تمكن أفراد الحماية المدنية من إبداع ديكور طبيعي رائع على الطريق السريع الرابط بين بن عكنون والمطار بوسائل بسيطة، صنعوا منها تحفة طبيعية أثارت إعجاب الأجانب وباتت مقصد المئات من تلاميذ المدارس والعائلات التي تزور يوميا هذا المكان الذي صنع بالأشجار الميتة وبقايا الخشب التي استقدمها أفراد الحماية من النجارين ليحوّلوها إلى أشجار ملونة غاية في الجمال ساهمت في تحسين صورة العاصمة التي هي بأمس الحاجة لهذه المبادرات التي انفرد بها أفراد الحماية الذين يستحقون تحية خاصة والمزيد من التشجيع. لم يكن أفراد الحماية المدنية بحي الزيتونة ببئر خادم يدرون أن مركزهم البسيط سيتحول إلى قبلة سياحية للأجانب وتلاميذ المدارس والعائلات، فبعدما كان المكان عبارة عن تراب وأحجار قبل 05 سنوات تحوّل اليوم إلى حديقة خضراء تزينها أشجارٌ ملونة إلى جنبها مشتلة وشلال اصطناعي غاية في الجمال، وهذا بوسائل بسيطة استقدمها أفراد الحماية بشكل تطوّعي من مختلف الأماكن بمساعدة المحسنين. "الشروق" تنقلت إلى عين المكان واطلعت على القصة الكاملة لهذه الحديقة التي بدأت بغرس شجيرات بسيطة وتطور الأمر إلى بناء شلال اصطناعي يتوسط حديقة ملونة من أشجار ميتة وأخرى مصنوعة من بقايا الخشب التي ألقاها النجارون في المهمَلات، رئيس وحدة الحماية المدنية بالزيتونة الملازم الأول حداد عمر أكد أن جميع أفراده ينتمون إلى وحدات التدخل ويعملون بشكل يومي إلا أن ذلك لم يمنعهم من زراعة وصناعة هذه الحديقة التي كلفتهم 0 دج، وهذا بسبب اعتمادهم على العمل التطوعي واتصالاتهم الخاصة بمختلف المؤسسات والمحسنين من أجل استقدام الأشجار الميتة من مختلف غابات الجزائر وإعادة غرسها وتلوينها بلون "قزس قزح" والتي صنعت "ديكورا" جميلا على الطريق السريع أثار إعجاب الكثير من المواطنين الذين شجعوا أفراد الحماية المدنية على هذه المبادرة الفريدة من نوعها، ما دفعهم إلى مواصلة مجهودهم واتصلوا بالنجارين من أجل الحصول على بقايا الخشب التي حولوها إلى أشجار ملونة جميلة لا توجد إلا في "بروكسل"، وأضاف المتحدث أن أفراد وحدته قرروا صناعة شلال اصطناعي بالتعاون مع المدير العام للحماية المدنية الذي جلب بعض الصخور من ولاية المسيلة أضيفت لها بعض الأحجار من هنا وهناك وبنيت على شكل جبلي بأيدي أفراد الحماية الذين وضعوا أعلى الشلال خرطوما قديما لرش الماء وهذا ما ساهم في صناعة شلال يبدو طبيعيا يزداد جمالا في الليل حيث يعمل بالأضواء الكاشفة، وأضاف محدثنا أنه شرع منذ فترة رفقة أفراده في استحداث مشتلة طبيعية تحتوي مختلف أنواع الزهور والنباتات المستقدَمة من مختلف مناطق الجزائر والتي سيتعرف عليها تلاميذ المدارس لدى زيارتهم الحديقة، وقال إن إبداع أفراد الحماية المدنية سيستمر إلى صناعة لوحات طبيعية عملاقة تحتوي أجمل الرسوم الطبيعية لمختلف مناطق الجزائر ستعلق على الجبل المحاذي للطريق السريع وستساهم في تشكيل ديكور رائع سيزيد من جمال وروعة الحديقة التي تحولت إلى قبلة سياحية لزوار الجزائر من الأجانب والمغتربين الذين أبدوا إعجابا كبيرا بهذه الفكرة التي باتت من الصور المشرقة للجزائر، كما باتت حديقة الحماية المدنية وجهة لتلاميذ المدارس الذين يقصدونها من أجل معرفة الكيفية التي يتم بها تحويل بقايا الخشب إلى أشجار جميلة، بالإضافة إلى معرفة مختلف أنواع الزهور والنباتات، كما توفر الحديقة مساحات راحة واستجمام للعائلات التي تقصد هذا المكان لأخذ صور تذكارية مع الشلال الاصطناعي الجميل والأشجار الملوّنة، كما يمكن للأطفال اللعب في المساحات الخضراء الواسعة للعشب الطبيعي الذي استقدمه أفراد الحماية بمجهوداتهم وعلاقاتهم الخاصة. وعن طبيعة الأفراد الذين شاركوا في إبداع الحديقة قال الملازم الأول السيد حداد عمر إنهم جميعا من أفراد الحماية المدنية الذين تنوعت هواياتهم مابين الرسم والنحت والزراعة والبناء... حيث كان كل فرد يقترح فكرة معينة ويساعده فيها الجميع، وأضاف أن وحدته تتكون من 30 عنصرا من الحماية المدنية يعملون في ثلاث مجموعات على مدى 24 ساعة، وفي أوقات الفراغ يتعاون أفراد الحماية في تهيئة الحديقة وصناعة أشجار جديدة وغرس النباتات ورسم الألواح، كما يرحِّبون بكل من يرغب في زيارة الحديقة التي هي تحت تصرّف جميع المواطنين دون استثناء.