في تدخله حول ما تعيشه مجتمعاتنا في عصر التكنولوجيا الرقمية، حيث تأثرت العديد من المجالات بالتغيرات السريعة التي جلبتها هذه التكنولوجيا، تطرق رئيس منتدى النخبة والكفاءات الوطنية المكتب الولائي بميلة عبد الجليل بوقاسة الى تأثير التكنولوجيا الرقمية على القراء والمكتبات وكيف تغيرت دورهما في عالمنا الحديث. أكّد رئيس منتدى النخبة والكفاءات الوطنية المكتب الولائي بميلة عبد الجليل بوقاسة، أن تكنولوجيا الإنترنت والأجهزة الذكية والكتب الإلكترونية قد غيّرت بشكل جذري طريقة قراءتنا والوصول إلى المعلومات، في الماضي، كنا نعتمد بشكل رئيسي على الكتب المطبوعة والمكتبات للحصول على المعرفة والترفيه ومع ذلك مع التطور التكنولوجي، أصبح بإمكاننا الآن الوصول إلى الكتب والموارد الرقمية بسهولة وفي أي وقت نرغب فيه، هذا التغيير في الوصول إلى المعلومات قد أثر بشكل كبير على القراء وطريقتهم في القراءة. كما أضاف في ذات السياق، انه من أحد التأثيرات الرئيسية للتكنولوجيا الرقمية على القراء هو التغير في تفضيلات القراءة في السابق، كان الكتاب المطبوع هو الخيار الأساسي للقراءة، لكن الآن يميل الكثيرون إلى الكتب الإلكترونية والقراءة عبر الأجهزة الذكية ويعزى ذلك بشكل كبير إلى السهولة والراحة التي يوفرها القراءة الرقمية، حيث يمكن حمل العديد من الكتب في جهاز واحد وحملها في أي مكان، كما أن الكتب الإلكترونية غالبًا ما تكون أرخص من الكتب المطبوعة، مما يعزز جاذبيتها للقراء. ومن جانب آخر، ذكر بوقاسة، أن المكتبات تأثرت بشكل كبير بالتكنولوجيا الرقمية، حيث أوضح بقوله: "في الماضي كانت المكتبات تعتبر المرجع الأساسي للبحث والدراسة وتوفير المعرفة، ومع ظهور الإنترنت والبوابات الإلكترونية، نسجل تراجع في استخدام الكتب المطبوعة وانخفاض زيارة المكتبات التقليدية، وأصبح بإمكان القراء الحصول على المعلومات بسهولة ومن مصادر متعددة. وبالتالي، كان على المكتبات أن تتكيف مع هذا التغيير وأن توفر خدمات إضافية للقراء مثل توفير الوصول إلى قواعد البيانات الرقمية والكتب الإلكترونية، وقد أدى هذا التحول إلى توسيع نطاق وظيفة المكتبة وتحويلها إلى مركز شامل للمعرفة والتعلم وبالتالي لم تبق المكتبات على حالتها القديمة رفوف للكتب، وعليه فإن مواكبة التطور التكنولوجي وضع القراء في أريحية تامة لاسيما إدخال عناصر عصرية بالمكتبات وتوفر الخدمات الرقمية المبتكرة التي تلبي احتياجات القراء والباحثين".