حكومة المالكي تطالب دمشق بتسليمها عشرات من القادة البعثيين العراقيين الموالين لسوريا والمتواجدين بدمشق وتتهمهم حكومة المالكي بالتفجيرات التي هزت بغداد مؤخرا واودت بحياة مئات الاشخاص في المنطقة الخضراء الحصينة.. وقد أكد رئيس الحكومة العراقية المالكي أن دول الجوار مسئولة عما يحصل بالعراق من تفجيرات واخلال بالوضع الامني.. فإلى أين ستصل الامور بعد هذه الاتهامات؟ * لاشك ان المعلومات التي بحوزة المالكي معلومات امنية لن تكون بعيدة عن شبكة المخابرات الامريكية مباشرة او بالتسريب او بالاختراق.. ولعل هذا ما يجعل الامر اكثر تعقيدا الآن.. فسوريا مطلوب منها أمريكيا تقديم تنازلات كبيرة في عدة ملفات: الملف اللبناني والملف الفلسطيني والملف العراقي وهي ذات الملفات التي تعتبرها سوريا أوراق قوتها الاساسية في الملعب السياسي، الامر الذي يجعلها كاللاعب على الاحبال او كاللاعب بالبيض.. فهل تكون مطالب حكومة المالكي مقدمة لموقف دولي يشد خناقه على النظلم السوري ويفقده في النهاية الاقتر ابمن هذه الملفات التي اصبحت امريكية بامتياز وان قبلت ان يقوم احد بخدمتها في هذه الملفات فلن تسمح الادارة الامريكية لأحد أن يشاركها النفوذ فيها. * ان صياغة حل للوضع الفلسطيني كما يتم الترويج له حاليا لابد ان يهيئ الظروف الاقليمية لذلك.. لابد من كسر شوكة حزب الله وتوجيه ضربات سياسية وقد تكون عسكرية لمفاصل القوة السورية وبهذا تصبح سوريا ليست بلدا للحوار والتفاهمات بل بلدا في فلك التحكم الامريكي.. لن تبقى سوريا متماسكة ولديها أوراق نفوذ في بلاد الشام والرافدين فيما يصار إلى الاعلان عن دولة فلسطينية مهما صغر حجمها على أرض فلسطين.. لأن ذلك ببساطة يعني استمرار احتمال تنامي الارادة لدى الفلسطينيين نحو المطالبة بمزيد من الحقوق.. * سوريا تكون بلاشك قد قدمت لأهل العراق خدمات جليلة حيث آوت ملايين من اللاجئين العراقيين وأحسنت استقبالهم وهذا بلاشك لم يقم به احد من انظمة العرب ولكنه أيضا ضمن الحسبة السورية الذكية، إذ أن سوريا لن تقبل ضمن تحالفها مع ايران ان تبتلع إيران العراق من خلال الربط المذهبي لأن ذلك من شأنه أن يفجر اوضاعا عنيفة بالمنطقة، ولا ترى سوريا إلا البعد القومي لتوحيد العراقيين وهي من يحمل فكرا واضحا في هذه المسألة ومن هنا تأتي اهمية تبنيها لخط في حزب البعث العراقي.. إلا أن حسابات السرايا ليست كحسابات القرايا.. إلى متى يظل السياسي الشامي يتقن الحسبة في ظل تقدم المشروع الامريكي خطوات عميقة في المنطقة؟ هل تستطيع سوريا تجاوز هذه العقدة.؟ ام ان امريكا ستدول الموضوع وكما قال وزير خارجية العراق انهم سيتوجهون الى لاهاي فماذا حينها ستفعل سوريا؟