خالص التعازي إلى فخامتكم وإلى الشعب الروسي الصديق    الولايات المتحدة الأمريكية تولي أهمية بالغة لعلاقاتها مع الجزائر    ضمان اجتماعي: لقاء جزائري-صيني لتعزيز التعاون الثنائي    الرئيس تبون مستشار ترامب : إلتزام قوي لتعزيز العلاقات التجارية والأمنية    تحقيق صافي أرباح بقيمة مليار دج    الوكالة تشرع في الرد على طلبات المكتتبين    إطلاق مشروع لإنتاج قطع غيار المركبات والشاحنات    الجزائر تسعى إلى جعل الجنوب الكبير قطبا زراعيا استراتيجيا    إقامة شراكة اقتصادية جزائرية سعودية متينة    المجلس الوطني الفلسطيني: اعتراض الاحتلال للسفينة "حنظلة"    إستشهاد 12 فلسطينيا في قصف على خانيونس ودير البلح    الاتحاد البرلماني العربي : قرار ضم الضفة والأغوار الفلسطينية انتهاك صارخ للقانون الدولي    حماس تعلق على الخطوة "الشكلية والمخادعة":إنزال مساعدات جوا في غزة خطوة شكلية لتبييض صورة إسرائيل    رغم الاقتراح الأمريكي لوقف إطلاق النار.. استمرار القتال بين كمبوديا وتايلاند    وهران.. استقبال الفوج الثاني من أبناء الجالية الوطنية المقيمة بالخارج    3,4 مليون تلميذ يستفيدون من المنحة المدرسية    شرطة الشلف تسترجع مركبتين محل سرقة    وفاة 8 أشخاص وإصابة 261 آخرين    ترقب استمرار موجة الحر    الجزائر العاصمة.. حملة لمحاربة مواقف السيارات غير الشرعية    الابتلاء.. رفعةٌ للدرجات وتبوُّؤ لمنازل الجنات    ثواب الاستغفار ومقدار مضاعفته    من أسماء الله الحسنى.. "الناصر، النصير"    وزير الثقافة والفنون يشدد على "ضرورة بلوغ أعلى درجات الجاهزية" لإنجاح الصالون الدولي للكتاب بالجزائر (سيلا 2025)    بيسط: الشعب الصحراوي سينتصر    مصارعة /الألعاب الإفريقية المدرسية: المنتخب الوطني يحرز 10 ميداليات منها 7 ذهبية في مستهل المنافسة    المولودية تتسلم الدرع    أشبال بوقرة يستأنفون تحضيراتهم للمنافسة القارية    لا يوجد خاسر..الجميع فائزون ولنصنع معا تاريخا جديدا    إنجاز مشاريع تنموية هامة ببلديات بومرداس    المخزن يستخدم الهجرة للضّغط السياسي    عنابة تفتتح العرس بروح الوحدة والانتماء    خطوات استباقية لإنجاح الدخول المدرسي بالعاصمة    870 ألف مكتتب اطلعوا على نتائج دراسة ملفاتهم    هدفنا تكوين فريق تنافسي ومشروعنا واحد    الألعاب الإفريقية المدرسية (الجزائر 2025): القافلة الأولمبية الجزائرية تحل بعنابة    البطولة العربية للأمم ال 26 لكرة السلة /رجال/ الجولة الثانية: فوز كبير للمنتخب الجزائري على نظيره الاماراتي (99-61)    تحذيرات تُهمَل ومآس تتكرّر    مهرجان الأغنية الوهرانية يسدل ستاره    "المادة" في إقامة لوكارنو السينمائية    مشروع السكة الحديدية أم العسل – تندوف: وتيرة إنجاز متسارعة نحو تحقيق الربط المنجمي الكبير    كان "شاهدا وصانعا ومؤثرا" في تاريخ الصحافة الجزائرية    اختتام مهرجان الأغنية الوهرانية في طبعته ال16: تكريم الفائزين ولمسة عصرية على النغم الأصيل    جثمان المخرج سيد علي فطار يوارى الثرى بالجزائر العاصمة    الجزائر تحتفي بعبقرية تشايكوفسكي في حفل