اعتصم عدد من أئمة ومستخدمي إدارة قطاع الشؤون الدينية والأوقاف لولاية معسكر،الأربعاء، أمام مقر مديريتهم، تنديدا بطريقة تعامل المدير معهم، حيث اتهمه البعض بإهانته وسبه وشتمه، بينما كانت غالبية التهم ترتكز على التعسف والظلم والضغط الممارس ضد الأئمة وبعض الموظفين على حد سواء. وقال المحتجون، الذين حملوا لافتات مناهضة لسياسة المسؤول، إنه منذ توليه إدارة القطاع في ولاية معسكر، عُرف نزيف كبير للأئمة والموظفين الذين فضلوا الخروج للتقاعد بدلا من البقاء تحت هيمنة غير مسبوقة، مؤكدين أنه في خلافهم مع مديرهم أصبح هذا الأخير يتلفظ بعبارات تهديدية على أساس أن لديه ملفات أمنية ضد خصومه، وأنه سيخرجها قريبا.. وهنا رد المحتجون بأنه لا أحد يزايد عليهم في وطنيتهم ولا هويتهم ولا مرجعيتهم الدينية المالكية التي يعتمدونها كأسلوب في خطابهم الديني. واستنكر هؤلاء قضية تخصيص يوم واحد فقط للاستقبال وفق عدة إجراءات تشديدية من أجل قضاء مصلحة معينة داخل المديرية، داعين إلى ضرورة التخلي عن العقوبات الصادرة من قبل، إذ إن الإنذارات والاستفسارات تتهاطل بشكل يومي على عموم الأئمة وإحالة بعضهم على المجلس العلمي لقضايا تعود إلى فترة زمنية تفوق السنة. كما استنكروا اتهام المدير لبعضهم بانتهاج الفكر الوهابي. من جهته، مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية معسكر، عبد الله مقشوش، أكد ل "الشروق" أن المحتجين لم يبلغوه بإشعار بالإضراب ولم يمكنوه من لائحة المطالب حتى يتسنى له التجاوب مها في إطار ما هو مهني اجتماعي. أما دون ذلك فلا يمكنه السكوت عندما تتدخل النقابات أو الأشخاص في أمور تخص تسيير شؤون المديرية. المدير قال إن عدد المحتجين لا يزيد عن 30 موظفا من أصل أكثر من 750 موظف يشتغلون بالقطاع، مضيفا أن بعضا من الأئمة ينتهجون الفكر الوهابي في زمن تعيش فيه الجزائر تهديدات محدقة بأمنها.
