تغيير سلوكنا اليومي للحد من الممارسات المضرّة بالمحيط شدّد وزير الموارد المائية والبيئة، عبد القادر والي، أول أمس، خلال زيارة عمل الى وهران على ضرورة إنشاء شبكة للمجتمع المدني تعمل بالشراكة والمرصد الوطني للبيئة، مشيدا بالموقع الالكتروني الوطني للإنذار للبيئة كأداة تم استحداثها حديثا في هذا المجال. رأى والي بأن هذا النظام يعد عنصرا أساسيا لإعادة تشكيل المجتمع المدني المرتبط بقطاع البيئة لمكافحة بشكل فعال إخفاء المعلومة، لاسيما من خلال خلية اليقظة والمتابعة التابعة لهذا الموقع الإلكتروني والتي تشكل أيضا قاعدة للمعطيات لإطلاق الإنذار والتدخل في حالة وقوع مخالفات تمس البيئة. خلال زيارته تلقى الوزير عرضا حول مخطط تطهير عدة مناطق للجمع ونظم التصفية للمشروع الحضري الكبير لوهران الذي يشمل بلديات وهران و بئر الجير وسيدي الشحمي والسانية. كما توجه إلى محطة المعالجة والتصفية للكرمة تعالج حاليا (100.000 م3 يوميا)، حيث أشرف على تدشين محطة للضخ لدفع المياه المصفاة نحو محطة مجاورة لسقي محيط فلاحي يتربع على مساحة 6.286 هكتار ضمن مشروع سهل «ملاتة». بنفس الموقع، تلقى والي شروحات حول أشغال إعادة تأهيل مفرغة الكرمة المغلقة بسبب درجة تأثيرها على البيئة، حيث أعطى تعليمات لمدير البيئة للولاية من أجل إطلاق في أقرب الآجال أشغال تحويل هذا الفضاء إلى حديقة حضرية للتسلية والترفيه على شاكلة وادي سمار. كما إطلع على مدى تقدم أشغال الربط لتزويد وادي تليلات بالمياه الصالحة للشرب بمنطقة قرانين (بطيوة) التي تعرف توسّعا كبيرا بسبب عمليات إعادة الإسكان. كما عاين الوزير محطة التصفية لعين الترك، مستمعا الى شروح حول سقي محيطي بوسفر والعنصر بالمياه المعالجة. ترأّس والي بالباهية مراسم التوقيع على اتفاقيات للتعاون مع عدة منظمات غير حكومية وهيئات تابعة لقطاع الموارد المائية والبيئة. ويتعلّق الأمر باتفاقية جمعية «بربروس» الخاصة بمحمية جزيرة بلان. كما تمّ التوقيع على اتفاقية بين مديرية البيئة وجامعة وهران وأخرى على أساس التدقيق للمنظمة «أر 20 ميد» وتربط بين وكالة الأحواض الكبرى وجمعية التهيئة لبلدية الحميز وبين المركز الوطني للتكوين والتربية والكشافة الإسلامية الجزائرية وبين الوكالة الوطنية للنفايات ورابطة الجمعيات لتيزي وزو وبين المرصد الوطني للتنمية المستدامة وجمعية حماية البيئة لمستغانم وبين المركز الوطني للموارد البيولوجية والمحافظة الوطنية للساحل التي وقعّت على اتفاقية أخرى لها مع جمعية فينسيا لوهران في الوقت الذي أبرمت فيه الوكالة الوطنية للتغيرات المناخية اتفاقية مع جمعية «أمدول» لغرداية التي سبق لها أن تحصلت على الجائزة العالمية لمؤتمر «كوب 22» بمراكش. في كلمة مقتضبة، قال والي «لدينا مسؤولية جماعية للحفاظ على البيئة ويتعين أن تتغير سلوكياتنا يوميا لوضع حد لبعض الممارسات التي تضر بها»، مشيرا في نفس الوقت إلى ميثاق الشراكة الذي يشكل جسرا يكرس التزام قطاع البيئة والمجتمع المدني على المستوى المحلي، وكذا المرصد الوطني للبيئة «كوسيلة قانونية والمتمثلة في ميثاق محلي للبيئة يربط بين المجتمع المدني والمؤسسات ويرتكز على الشراكة».