موسيقي عالمي بدار الأوبرا    تعزز الجهود الوطنية لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية    الجزائر تشارك في قمة الأمم المتحدة لمتابعة أنظمة الغذاء بأديس أبابا    الجزائر رافعة استراتيجية للاندماج الاقتصادي الإفريقي: معرض التجارة البينية 2025 فرصة لترسيخ الدور الريادي    استشهاد 1200 مسن نتيجة التجويع خلال الشهرين في غزّة    الألعاب الإفريقية المدرسية (الجزائر-2025): برنامج ثقافي وترفيهي وسياحي ثري للوفود الرياضية المشاركة    افتتاح واعد مُنتظر هذا السبت بسطيف    شبكة ولائية متخصصة في معالجة القدم السكري    منظمة الصحة العالمية تحذر من انتشار فيروس شيكونغونيا عالميا    وهران: افتتاح معرض الحرمين الدولي للحج والعمرة والسياحة    النمّام الصادق خائن والنمّام الكاذب أشد شرًا    إجراءات إلكترونية جديدة لمتابعة ملفات الاستيراد    استكمال الإطار التنظيمي لتطبيق جهاز الدولة    رموز الاستجابة السريعة ب58 ولاية لجمع الزكاة عبر "بريدي موب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الرحمان مهداوي في ضيافة الشروق
نشر في الشروق اليومي يوم 28 - 11 - 2006

لا مستقبل لكرة القدم الجزائرية في ظل الظروف الحالية التي تشهدها البلاد، ومن غير المنطقي أن يتحول الفريق الوطني لكرة القدم بأن يكون جميع لاعبيه مغتربين، المدرب الأجنبي لا مكانة له في النوادي والمنتخب الوطني، ذلكم أهم ما قاله المدرب السابق للمنتخب الوطني ورئيس ودادية المدربين الجزائريين المحترفين الأخ عبد الرحمن مهداوي، في لقاء خصنا به اول امس السبت بمقر الجريدة، وقد لمسنا من خلال حديثه معه ان الرجل جد متشائم لواقع وآفاق الكرة الجزائرية، ومما قاله لنا ''بحكم تجربتي في الفريق الوطني تعلمت منها الكثير، وقد دفعت‮ مرتين‮ ضريبة‮ حبي‮ للجزائر‮''.‬
رحلت‮ عن‮ الحراش‮ خدمة‮ للفريق‮ رغم‮ المعارضة‮ الشديدة‮ من‮ المكتب‮ المسير
''قبولي تدريب اتحاد الحراش كان عن قناعة، وكنت أطمح الى انقاذه من الوضعية الكارثية التي آل اليها الفريق، لذا لم ارفض طلب الذين عرضوا علي الإشراف على الفريق، لكن للاسف -يقول عبد الرحمن مهداوي- لم أجد من الفريق الا الاسم فقط، لا لاعبين ولا مدربين ولا مكتب مسير، ورغم ذلك لم ارفض طلب الإشراف على الفريق، وفي ظرف قصير جدا قمت بعمل جبار، استطعت ان أرجع للفريق روحه المفقود، وكان أملي كبيرا ان نعيد لفريق اتحاد الحراش مكانته المعهودة على الصعيد الوطني، لكن ما ان انتخب السيد لعبيدي حتى بدأت المشاكل تطفو الى السطح جلها مشاكل ثانوية، قام بها اشخاص نسبوا انفسهم الى المعارضة، ومع مرور الأيام تضاعفت المشاكل، استحال علي مواصلة عملي في الفريق، بعد تسرب أخبار تفيد ان هناك خمسة لاعبين يعتبرون اعمدة الفريق سيتم تسريحهم خلال فترة التحويلات، مما حدا بي بعد صدور الخبر في احدى الصحف الرياضية بعد ان نسبته الى مصادر رسمية من داخل الفريق الى تحويل الحصة التدريبية الى حصة اخلاقية، خاصة بعد ان لمست انهيارا كليا للاعبين الذين ذكرت اسماءهم، وهو السبب الذي جعلني أقرر مغادرة الفريق نهائيا''.
