يعتبر محمد جديد أو هواري الأمجاد أن رمضان فرصة للعمل والاجتهاد وليس الصوم مع النوم الثقيل والخمول، وقد فتح "للشروق" قلبه ليسرد يومياته خلال الشهر الفضيل. أول سؤال يا هواري إجابته يجب أن تكون بصراحة، ماذا يمثل لك رمضان؟ رمضان شهر الخيرات والعمل والاجتهاد وليس كما يظنه البعض مناسبة لتحطيم الرقم القياسي في النوم والخمول.
حدَثنا بالتفصيل عن برنامجك اليومي خلال الشهر المعظم ؟ أبدأ يومي باكرا حيث تكون وجهتي الأولى السوق لأنني أفضل اقتناء كل ما تحتاجه العائلة باكرا ليتسنى لي بعدها الانغماس في عملي خلال الفترة المسائية بكل أريحية، وفي السوق تتحول عيناي إلى ترمومتر يوجهني للمنتجات والسلع الشهية، ولعل طبق السمك يبقى الرقم واحد عندي والذي أشتهي أن أتناوله خلال وجبة الإفطار لما فيه من فيتامينات، زيادة على المطلوع الذي أرى فيه العنصر الضروري لاكتمال وجبة الإفطار وهو ما يجعلني أحرص كثيرا على تواجده بالبيت سواء عن طريق اقتنائه من الأسواق أو تحضيره من طرف الزوجة الكريمة.
هل تفضل العمل في رمضان أم الراحة وانتظار ردة فعل الجمهور عن أعمالكم؟ صدقني، أنا أعشق العمل في رمضان، لأن رمضان شهر عبادة والعمل عبادة أيضا، حيث أقصد مكتبي بعد جولة السوق للإشراف على عملية المونتاج رفقة مساعدي الممثل عبد القادر، لأنه في الكثير من المرات نضطر إلى استكمال الحلقات المتبقية التي تكون من دون "مونتاج"، حتى ترسل لمحطة التلفزيون بالمركزية، وتبقى أسوأ ذكرى لي حين تفطَنا أن إحدى الحلقات لم تكن كاملة وهو ما جعلنا نسابق الزمن لإعادة تلك الحلقة بإعادة لم شمل الممثلين في إحدى السهرات الرمضانية لإنهاء الحلقة الناقصة.
حدَثنا عن يومياتك خارج ساعات العمل؟ بعد خروجي من المكتب أتوجه مباشرة لملعب الحي، هناك تقام دورات كروية أتمتع بالفنيات والمواهب الكروية ثم أدخل للمنزل، هناك تجدني متسمرا أمام الشاشة الصغيرة لمشاهدة كل البرامج الوطنية التي تشارك في الشبكة الرمضانية حتى آخذ فكرة على كل عمل وأقارنه مع السلسلة التي شاركنا فيها، لأن بالمقارنة تتمكن من تصحيح الأخطاء والهفوات لتفاديها في الأعمال المقبلة.
وكيف تقضي سهراتك الرمضانية؟ ككل الجزائريين أواظب خلال الشهر الكريم على صلاة التراويح التي تعطيني حيوية وإرادة فولاذية، وأتوجه مباشرة إلى المكتب للإشراف على عملية "المونتاج" وهي الفرصة التي تسمح لي بلقاء الأصدقاء وزملاء المهنة الذين يزورونني في المكتب الكائن بحي مرفال بوهران، والتفكير في مشاريع فنية جديدة. لأنه في هذه النقطة بالذات بلوغ النجاح أمر هيَن ويمكن أن يحصل في أي لحظة، لكن تبقى المهمة الأصعب هي المحافظة على نفس الريتم ونفس المرتبة المرموقة، فكم من ممثل شهير وكم من مسلسل قوي، اختفوا عن الأنظار ونسيهم الجمهور رغم تواصل عمليات الإنتاج لأن المحافظة على التألق ليس بالأمر الهين.