تفتقر معظم بلديات ولاية الشلف، إلى مساحات خضراء لراحة سكانها يقابلها الانتشار الرهيب المفرغات العمومية، والأماكن الفارغة التي زحف عليها البناء الفوضوي خاصة بالدوائر الكبرى كالشطية وواد الفضة والكريمية وسنجاس وأولاد فارس الزبوجة. هذه البلديات لا تتوفر حتى على بضعة أمتار من المساحات الخضراء، في المقابل تقبع ما يربو عن 20 بلدية وسط سلاسل غابية المتاخمة لسلسلتي الظهرة والونشريس والبحر؛ فهي تمتلك مناظر طبيعية عذراء جمعت بين زرقة البحر واخضرار الطبيعة على مدار السنة، ورغم ذلك لا تجد بها متنفسا أهلته السلطات المحلية فيما عدا الشواطئ التي صقلتها مياه البحر على مسافة 120 كم، بحيث يتدخل المسؤولين لبيعها واستغلال عائداتها دون مقابل والتباهي بمناظرها كل صيف ويدرجونها في صدارة استقطاب الهاربين من حر الصيف باعتبارها المتنفس الوحيد لهم. هذت تتواجد سبع بلديات على ضفاف نهر الشلف تستغله في تحويل قنوات صرفها ولرمي قاذوراتهم ونفاياتهم كحال البلديات الساحلية والمتواجد على امتداد السلسلتين الجبليتين في معاملاتهم مع البحر والغابة بالزحف على حساب ابسط المساحات الفارغة بزراعتهما لتأميمها ثم بنائهما بسكنات فوضوية وحال القلاع الأثرية التاريخية كقلعة توقريت وبني راشد التي اختفيا من على سطح الأرض في صمت. ورغم ذلك فتسعى مصالح السياحة للتضليل والاختباء وراء أرقام شبه خيالية بعيد عن تفعيل دورها الفعال في إثبات وجودها كمديرية تستحق البقاء بين القطاعات، بحيث تكشفت كل سنة عن تبنيها لدعم القطاع بمبالغ مالية خيالية بقدرة أي جهة محلية فرض وصايتها عليها باعتبارها أموال يديرها القطاع الخاص وهم أكثر كفائه لتسيير قطاعهم لإنجاز مؤسسات فندقية عبر ربوع تراب الولاية. وعن تقيم النشاط السياحي في الشق المكتسبات السياحية كالمواقع الغابية، البحرية، الشواطئ، الطرق والمنابع المعدنية أو القدرات الشبه السياحية كالمكتسبات النباتية أو الحيوانية وكذلك الآثار والمعالم التي تشهد على عراقة المنطقة تطرح الكثير من علامات الاستفهام حول أسباب الركود في هذا المجال، وتبقى هذه المكتسبات والمؤهلات عرضة للخراب والتراجع خاصة المعالم السياحية والتاريخية كالآثار الرومانية والفينيقي واهم القلاع المتناثرة غير معروفة في وسط أبناء الجزائر ولدى الكثير من أبناء المنطقة ويرجع ذلك إلى غياب سياسة تشجيع الاكتشاف والتمتع واستغلال المؤهلات السياحية الضخمة.وحسب العارفين بشؤون قطاع السياحة فإن نجاحات هذا القطاع الحيوي بالولاية مرهون بالمشاريع الإستثمارية والمرافق الترفيهية في المساحات الخضراء والفندقة، التي تعتبر السبب الرئيسي في عدم تطور وظهور القطاع السياحي بالوجه اللائق رغم كل ما تزخر به ولاية الشلف من مكتسبات سياحية كبيرة منها القدرات السياحية والتي تعد من المظاهر والمناظر الخلابة والساحرة تنوعت بين البحر في الشمال وجبال الظهرة وبني بوعتاب في الجنوب تغطيها مساحات غابية كثيفة منتشرة على ثلاث جهات منها الشرقية والغربية لمدينة تنس. كما تزخر الجهة الجنوبية للولاية بمساحات غابية كثيفة بأربع بلديات منها سنجاس، بني بوعتاب، الحجاج وأولاد بن عبد القادر تنعدم كلها لأبسط مكان للاسترخاء والراحة، إلى جانب ذلك تعد المنابع المعدنية حلقة مفقودة في حلقات السياحة وجلب السواح إليها وهذه المنابع الموجودة بالولاية تمتاز بخاصيات علاجية مميزة إلا أنها لم تستغل ومنها عين بوشاقور، عين بوزعرور بمجاجة والهرهور ببلدية بني راشد، إضافة إلى نقاط المياه كالسدود والأودية أهمها واد الشلف الذي نهبت ضفافه وتحولت إلى ملجأ لتعاطي المخدرات وأوكار للمنحرفين إلى جانب سد سيدي يعقوب وسد وادي الفضة وهما منشأتان فنيتان صالحتان للصيد لكنهما غير مهيأتين وغير مستغلتين للسياحة وراحة الزوار.