ما‮ يحدث‮ في‮ فريق‮ الحراش‮ صورة‮ حقيقية‮ للوضع‮ الكارثي‮ الذي‮ آلت‮ إليه‮ الكرة‮ الجزائرية
وصف المدرب عبد الرحمن مهداوي ما يحدث في فريق اتحاد الحراش صورة حية عن الواقع المر التي تعرفه الكرة الجزائرية من مشاكل لا تعد ولا تحصى، فحين يصل الأمر الى تدخل اشخاص لا علاقة لهم بالفريق وبالتسيير، فلا امل بالنهوض بفريق اتحاد الحراش وإعادته الى مكانته المعهودة، ''ففي اتحاد الحراش ومع احتراماتي الكبيرة لرئيس الفريق ولبعض المسيرين، فالذين يهدمون اكثر من الذين يبنون، وحين وصل الأمر إلى حد ان بداخل الفريق اشخاصا يسعون الى تحطيم كل ما انوي القيام به فضلت تقديم استقالتي، رغم المعارضة الشديدة من الرئيس لعبيدي والأبناء المخلصين للنادي وعلى رأسهم الأخ الحاج زبير، حيث طلب مني التراجع عن قرار الاستقالة، لكن قلت لهم بالحرف الواحد انه من مصلحة الفريق عدم العودة، واستقدام مدرب جديد لعله يعطي دما جديدا للفريق''.
حاليا‮ أنا‮ في‮ راحة‮ ولدي‮ أكثر‮ من‮ عرض،‮ لكن‮ تجربتي‮ السابقة‮ علمتني‮ الكثير‮
لكن ماذا بعد استقالته من تدريب اتحاد الحراش؟ يجيب مهداوي قائلا ''انا في راحة، لكن ليس معنى هذا انني لم اتلق أي عرض، بل بالعكس، تلقيت الكثير من العروض جلها من اندية تنشط في الدرجة الأولى، كما تلقيت مؤخرا عرضا من الخليج العربي، لكنه غير رسمي، وأنا بصدد دراسة‮ كل‮ عرض،‮ فتجربتي‮ السابقة‮ مع‮ اكثر‮ من‮ نادٍ‮ علمتني‮ الكثير،‮ لذا‮ لا‮ اريد‮ ان‮ اقع‮ في‮ نفس‮ المشاكل‮ السابقة‮''.‬ مهداوي قال انه منذ استقالته من تدريب اتحاد الحراش، استعاد صحته وعافيته، خاصة الجانب النفسي، لأن الفترة التي اشرف فيها على اتحاد الحراش حتى وإن كانت فترة قصيرة أثرت كثيرا على صحته، واليوم -يقول مهداوي- ''حين انظر الى المرآة احس براحة نفسية كبيرة بعد التحسن الكبير‮ الذي‮ طرأ‮ على‮ جسمي‮ ككل‮''.‬
دربت‮ الفريق‮ الجزائري‮ دون‮ مقابل‮ لأنني‮ رجل‮ وطني
اما بخصوص تجربته مع الفريق الوطني، قال مهداوي ''الحمد لله كان لي الشرف الكبير الإشراف على الفريق الوطني اكابر في اكثر من مناسبة، وحبي لهذا الفريق لا يقدر بثمن، بدليل انني اشرفت عليه دون مقابل، لكن ان يصل الأمر بأن يمنح للمدرب الأجنبي 20 مرة ما يمنح للمدرب المحلي‮ هو‮ ما‮ حز‮ في‮ نفسي‮ كثيرا،‮ فماذا‮ قدم‮ هذا‮ المدرب‮ للفريق‮ الوطني‮ حتى‮ نمنح‮ له‮ مبالغ‮ كبيرة،‮ ونوفر‮ له‮ كل‮ الإمكانات‮ المادية‮ والمعنوية‮''.‬
