فاطمة، وليلى مزغراني شقيقتان اشتركتا في كل شيء، حتى في الحلم وأي حلم، حلم قادهما إلى حمل كتاب الله المبين، قصتهما مع حفظه بدأت، عندما كانتا تترددان على أحد المساجد بوهران لأداء الصلاة، وهنا راودهما ذلك الهوس بتحقيقه هدفهما الذي زرعته فيهما والدتهما، وبالفعل بدأتا في التفكير بجدية في الموضوع، وراحتا تبحثان عن الوسيلة المثلى لبلوغ غايتهما، خصوصا ليلى التي كان حلم صباها إنشاء مدرسة قرآنية من أجل تحفيظ آيات الذكر الحكيم وتلقين أحكام التجويد. قوة الإرادة وجهاد النفس، كانا عاملين مهمين لدى فاطمة وليلى؛ من أجل تذليل الصعاب التي اعترضتهما لبلوغ هدفهما، فلم يثبط عزيمتهما بُعد سكناهما عن مقر الجمعية الخيرية "الفرقان" لتعليم القرآن الكائنة "بحي بيتي الشعبي" التي اختارتاها لأجل حفظ القرآن الكريم نظرا لما سمعا عنها من تشجيع وحث على العمل الخيري، الشقيقتان تمكنتا من ختم القرآن الكريم في ظرف وجيز، 6 أشهر فقط ، ولم تغادرا أبدا الجمعية التي وفرت لهما الجو الملائم لتحقيق حلمهما، فتطوعتا لتدريس الأطفال آيات الذكر بالطريقة التقليدية المعروفة أي بواسطة الألواح الخشبية التي أثبتت التجارب أنها ناجعة، هذه المهمة قاسمتهما إياها الآنسة عائشة زيتوني التي تبلغ من العمر 22 سنة، مختصة في الإنعاش الطبي والتخدير وتعمل حاليا بإحدى العيادات الخاصة بعاصمة غرب البلاد، رفضت كل العروض العمل التي قدمت لها في بادئ الأمر، لا لشيء إلا لكي تتفرغ لحفظ القرآن آخذة بنصيحة والدتها، أما "عبد الباري حكيمة" التي تعمل كتقني في الإعلام الآلي بالجامعة، فصرحت للشروق اليومي أنها انطلقت من فكرة أن "من يحفظ القرآن يلبس والديه تاج الكرم"، فالسعي وراء إرضاء الوالدين كان كافيا لتتمكن "حكيمة" من ختم الكتاب المبين، فهي لا تزال تذكر حادثة ستبقى محفورة في ذاكرتها، ويتعلق الأمر بذلك التصرف النبيل الذي صدر عن رئيستها في العمل التي خفضت لها من ساعات العمل، عندما سمعت بأنها تريد ختم القرآن، لتتمكن من ذلك في مدة وجيزة وتساهم في العمل التطوعي، بالإشراف على عملية تحفيظ البراعم المنخرطين في الجمعية المذكورة آنفا. محمد حمادي