هُجوم عنيف وتصريحات أقل ما يمكن وصفها ب"الاستفزازية"، شنها الموسيقار"صافي بوتلة" مؤخرا ضد مجموعة الفنانين المشاركين في أغنية "تعاهدت مع الجزائر"، لدرجة لم يستثن خلالها الرجل طلبة "ألحان وشباب" الذين أشرف على تقويمهم الغنائي، وفيما لم يعرف بعد سر هذا الهجوم - خصوصا بعد نهاية العملية الانتخابية وفوز الرئيس بعُهدة جديدة-، لم يُمّرر عدد من الفنانين هجوم صاحب لحن "لاكمال" لملك الراي مرور الكرام، فقرروا الرد عليه عبر "الشروق" وبطريقتهم الخاصة. أكد الموسيقار، صافي بوتلة، في حوار معه أنه رفض المشاركة في أغنية "تعاهدت مع الجزائر"، واصفا إياها ب"المسخرة" حسب قوله، مضيفا: "اتصلوا بي للمشاركة، لكني اعتذرت، وقد أسفني أن يزج بعض الفنانين بتاريخهم في هذه المهزلة كالفنان جمال علام الذي أعتبره أخا وصديق، كان الأجدر بالسلطة الاهتمام بالسياسة الثقافية للجزائر بدلا من استغلال فنانين ليس لهم مبدأ سوى جني الأموال لإدارة حملتها الانتخابية". وطال انتقاد بوتلة التوزيع الموسيقي للأغنية، فقال إن موسيقاها "جاءت بطعم مر"، قبل أن يضيف: "بعض الفنانين شاركوا خوفا وليس طواعية، لأنه من مصلحتهم أن يمشوا مع التيار الأقوى والأبقى، وآخرون شاركوا من أجل المال، أما الفنان جمال علام الذي قضى حياته يغني للجزائر فهو الوحيد الذي أعذره لأنني أعرفه"، متسائلا: "ربما فعل ذلك مضطرا لاحتياجه معاش وضمان اجتماعي؟"، ولم يستثن المتحدث طلبة "ألحان وشباب" الذين أشرف على تقويمهم الأكاديمي. فقال: "رفضت الطريقة التي استُغلت بها أصوات شابة وواعدة في هذه الأغنية، على غرار الطلبة المتخرجون من ألحان وشباب، لأن الأغنية ستبقى بمثابة وصمة عار طيلة مسيرتهم الفنية". من جهتهم ردّ بعض الفنانين على بوتلة، فقالت الفنانة حسيبة عمروش: "كل واحد حر في انتمائه السياسي وفيما يغنيه.. عيب يا صافي أن تتحدث على من حقق الاستقرار لبلدك بهذا الشكل.. أنتوما ما تحبوش الرجال"، وقال عبدو درياسة: "أحترم فن بوتلة، لكن في نفس الوقت أحب رئيسي وعلينا أن نتعلم احترام الرأي الأخر، وأعتقد أن مشاركتنا في الأغنية صبّت في مصلحة الجزائر والدليل الكلمة التي قالها الشعب من خلال الصندوق"، أما الشاب توفيق فقال: "أنت هو المسخرة، الشعب أنساك وما يعرفكش.. نحن فنانون لا نخجل من الغناء لرئيسنا، وأنت آخر واحد يتحدث عن الجزائر لأنك لا تعيش فيها، لكنك تحب أموالها"، وكان الختام مع المنتج الفني سيد علي أكلول الذي قال: "علينا أن نستوعب أن الفنان في الأخير مواطن وله انتماء سياسي حر فيه.. فلا يجب أن نصادر رأيه مهما كان".