الفترة‮ التي‮ دربت‮ فيها‮ الفريق‮ الوطني‮ لم‮ أكن‮ أسمع‮ فيها‮ بفندق‮ الهيلتون‮ أو‮ الماركير‮
جرأة مهداوي في حديثه معنا وصل به الأمر الى ان يقول انه خلال الفترة التي اشرف فيها على الفريق الوطني لم يكن يسمع اطلاقا بفندق الهيلتون او الشيراطون او الماركير كما هو الشأن اليوم عند المدربين الأجانب، فماذا قدم هؤلاء المدربون الأجانب للفريق الوطني حتى نوفر لهم كل شيء، في وقت ان المدربين الجزائريين ورغم الكفاءات الكبيرة التي يملكها الكثير، الا انهم وللأسف يعانون التهميش، مشكلتنا اليوم اننا نقدر ونحترم المدربين الأجانب، لأنهم اجانب، ونهين الجزائريين، لأنهم جزائريون.
تجربتي‮ في‮ الفريق‮ الوطني‮ علمتني‮ الكثير‮
يقول مهداوي ان الفترة التي اشرف فيها على الفريق الوطني علمته الكثير، ففي الفترة الأولى عام 1993 تمت إقالته من العارضة الفنية دون أي ذنب ارتكبه، وفي الفترة الثانية عام 1998 أبعد من الفريق الوطني من اجل تصفية حسابات، لم يكن طرفا فيها، وفي كلا التجربتين يقول مهداوي‮ ''‬عرفت‮ معنى‮ السياسة،‮ ومدى‮ تأثيرها‮ في‮ الرياضة،‮ خاصة‮ رياضة‮ كرة‮ القدم‮ التي‮ تعد‮ واجهة‮ الرياضات‮ والأكثر‮ استقطابا‮ وسط‮ الشباب‮''.‬ مهداوي‮ رفض‮ الغوص‮ في‮ اعماق‮ ما‮ حدث‮ له‮ في‮ كلي‮ تجربتيه‮ مع‮ الفريق‮ الوطني،‮ وكل‮ ما‮ قاله‮ ان‮ الرجال‮ المخلصين‮ والمحبين‮ لوطنهم‮ لا‮ مكانة‮ لهم‮ في‮ الساحة‮ الوطنية‮.‬
المدرب‮ بيڤوليا‮ كان‮ يتحصل‮
20 مرة‮ ما‮ يتحصل‮ عليه‮ المدرب‮ المحلي‮
مهداوي قال ان ما كان يتحصل عليه المدرب بيڤوليا على سبيل المثال بعد استقدامه للإشراف على الفريق الوطني يساوي 20 مرة ما كان يتحصل عليه المدرب المحلي، ''لكن انا اسأل هؤلاء الذين يفضلون المدرب الأجنبي على المحلي: ماذا قدم هؤلاء المدربين للفريق الوطني وللكرة الجزائرية؟، فاليوم انا ضد فكرة استقدام المدرب الأجنبي، لأن المحيط والأجواء في الجزائر لا تناسب عمل هؤلاء المدربين للمستوى الذي آلت اليه كرة القدم الجزائرية وللعقلية الجزائرية في حد ذاتها، فالمدرب الحقيقي الذي يشرف اليوم على الفريق الوطني هو مصطفى هدان وليس كافالي،‮ كون‮ هدان‮ هو‮ الذي‮ يرشد‮ كافالي‮ في‮ عمله‮ وحتى‮ في‮ تفكيره‮''.