على بعد سويعات قليلة تحل السنة الميلادية الجديدة 2014 ، معلنة انقضاء سنة 2013، عام من الأحداث تخللت الأحياء والشارع البليدي، نشاطات رسمية ومشاريع منجزة وأخرى جاري انجازها عرفتها ولاية البليدة وبلدياتها الخمس والعشرين، ويبدو أن خاتمتها كانت وتكون مع تسليم المتهم الرئيسي في قضية الخليفة. أهم ما ميز سنة 2013 بعاصمة المتيجة، إعلان وزيري السكن والعمران والبيئة وتهيئة الاقليم سابقا عبد المجيد تبون وعمارة بن يونس عن انطلاق المشروع المستقبلي العملاق، والمتمثل في مشروع المدينة الجديدة في بوينان. وهو المشروع الذي سيشمل تجسيد حصة سكنية تفوق ال 50 الف وحدة سكنية ومنشآت تعليمية ورياضية وصحية وادارية ، وشبكة طرق حديثة وربط المدينة بخط سكة حديدي يمتد من مدينة بوفاريك على مسار 11 كيلومترا. وعمد المسؤولون على منح دراسة المشروع لمكتب دراسات جزائري و كوري ، فضلا عن منح إنجازه وتنفيذه إلى شركات أجنبية ومختلطة، وفي السياق تم تخصيص حصة سكنية هامة ستضاف إلى الحظيرة السكنية ، قدرت بانجاز نحو 4000 وحدة سكنية واستفادتها من 3000 أخرى اقتطعت من الحصة الإجمالية الكبرى في مشروع المدينة الجديدة ببوينان. أرقام يعول عليها المسؤولين أن تساهم في امتصاص الطلب المتزايد على السكن بصيغه المختلفة لتقضي بشكل معتبر على أزمة السكن في الولاية. وتجدر الإشارة الى أن عدد الملفات التي تم إيداعها من اجل استفادة مواطني سكان دائرة البليدة والتي تضم بلدية بوعرفة وبلدية البليدة على حد سواء، بلغ 20 ألف ملف تم غربلتها من أصل فاق ال 35 ألف طلب، وسيتم توزيع في الأيام القليلة القادمة حصة أولى تقدر ب 240 سكن، في انتظار توزيع حصة ثانية تقدر بنحو 700 سكن مع نهاية السنة الداخلة . وفي مقابل هذه الإنجازات رد مواطنون من احياء سكنية فوضوية وقصديرية على وعود المسؤولين بالترحيل الفوري والتعجيل في توزيع قوائم السكن الاجتماعية الجاهزة، وكان احتجاج سكان حي وادي بني عزة على رأس قائمة الاحتجاجات والاعتصامات التي شهدها محيط مقري الدائرة والولاية . تهيئة الطرقات وتعبيدها أهم المطالب عرفت مختلف الأحياء الشعبية بجهات الولاية الأربع سلسلة من الاحتجاجات، رفع خلالها المحتجون من السكان شعار " الاحتجاج بأسلوب سلمي وحضاري بعيدا عن التخريب في الممتلكات الفردية والرسمية " ، وتصدّر مطلب تهيئة الطرقات وتعبيدها أهم الإنشغالات التي كان يرددها المحتجون، وأعابوا في كل حركة احتجاجية عدم قيام المسؤولين بتعبيد طرقات الاحياء الترابية والتي تتحول الى أوحال خلال موسم التساقط الأمطار انسداد قنوات صرف مياه الامطار حيث في كل مرة تتساقط في الامطار تتحول عدة محاور وسط المدن والاحياء الشعبية بالبليدة إلى برك ومسابح، عانى خلالها السكان وتلاميذ المتمدرسين، وفرضت في بعض الأوقات حظر سير حتى على المركبات، ولم تسلم طرقات البلديات من شبح التدهور. إضرابات واعتصامات الأساتذة والطلبة لم يسلم قطاع التعليم في أطواره الثلاث وخاصة الثانوي من الإضرابات وتنظيم اعتصامات أمام مقر مديرية التربية، وكان السبب حسب المنظمات النقابية الداعية إليها، هو غلق أبواب الحوار وعدم التوصل الى عمل مشترك مع المسؤولين بقطاع التربية لتسوية المشاكل العالقة منذ الموسم الدراسي الماضي، بل أن بعضها بقي عالقا لأكثر من 10 سنوات، مثل عدم تحرير 1400 منصب مالي لأساتذة أحيلوا على التقاعد. والإشكال الذي حاولت التنظيمات النقابية التأكيد عليه، هو حرص وزارة التربية في تعليماتها إلى الإدارة والشريك النقابي التصالح والعمل على تسوية المشاكل التربوية تحت سقف أسرة التربية والتعليم، لكن يبدو أن التعنت من أحد الأطراف جعل تلك المشاكل تطفو إلى السطح. ولم يختلف الوضع في الجامعة حيث شن الطلبة وتمثيل نقابي طلابي سلسلة من الحركات الاحتجاجية.