أكدت مصادر من وزارة الأوقاف، نهار أمس للشروق اليومي، أن قوامة الرجال الوافدين على الدين الإسلامي في الجزائر، التي صارت ظاهرة في السنوات الأخيرة، قد تأكدت في الشهور التسعة الحالية من عام 2014، حيث قاربت نسبة الرجال المعتنقين للدين الحنيف الذين أشهروا إسلامهم علنا لدى المصالح الإدارية ومن بعدها أمام الملأ في مساجد الجزائر 90 بالمئة، بينما تواصل تراجع النساء المعتنقات، بالرغم من أن القوامة العددية كانت لصالحهن قبل بداية الألفية الحالية. ولكن الظاهرة لم تقتصر على جانبها الديني وإنما أكملت نصفها الاجتماعي، من خلال مراسيم الزواج التي صارت تتبع كل عملية اعتناق للدين الإسلامي مباشرة بعد الإعلان "الاستعراضي" أمام الملأ في مساجد الجزائر، وكان آخرها اعتناق شاب إنجليزي الإسلام في تيزي وزو وآخر من بولونيا في المشرية بالنعامة، وكانت أرقام السنوات الأربع الأخيرة، قد صبت جميعها في نفس المنحى، حيث أعلن عام 2010 قرابة 150 رجل أوروبي إسلامهم، ولم يزد عدد النساء عن 53 وبلغ التعداد عام 2011 حاجز 135 رجل، مقابل 53 للنساء، ليستقر عدد الرجال عام 2012 عند 125، وتراجع عدد النساء عند حدود 42، وفي اتصال بالشيخ الدكتور شوقي أبو حرم، إمام جامع الأمير عبد القادر بقسنطينة، وهو الجامع الذي يشهد أكبر عدد من معتنقي الدين الحنيف في الجزائر، استحسن في حديثه للشروق اليومي الإجراءات الأمنية التي تصاحب إعلان إسلام الأجانب، ورآها في صميم الدفاع عن البلد وعن الدين، لأن بعضا من الوافدين استغلوا الجانب العاطفي للشعب الجزائري لأجل إنجاح مخططاتهم الاستخباراتية والابتزازية بالخصوص، وروى لنا الشيخ حوادث حاولت خلالها بعض العائلات أن تزج به فيها من خلال قراءة الفاتحة على مشروع زواج بين جزائرية وشاب فرنسي، زعم بأنه اعتنق الإسلام، ولكن بعد ساعتين من الحديث معه، تأكد بأن الإعلان كان شفويا فقط بينما القلب كان متمسكا بأن لا إله، والحياة كلها مادة، واقتنع بأن ما يقوم به بعض الشباب الجزائري من طالبي الهجرة الذين يشترون بطاقات الإقامة عبر زيجات محرّمة، لجأت للأسف إليه بعض بناتنا وللأسف أيضا بمباركة من عائلاتهن. وكان الشيخ العالم السوري محمد البوغة قد حضر عملية اعتناق للإسلام في جامع الأمير عبد القادر بقسنطينة، ولم يستحسن الإعلان الاستعراضي، واعتبره تسهيلا ربما لمشروع ابتزاز المسلمين، وربما للنيل من أعراضهم، وفي المقابل تقدم عائلات كثيرة اعتراضها على البيروقراطية والإجراءات المعقدة لأجل منح شهادة اعتناق الإسلام لبعض الأوروبيين من أجل تسريع زواج بناتهن، بالرغم من أن هذه الإجراءات المشدّدة هي التي تحمي بناتهن.