‬ اما‮ بخصوص‮ تقييمه‮ لعمل‮ المدرب‮ كافالي‮ في‮ الفريق‮ الوطني،‮ أجاب‮ مهداوي‮ قائلا‮ ''‬لا‮ يمكن‮ الحكم‮ على‮ الرجل‮ من‮ خلال‮ مباراة‮ او‮ مباراتين،‮ فالمباريات‮ القادمة‮ ستكون‮ معيارا‮ حقيقيا‮ للحكم‮ عليه‮ حاليا‮''.‬ مهداوي راح يتمنى لكافالي التوفيق والنجاح في الفريق الوطني، لكن الذي أعاب مهداوي على كافالي هو اعتماده الكلي على اللاعبين المغتربين، فلا يعقل ان لا نجد أي لاعب محلي في الفريق الوطني، وهو ما سيؤثر سلبيا على مستوى اللاعب المحلي ويفقده حب اللعب للفريق الوطني مادام‮ انه‮ على‮ علم‮ ان‮ لا‮ مكانة‮ له‮ في‮ الفريق‮ الوطني‮.‬ وما‮ دام‮ كافالي‮ مقتنعا‮ ان‮ الحل‮ في‮ الفريق‮ الوطني‮ هو‮ في‮ اللاعبين‮ المغتربين،‮ انصحه‮ بفتح‮ مكتب‮ خاص‮ عن‮ الفريق‮ الوطني‮ بفرنسا،‮ حتى‮ يجنب‮ نفسه‮ مشقة‮ التنقل‮ الى‮ الجزائر‮.‬
دفتر‮ شروط‮ الأندية،‮ طالبتُ‮ بتطبيقه‮ منذ‮ 02 سنة
‮ يقول مهداوي بخصوص مطالبة الكثير بوضع دفتر الشروط كونه يعد في نظر هؤلاء الحل الأنسب للحد من الفوضى العارمة التي تعاني منها الكرة الجزائرية، أجاب مهداوي قائلا: ''دفتر الشروط هذا الذي يطالب الكثير بتطبيقه كنت قد طالبت بتطبيقه منذ 20 عشرين سنة، والذين يطالبون بتطبيقه، أضاف مهداوي، في الواقع يريدون صبّ الرماد في الأعين، فأنا على يقين أنه لا يمكن تطبيقه حتى بعد 20 سنة من الآن. فدفتر الشروط يجب أن يتوفر في طياته على الكثير من النقاط الهامة منها على وجه الخصوص، أن يتوفر كل فريق من أندية الدرجة الأولى على ملعب لا تقل سعة استيعابه على 20 ألف متفرج، وميدانه معشوشب اصطناعيا أو طبيعيا، ويملك ميدانا خاصا للتدريبات وقاعة لتقوية العضلات وفندقا وطاقما طبيا وفنيا محترفين، ومكتبا مسيّرا للفريق يتكون من مسيريين أكفاء، يقودهم رئيس فريق يملك ثقافة عالية، وأن يجلب معه مبالغ مالية لا تقل عن الخمسة ملايير، وكل عضو في المكتب المسيّر مطالب بدفع مبلغ مالي، وأن لا تقل خزينة الفريق عن العشرة ملايير سنتيم، وكل فريق لا تتوفر فيه هذه الشروط يمنع من اللعب في الدرجة الأولى. أندية الدرجة الثانية هي الأخرى يجب أن تتوفر على دفتر الشروط، لكن أقل من‮ أندية‮ الدرجة‮ الأولى،‮ وأي‮ فريق‮ لا‮ تتوفر‮ فيه‮ هو‮ الآخر‮ الشروط‮ لا‮ يسمح‮ له‮ باللعب‮ في‮ الدرجة‮ الثانية‮''.‬
