انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة إقبال السيدات المتزوجات والشابات على حد سواء على تناول الحبوب المانعة للحمل خلال شهر رمضان المعظم، كي يتمكنن من صيام شهر رمضان كاملا ولا يفوِّتن الأجر، ويتفادين الأسئلة والإحراج أثناء قضاء صيام الأيام التي أفطرنها بعد رمضان. وبهذا الصدد، تقول "سامية" موظفة في مؤسسة خاصة، إنها تعمد إلى شرب الحبوب المانعة للحمل في رمضان منذ 3 سنوات حتى تتمكن من ختم القرآن وأداء صلاة التراويح في وقتها، وقد وجدت هذه الطريقة مريحة جدا وتجنبها عناء صيام "الدين". مستطردة أنها بالفعل تعاني من بعض المشاكل الصحية كعدم انتظام الدورة إلا أنها عارضية. وان كانت محدثتنا السابقة قد وجدت في تناول الحبوب ضالتها، فترى "وردة" أن في اتباعها الوصفات التقليدية المعروفة عن الصحابيات خلال الحج والعمرة أكثر أمنا وسلامة، فهي تضع السواك في قارورة من الماء ليلة كاملة، ومباشرة بعد طهرها تشرع في شرب الماء الناتج عنه وتعيد ملء القارورة ولا تتوقف إلا عندما ينقضي شهر رمضان، وبذلك لا تضيع أجر صلاة الجماعة أو ختم القرآن. وللاستفسار أكثر حول الموضوع، توجهنا إلى صيدلية "سي عمار" بالقبة حيث أكدت لنا الصيدلانية أنه من المعروف أن الحبوب المانعة للحمل توقف الدورة الشهرية، وهي تباع بأسعار تتراوح مابين 170 و450 دج، غير أن هناك مخاطر طبية جمة قد تصيب الفتاة التي تتناولها دون استشارة الطبيب كالأورام الرحمية، الصداع الشديد، وأوردة الساق. من جهته، أفاد الشيخ "نسيم بوعافية" إمام مسجد فرجيوة بولاية ميلة، أن أهل العلم أجمعوا على ضرورة بقاء المرأة على طبيعتها وفطرتها، وإذا أصابها ما يصيب كل النساء تفطر وتقضيه بعد رمضان. ولكن إن رغبت في تناول حبوب منع الحمل فهو أمرٌ جائز شرعا ما لم يسبب لها أي ضرر صحي ،لتتمكن من صيام الشهر الفضيل وتلحقه ب"أيام الصابرين"، أو حتى تختم القرآن الكريم ولا تضيع صلاة التراويح فهو أمر جائز ومعروف عند النساء في موسم الحج والعمرة. أما إن كانت تصوم تحرجا أو حياءً من عائلتها فالأفضل لها أن تفطر.