أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، على عمق الروابط التاريخية والإنسانية التي تجمع الجزائروالصين، مشيرًا إلى "الرؤية الموحدة" التي يتقاسمها البلدان في مناهضة الاحتلال ونصرة الشعوب المستضعفة. جاء ذلك خلال إشراف الوزير على افتتاح أشغال ندوة علمية تاريخية بعنوان "الجزائر–الصين: تكريس التاريخ الثوري وتعزيز المستقبل المشرق المشترك"، حيث أبرز أن العلاقات بين البلدين تتجاوز البعد الدبلوماسي التقليدي، لتستند إلى "ذاكرة نضالية مشتركة وقيم إنسانية أصيلة تدافع عن العدالة والسلم والتنمية". وأشار السيد ربيقة إلى أن هذه الندوة تتناول موضوعًا بالغ الرمزية في سياق العلاقات الجزائرية–الصينية، وتستحضر القواسم المشتركة في الكفاح ضد الاستعمار، إلى جانب آفاق التعاون في إرساء الأمن والسلم العالمي. كما أكد أن الندوة تعيد التأكيد على الأبعاد الإنسانية لثورة أول نوفمبر 1954، وما حملته من رسائل عالمية في الدفاع عن الحرية والكرامة. وأوضح الوزير أن تنظيم هذه الندوة يأتي في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى 63 لعيد الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية، مشيدًا بالمواقف الثابتة لدولة الصين وشعبها في دعم الثورة التحريرية الجزائرية، لا سيما اعترافها بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية سنة 1958، وهو موقف سياسي وإنساني نبيل سيبقى راسخًا في الذاكرة الجماعية. وأبرز السيد ربيقة أن العلاقات بين الجزائروالصين تطورت إلى "شراكة استراتيجية شاملة"، تسعى إلى تجسيد مستقبل واعد للتعاون الثنائي، تحت قيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، ونظيره الصيني، السيد شي جين بينغ. من جانبه، نوّه السفير الصيني لدى الجزائر، السيد دونغ غوانغلي، بالمبادئ المشتركة التي تجمع البلدين، خاصة في ما يتعلق بالتحرر الوطني، ومكافحة الاستعمار، والحفاظ على السيادة الوطنية. واعتبر أن كفاح الجزائر من أجل استقلالها "نموذج ملهم" في سجل حركات التحرر العالمية.كما أكد السفير أن الجزائروالصين تتقاسمان رؤية موحدة تجاه القضايا الدولية الكبرى، وتعملان معًا لضمان الاستقرار العالمي وخدمة الإنسانية جمعاء. وقد شهدت الندوة، التي شارك فيها ممثلون عن الأسرة الثورية وجمعية الصداقة الجزائرية–الصينية، عرض محطات بارزة في مسار العلاقات الثنائية، مع التطرق إلى أوجه الدعم والتضامن المتبادل بين البلدين في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، ما يعكس متانة الروابط التي تجمع بين الشعبين الصديقين.