مهداوي‮ قال‮ إنه‮ ما‮ دامت‮ الأندية‮ تُسيّر‮ بطريقة‮ فوضوية‮ وتتحكم‮ فيها‮ أيادي‮ لاعلاقة‮ لها‮ بكرة‮ القدم‮ فالحديث‮ عن‮ دفتر‮ الشروط‮ سابق‮ لأوانه‮ وهدر‮ للوقت‮.‬
مهداوي‮ اعتبر‮ التجربة‮ السعودية‮ مثالا‮ يجب‮ أن‮ يقتدى‮ به،‮ كونه‮ ساهم‮ إلى‮ حد‮ كبير‮ في‮ النهوض‮ بكرة‮ القدم‮ في‮ هذا‮ البلد‮ العربي‮.‬
الأزمة‮ السياسية‮ سبب‮ بلايا‮ الرياضة‮ الجزائرية‮
قال مهداوي إن سبب الأزمة العويصة التي تعاني منها الرياضة الجزائرية خاصة كرة القدم هي نتاج الأزمة السياسية التي عانت منها الجزائر منذ نهاية الثمانينيات، فحالة الأمن التي عرفتها الجزائر في تلك الفترة كان لها الأثر السلبي على المستوى العام ليس على كرة القدم الجزائرية فحسب بل على الرياضة ككل، فالمنتخب الوطني لكرة اليد الذي كان الى وقت قريب سيد القارة الإفريقية والوطن العربي بات منتخبا عاديا، فهل تساءل الساهرون على الرياضة الجزائرية عن سبب المرض، وأين كانوا هؤلاء حين كان جيراننا في تونس يعملون بكد ليصلوا بمنتخب بلادهم‮ الى‮ مزاحمة‮ أرقى‮ المنتخبات‮ العالمية‮.
ودادية‮ المدربين‮ الجزائريين‮ لكرة‮ القدم‮ المحترفين‮ هدفها‮ رد‮ الاعتبار‮ للمدرب‮ الجزائري‮.‬
تسعى ودادية المدربين المحترفين الجزائريين من خلال تأسيسها إلى رد الاعتبار للكثير من المدربين ولمّ الشمل، الودادية بعد حصولها على الاعتماد الرسمي من وزارة الداخلية في شهر جويلية الماضي، تسيّرها أسماء لها وزنها على الساحة الوطنية، فكمال لموي يشغل منصب الرئيس والمتحدث مهداوي كاتب عام وبوعلام لعروم نائبا، وتوفيق قريشي يشغل منصب أمين المال، إضافة الى كل من مراد وردي ومراد عبد الوهاب ونور بن زكري وعبد الحميد زوبا وبعيش وغيموز وعمراني وبن يلس ومواسة، وينتظر أن تتدعّم الجمعية لاحقا -يقول مهداوي- بأسماء لها وزنها في‮ الحقل‮ الكروي‮ في‮ الجزائر،‮ فهدفنا‮ نبيل،‮ لا‮ نطمح‮ إلى‮ المال‮ ولا‮ إلى‮ المنصب‮ بل‮ الحفاظ‮ على‮ كرامة‮ المدرب‮ الجزائري‮ بعد‮ أن‮ بات‮ الكثير‮ منا‮ تحت‮ رحمة‮ رؤساء‮ الأندية‮.‬ فالمدرب الجزائري وبالرغم من الحملة التي تُشنُّ عليه محليا، فقد أثبت مكانته على الصعيد المحلي والعربي، وبصفتي سبق لي أن خضت تجربة احترافية في المملكة العربية السعودية، لمست مدى الاحترام والتقدير الذي يحظى به المدرب الجزائري هناك، بعد أن برهن على مكانته.
