واصل الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) بقيادة رئيسه خير الدين زطشي الدوس على القانون الأساسي للاتحاد، مثلما دأب على فعله منذ “انتخابه” على رأس الفاف في ربيع العام 2017، حيث قامت الفاف هذه المرة ب”التستر” على القرارات المتخذة خلال ثلاثة الاجتماعات الشهرية الإلزامية للمكتب الفدرالي جرت في الأربع أشهر الأخيرة، وتغاضت عن نشر التقارير المتعلقة بهما لأسباب تبقى “غامضة”، رغم أن القانون الأساسي يلزمها بذلك. وتنص المادة 37 من القانون الأساسي للفاف في بندها الرابع ما يلي”ارسال المحاضر الخاصة باجتماع المكتب الفدرالي من مهام الأمين العام للاتحادية، ويتم نشرها عبر النشرية الرسمية للاتحادية الجزائرية لكرة القدم” والنشرية يجب أن ترسل لأعضاء الجمعية العامة.لكن الاتحادية لم تقم إلى حد الساعة بنشر محاضر اجتماعات جانفي ومارس وأفريل الماضية. واجتمع المكتب الفدرالي في شهر جانفي الماضي بالمركز التقني لسيدي موسى، لكنه لم لم ينشر نتائج الاجتماع مثلما تقتضيه القوانين الأساسية للفاف، وإنما اكتفى فقط بنشر بيان يفيد باستقالة النائب الثاني السابق للرئيس، بشير لد زميرلي بعد فوزه بعضوية مجلس الأمة، دون نشر بقية تفاصيل الاجتماع، وبعدها عقد المكتب الفدرالي أيضا اجتماعا في شهر فيفري ونشر نتائجه على الموقع الالكتروني للفاف ومن بينها تعويض بشير ولد زميرلي المستقيل من منصبه كنائب للرئيس، برئيس رابطة قسنطينة أحسن أزرور من القائمة الإضافية”غير موجودة أصلا بمحضر الجمعية العامة الانتخابية التي جرت في 20 مارس 2017) وجاء في البيان أيضا بأن تنصيب الأخير سيكون خلال الاجتماع التالي، قبل أن يعقد اجتماعين متتالين في ظرف أقل من 15 يوما، حيث عقد في نهاية مارس الماضي اجتماعا، ثم تلاه لقاء يوم 10 أفريل الماضي. وبالنسبة لاجتماع مارس، فقد اكتفت الفاف فقط بنشر بيان مقتضب حمل عبارات الدعم والمساندة التي وجهها رؤساء الرابطات الولائية والجهوية للمكتب الفدرالي وهي الحملة التي قادها رئيس الرابطة عبد الكريم مدوار قصد “التقرب” من رئيس الفاف خير الدين زطشي في ظل تواتر أنباء خلافاتهما، ولم يعلن بعد الاجتماع عن التنصيب الرسمي لأحسن أزرور. أمام في اجتماع 10 فريل الماضي، فقد اكتفت الفاف فقط بالإعلان عن موعد عقد الجمعية العامة العادية التي ستجري يوم 2 ماي القادم. وهناك مفارقة غريبة أخرى، وهي أن المكتب الفدرالي لم يعلن بعد اجتماعه الأخير عن استقالة مسعود كوسة، ولا عن تعيين رئيس رابطة عين تموشنت محمد هاشمي مكانه، ولم يتم الإعلان أيضا عن تنصيب رشيد قاسمي كنائب ثان للرئيس مكان ولد زميرلي المستقيل، رغم أن عضو المكتب الفدرالي عمار بهلول اشتكى مؤخرا من “تقزيم” الاتحاد العربي لكرة القدم لشخص قاسمي خلال جمعيته العامة الأخيرة، ومنح صفة عضو المكتب الفدرالي للفاف بدلا من صفة “نائب الرئيس”، وهي الصفة التي لم تعلن عنها حتى الفاف بموقعها الالكتروني. هيئة زطشي وفية لعاداتها وليست هي المرة الأولى التي تقوم فيها الفاف ب”التستّر” على نتائج اجتماع مكتبها الفدرالي، فقد سبق لها القيام بذلك عدة مرات منذ انتخاب هذا المكتب في ربيع العام 2017. وعلى سبيل المثال اجتمع المكتب الفدرالي بولاية سطيف يوم 21 جانفي 2018 برئاسة زطشي، وتم خلاله اتخاذ قرار سحب التفويض الذي منحته الفاف للرابطة المحترفة لكرة القدم لتسيير مقاليد البطولة، واكتفت الفاف وقتها بنشر هذا القرار فقط على موقعها الالكتروني الرسمي،دون نشر المحضر الكامل الذي يضم كل القرارات المتخذة رغم مرور شهرين عن ذلك.كما اجتمع المكتب الفدرالي يوم 15 فيفري من نفس العام بالمركز التقني لسيدي موسى، وتسرّبت وقتها الكثير من الأخبار المتعلقة بالقرارات المتخذة والتي لم تعلن عنها الفاف بشكل رسمي.على غرار قرار مشاركة اتحاد بلعباس في البطولة العربية للأندية، وكذا ترسيم فوز فريق اتحاد بسكرة على وفاق سطيف ورفض طعن الأخير في نتيجة المباراة بسبب إشراك الاتحاد للاعب “مشكوك” في وضعيته القانونية. فضلا عن قرار آخر يتعلق بإيقاف المباريات التي يتم خلالها اقتحام الجمهور لأرضية الملعب وتحميل الفريق المستضيف كل التداعيات. ويبدو أن رئيس الفاف خير الدين زطشي اقتنع تماما بأن نشر قرارات المكتب الفدرالي في الفترة الحالية التي تسبق موعد عقد الجمعية العامة العادية، قد يتسبب له في متاعب جديدة، تضاف إلى المشاكل التي تتخبط فيها الفاف والمنظومة الكروية حاليا، بسبب “عدم كفاءة” الإدارة الحالية للفاف في تسيير الأزمات، والالتزام بالقانون الأساسي خلال صياغة أو إصدار القرارات التي كثيرا ما أثارت الجدل.