يشكو الكتاب الجزائري من العديد من النقائص التي تجعله غير مؤهل لمنافسة نظيرة القادم من الخارج، سواء كان شرقا أو غربا، ففضلا عن عدم اهتمام الكتاب الجزائري بالجانب الجمالي مثل تصميم الأغلفة الخارجية والألوان وطريقة التسويق للكتاب، نجد أن العديد من الكتب تصدر بأخطاء إملائية وعيوب في اللغة والأسلوب وبعضها لا يستحق النشر أصلا والسبب في هذا يعود إلى افتقار دور النشر للجان قراءة محترفة تشرف على ترشيح مشاريع الكتب للنشر أو الإشراف على قراءتها وتدقيقها وفرزها قبل إرسالها إلى المطبعة، وهو تقليد متعارف عليه بين مهنيي الكتاب ومعمول به عند أغلب دور النشر لكن في الجزائر ما يزال يعتبر "برستيجا" تستغني عنه أغلب الدور الجزائرية التي ما تزال تتعامل مع الكتاب مثل ما تتعامل مع أي سلعة سريعة الاستهلاك والتلف. من جملة أسباب غياب لجان القراءة في دور النشر الجزائرية نجد الاستسهال في عملية النشر الذي تعرفه الساحة، خاصة مع توفير الدعم من قبل الوزارة في السنوات الأخيرة، حيث يقول الأستاذ الحبيب السايح إن الناشر لا يتعب نفسه في الاعتماد على لجنة من المختصين طالما أن كتابه يبيعه مسبقا ويجد من يدفع له وبالتالي الكتاب لا يسوق من قبل دور النشر، ونجد قلة فقط من الدور التي تعتمد على جهودها الخاصة في التسويق لكتبها بإمكاناتها الخاصة لهذا فهي تعتمد على لجان متخصصة، وطبعا غياب لجنان القراءة يعود أيضا يقول السايح إلى أن الدور الجزائرية في أغلبها تفتقر إلى الاحترافية ولا تقيم وزنا للكثير من التفاصيل التي تدخل في سياق التسويق للكتاب والترويج له مثل قوائم الكتب التي تباع وتلك التي توجه للإعلام قصد الترويج وغيرها. من جهته، صاحب جمعية البيت بوبكر زمال، قال إنه على وزارة الثقافة أن تعيد النظر في دفتر شروط ناشرين لأن البعض منهم لا يعرف حتى ما معنى الكتاب وهناك خلط بين مهنة الناشر والمطبعي، وعليه يقول زمال إن العديد من الناشرين الذين ظهروا بعد المناسبات التي عملت فيها الدولة على توفير الدعم لمشاريع النشر صار همهم كم يحققون وليس متى يقدمون، فصار كل من هب ودب ناشرا واليوم حان الوقت لإعادة النظر في معايير الكتب التي يدفع بها إلى السوق.
أما مصطفى قلاب مدير منشورات دار الهدي فقال إن وجود لجنة القراءة يدخل في أبجديات الاحترافية في عالم النشر ولجنة القراءة لا علاقة لها بالمدققين اللغويين كما يعتقد البعض لكنها لجنة مستقلة تعمل على ترشيح واختيار الكتب التي تنشر من عدم نشرها وهي الفلسفة التي تقوم عليها دار الهدي التي تضم أكثر من 7 مدققين لغويين زيادة على لجنة من الجامعيين والملمين بمختلف الاتجاهات التي يتم النشر فيها ولهم تعود الكلمة في إعطاء الموافقة على أي مخطوط يقدم لهم للقراءة.