برأي ضيف ''الشروق''، فإن قانون المدرب الصادر حديثا من شأنه أن يزيد الطين بلة لأنه لم يأت في الوقت المناسب، كما أن الأرضية لم تحضّر جيدا لتطبيق هكذا قوانين ومراسيم، وذلك لسبب بسيط وهو أنه لا يمكن تطبيق قانون المدرب وحده والوضعية كما هي بالنسبة للمسيّر، بل يجب أن يكون تطبيقه وفقا لرزنامة عامة تمس جميع الفاعلين في الحقل الكروي، وخصوصا وجوب أن يكون هناك قانون للمسيّر لردعه هو الآخر وجعله يفكر في العواقب قبل اتخاذ قرار إقالة مدرب ما من منصبه، فليس من المجدي وضع مادة في قانون المدرب تمنعه من تدريب أكثر من نادي خلال موسمين، وبالمقابل إعطاء رؤساء الأندية صلاحيات واسعة دون قيد ولا شرط، حيث أن هذه المعادلة ستأزّم من الوضعية أكثر من خلال السير في تشجيع ظاهرة البطالة للمدربين الوطنيين، وبالمقابل إعطاء فرصة للمدرب الأجنبي ليحل محله، في وقت أثبتت التجربة أن الواقع الحالي لكُرتنا لا يناسبه المدرب الأجنبي الذي فشل فشلا ذريعا، والدليل على ذلك فريق شبيبة القبائل الذي فقد كل معالمه مع الفرنسي تالمان والبرازيلي قبل مجيء آيت جودي الذي بدأ يعيد الفريق لسِكَّته الصحيحة.
وجه مهداوي انتقادا لاذعا، لقرار وزير الشباب والرياضة بشأن جعل حد لإزدواجية عمل إطارات الوزارة والمدربين، حيث قال أن هذا القرار من شأنه أن ''يهلك'' الإطارات الجزائرية التي تحمل تكوينا عاليا، كون أن معظم تلك الكفاءات جامعية، إذ تملك شهادة مستشار رياضي أو على‮ الأقل‮ تقني‮ سامي‮ في‮ الرياضة،‮ حازت‮ على‮ تكوينها‮ من‮ معاهد‮ متخصصة‮ في‮ الرياضة‮.‬ وأبدى المدرب الوطني السابق تخوفه من اللاعدالة في تطبيق قرار إلغاء ازدواجية العمل، من خلال حرص بعض المديريات الولائية للرياضة على تنفيذ بنوده حرفيا وامتناع أو تطبيقه بشكل انتقائي من لدن البعض الآخر، كما يعتقد محدثنا بأن القرار سيمس خاصة الكفاءات الشابة التي تعمل خاصة على المستوى القاعدي، حيث يكون من الصعب عليها ترك الوظيفة لدى الوزارة، لأن المقابل المحصل من النوادي زهيد، لايتجاوز في غالب الأحيان مليون سنتيم، الأمر الذي يفتح المجال أمام أولئك الذين لايملكون أدنى تكوين أو كفاءة في استغلال أماكن التأطير لدى الأندية‮ في‮ مختلف‮ الرياضات،‮ وهو‮ ما‮ يعتبر‮ إيذانا‮ بدخول‮ الرياضة‮ الجزائرية‮ في‮ مستنع‮ سيصعب‮ إخراجها‮ منه‮ بسهولة،‮ لاسيما‮ وأن‮ الوقت‮ غير‮ مناسب‮ نظرا‮ للوضعية‮ الحرجة‮ التي‮ تمر‮ بها‮.‬ وقال مهداوي أن قضية الاختيار بالنسبة لعشرات المدربين الذين تتهافت عليهم الأندية هو أمر سهل، لأنهم لن يترددوا في التخلي على المنصب الوزاري، لكن المشكلة العويصة للإطارات والمدربين الشباب والذين يقدر عددهم بالآلاف. فمن الصعوبة عليهم الاستغناء عن وظيفة الوزارة،‮ لأنهم‮ ببساطة‮ لن‮ يغامروا‮ بترك‮ وظيفة‮ الدولة‮ التي‮ تمثل‮ لهم‮ الاستقرار‮ والمعاش‮ والتكفل‮ الاجتماعي‮.‬
‮ حسين‮. ق


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.