تجاوزت تكلفة الحج للجزائريين الذين قدموا طلبا للحجز في صنف حج "مميز" هذه السنة والذي كشف عنه وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى قبل أيام، 100 مليون سنتيم وهم عشرات الأثرياء الذين أجّروا في أبراج سكنية فاخرة في السعودية واختاروا التنقل بسيارات مرسيدس وبورش في فئة "في إي بي"، في وقت لا تزال تثير تسعيرة الحج التي كشفت عنها الحكومة قبل أيام والتي بلغت هذه السنة ولأول مرة 41 مليون سنتيم استياء الكثيرين من ذوي الدخل المحدود. وفضل أصحاب "الشكارة" في الجزائر الحجز لأداء فريضة الحج بمعايير خاصة ووفق امتيازات لا تتوفر عليها الرحلات التي برمجتها الحكومة للحجاج العاديين، ولجأ هؤلاء إلى كراء أبراج سكنية وتأجير سيارات فاخرة في إطار صيغة جديدة لأداء الركن الخامس من الإسلام تثير الجدل حتى في أوساط علماء الدين. وحسب ما كشف عنه رئيس نقابة وكالات السياحة والأسفار بشير جريبي في تصريح ل"الشروق" فإن اختيار هذا الصنف من الامتيازات لأداء مناسك الحج يبقى متاحا للجزائريين الذين يمتلكون الإمكانيات اللازمة والمال الكافي للحجز، معتبرا أن كل شخص حر في اختيار الطريقة التي تريحه لأداء مناسك الحج أو الركن الخامس من أركان الإسلام، مضيفا أنه سيتم التفكير في توجيه مساءلة لوزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى يطالب من خلالها بالكشف عن التنظيم الذي سيخضع له "حج المميز" الذي كشف عنه الوزير. وأوضح جريبي أن هذا النوع من الحجز يمكن أن يثير فوضى في البقاع المقدسة، خاصة عند استلام جوازات الحج بالسعودية، مشيرا إلى أن الحجاج العاديين الذين سيتنقلون وفق صيغة الحج بمبلغ 41 مليون سنتيم سيخضعون لنفس الإجراءات التي تعودوا عليها في السنوات الماضية، في حين تبقى الأسئلة مطروحة فيما يخص حجاج "في إي بي" الذين كشفت عنهم وزارة الشؤون الدينية، متسائلا عن جدوى التمييز بين الحجاج حسب المستوى الاجتماعي. وأضاف جريبي أن المميزين في الحج، قد يتنقلون عبر رحلات تسافر إلى أوروبا ثم إلى البقاع المقدسة وهو ما يجعل مواعيد السفر مختلفة عن تلك التي سيؤديها الحجاج العاديون، مطالبا مصالح محمد عيسى بمزيد من التفاصيل عن العملية قبل حلول موعد الحج. وحددت الحكومة تكلفة الحج لهذه السنة ب41 مليون سنتيم وهي التكلفة الأغلى على الإطلاق منذ سنوات طويلة، غير أن الحجاج الجزائريين الأثرياء ورجال الأعمال يعتمدون على النفوذ والاستعانة ببعض المعارف للحجز في الفنادق الراقية القريبة جدا من الحرم المكي، ناهيك عن تقليص مدة تواجدهم في السعودية وتوفير مشقة السير على الأقدام لأداء الصلاة والطواف، طمعا في العودة بسرعة إلى أرض الوطن.