهداف تتطلع الجزائر إلى أدوار ريادية في دعم مساعي النهوض بالقضايا الإفريقية العادلة وتحقيق التنمية الشاملة في القارة السمراء وتعزيز الصوت الإفريقي داخل مجلس الأمن الأممي بالاعتماد على مقاربة تكرس انتهاج الحلول السلمية والوساطة في فض النزاعات وتفضيل الحوار ورفض التدخل العسكري والبحث عن الآليات التي تساهم في الحفاظ على السلم والأمن في الدول الإفريقية، خاصة بمنطقه الساحل الإفريقي التي تواجه العديد من الأزمات السياسية والأمنية. تواصل السلطات العليا في البلاد جهودها على الصعيد الدولي من أجل تسخير التعاون الأمني الإستراتيجي لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة الإفريقية والدفاع عن اهتمامات وتطلعات دول وشعوب القارة الإفريقية والمصالح الإستراتيجية المشتركة في مختلف القضايا التي تندرج ضمن اختصاصات مجلس الأمن الدولي الذي ستكون فيه الجزائر عضوا غير دائم لمدة سنتين في مطلع 2024، وينتظر منها أن تكون قوة مؤثرة ودولة محورية لها أهمية إستراتيجية كبرى في محيطها ومؤثرة بقوة على الصعيد الإقليمي والدولي. وأكد مختصون ومحللون في السياسة والعلاقات الدولية ل»الشعب»، أن الجزائر سيكون لها دور فعال ومحوري في مجلس الأمن الدولي في دعم السلام والاستقرار في القارة الإفريقية من خلال التمسك والالتزام بمبادئها المستمدة من ثورة نوفمبر المجيدة في الدفاع عن القضايا التحريرية ومصالح شعوبها وإعلاء صوتها ومسائل التحرر والحرية والعدالة في ظل السياق العالمي الحالي، باعتبار أن عضويته غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي تؤهلها أن تصبح طرفا مهما في معادلة اتخاذ القرارات الدولية. وأبرز مختصون قدرة وتأثير الجزائر من خلال التطورات التي أحرزتها على المستوى الدولي ضمن تكثيف نشاطها الدبلوماسي وتحريك سياستها الخارجية على أعلى مستوى لاسترجاع مكانتها الدولية وفرض وجودها على الصعيد الإقليمي والدولي، وهو ما يمكنها من مواجهة المخاطر والتهديدات الأمنية المحدقة بالبلاد في ظل تنامي الأزمات السياسية والأمنية في دول الجوار والتعامل مع الأوضاع الداخلية والظروف الإقليمية. من جهته، قال الأستاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية محمد رزيق في تصريح ل»الشعب»، إن الأوضاع الراهنة في القارة الإفريقية تفرض على الجزائر تكثيف الجهود بالتنسيق والتعاون مع الدول الأخرى من أجل إعطاء قوة من الزخم في هذه القارة بمنح الأولويات لقضايا إفريقية ذات الاهتمام المشترك وتقوية العلاقات والروابط الإفريقية من أجل المساهمة في إيجاد حلول للكثير من المشاكل التي تعاني منها الدول الإفريقية وشعوبها على غرار النزاعات والأزمات السياسية ومظاهر الفساد وغيرها. وأضاف رزيق أن الجزائر تتجه نحو عهد جديد في إعادة بعث علاقتها الدولية وفق رؤية مغايرة تستند عليها السياسية الخارجية الجزائرية بعد سنوات من الغياب على الساحة الدولية، مشيرا إلى أهمية منح الجزائر الأولوية لدعم القضايا العادلة ونصرة ومساندة الدول الإفريقية داخل مجلس الأمن الدولي بعد نيلها العضوية غير الدائمة لمدة سنتين في إطار مقاربة جديدة تضع انشغالات واهتمامات القارة الإفريقية ضمن الأولويات. وأكد الأستاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية أن الأزمات التي تحدث في منطقة الساحل الإفريقي تشكل تهديدا على استقرار وأمن الجزائر، مما يستدعي تكثيف الجهود الدبلوماسية وتفعيل الروابط الأفريقية وإعادة بعث العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين دول المنطقة على كافة المستويات في سبيل الحفاظ على السلم والاستقرار في الساحل الإفريقي وتجنب محاولات التدخل العسكري الأجنبي وتداعياته الخطيرة على كامل المنطقة.