المولودية تتأهّل    سيلا يفتح أبوابه لجيل جديد    تونس : تأجيل جلسة المحاكمة في قضية التآمر إلى 17 نوفمبر المقبل    سطيف..إعادة دفن رفات 11 شهيدا ببلدية عين عباسة في أجواء مهيبة    المنافسات الإفريقية : آخرهم مولودية الجزائر .. العلامة الكاملة للأندية الجزائرية    بطولة الرابطة الثانية:اتحاد بسكرة يواصل التشبث بالريادة    كأس افريقيا 2026 /تصفيات الدور الثاني والأخير : المنتخب الوطني النسوي من أجل العودة بتأشيرة التأهل من دوالا    منع وفد من قيادة فتح من السفر لمصر..93 شهيداً و337 إصابة منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار    المهرجان الثقافي للموسيقى والأغنية التارقية : الطبعة التاسعة تنطلق اليوم بولاية إيليزي    الطبعة ال 28 لمعرض الجزائر الدولي للكتاب: المحافظة السامية للأمازيغية تشارك ب 13 إصدارا جديدا    في مهرجان الفيلم ببوتسوانا.."الطيارة الصفرا" يفتك ثلاث جوائز كبرى    ممثلا لرئيس الجمهورية..ناصري يشارك في قمة إفريقية بلوندا    وزير الاتصال: الإعلام الوطني مطالب بالحفاظ على مكتسبات الجزائر الجديدة    دعوة إلى ضرورة التلقيح لتفادي المضاعفات الخطيرة : توفير مليوني جرعة من اللقاح ضد الأنفلونزا الموسمية    شايب يشرف على لقاء افتراضي مع أطباء    الشبيبة تتأهل    دورة تكوينية دولية في طبّ الكوارث    الجيش يسجّل حضوره    تركيب 411 ألف كاشف غاز بالبليدة    حيداوي يشدد على ضرورة رفع وتيرة تنفيذ المشاريع    دورات تكوينية للقضاة    الجامعة أصبحت مُحرّكا للنمو الاقتصادي    برنامج شامل لتطوير الصناعة الجزائرية    صالون دولي للرقمنة وتكنولوجيات الإعلام والاتصال    تم غرس 26 ألف هكتار وبنسبة نجاح فاقت 98 بالمائة    أمطار رعدية على عدة ولايات من الوطن    الشباب المغربي قادر على كسر حلقة الاستبداد المخزني    فلسطين : المساعدات الإنسانية ورقة ضغط ضد الفلسطينيين    ركائز رمزية تعكس تلاحم الدولة مع المؤسسة العسكرية    الإطلاع على وضعية القطاع والمنشآت القاعدية بالولاية    نور الدين داودي رئيسا مديرا عاما لمجمع سوناطراك    دعوة المعنيين بالفعالية إلى الولوج للمنصة الإلكترونية    يجسد التزام الجزائر بالعمل متعدد الأطراف والتعاون الدولي    الجزائر فاعل اقتصادي وشريك حقيقي للدول الإفريقية    وقفة حقوقية في الجزائر لملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة    اتفاق الجزائر التاريخي يحقّق التوازن للسوق العالمية    رفع إنتاج الغاز الطبيعي أولوية    مخطط استباقي للتصدي لحمى وادي "الرفت" بالجنوب    شروط صارمة لانتقاء فنادق ومؤسّسات إعاشة ونقل الحجاج    أخريب يقود شبيبة القبائل إلى دور المجموعات    غاريدو يثّمن الفوز ويوجه رسائل واضحة    ملتقى دولي حول الجرائم المرتكبة في حق أطفال غزة    عمورة يعاني مع "فولفسبورغ" والضغوط تزداد عليه    عودة الأسواق الموازية بقوّة في انتظار البدائل    إعذارات للمقاولات المتأخرة في إنجاز المشاريع    المصحف الشريف بالخط المبسوط الجزائري يرى النور قريبا    إصدارات جديدة بالجملة    تأكيد موقف خالد في مساندة قضية "شعب متلهّف للحرية"    قراءات علمية تستعين بأدوات النَّقد    ما أهمية الدعاء؟    مقاصد سورة البقرة..سنام القرآن وذروته    فضل حفظ أسماء الله الحسنى    معيار الصلاة المقبولة    تحسين الصحة الجوارية من أولويات القطاع    تصفيات الطبعة ال21 لجائزة الجزائر لحفظ القرآن الكريم    لا داعي للهلع.. والوعي الصحي هو الحل    اهتمام روسي بالشراكة مع الجزائر في الصناعة الصيدلانية    حبل النجاة من الخسران ووصايا الحق والصبر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصطافون يهجرون الشواطئ وعطل مؤجلة إلى حين
بسبب الاستعداد لاستقبال شهر رمضان والدخول الاجتماعي..
نشر في الأيام الجزائرية يوم 28 - 07 - 2011


عاملات يفضلن العمل في رمضان ويؤجلن عطلهن
حلول شهر رمضان قلص من موسم الاصطياف
اعتاد المواطن الجزائري الاستمتاع بالعطلة الصيفية، التي كانت تمتد لأكثر من ثلاثة أشهر خلال السنوات الماضية، إلا أن عطلة هذه السنة تعد الأقصر على الإطلاق، حيث سيضحي العديد من الجزائريين بعطلتهم من أجل التحضير لشهر رمضان الكريم الذي تزامن هذا العام مع فصل الصيف الذي تميز على غير عادته بحرارة كبيرة، حيث يعقبه مباشرة عيد الفطر، الدخول الاجتماعي وعيد الأضحى المبارك،
لم تبقى إلا أيام معدودة ليحل علينا الضيف الكريم شهر رمضان الفضيل، الذي ينتظره الصائمون بشغف، كونه فرصة سانحة للتقرب بالعبادة إلى الخالق عز ثناؤه، كما هو وسيلة لترويض النفس على الصبر وترك الملذات والشهوات..، إلا أنه هذه المرة سيحل علينا بداية من شهر أوت الداخل، وهو ما يتسبب في تقليص فترة موسم الصيف، وبالتالي سيكون لزاما على أغلبية المصطافين قطع عطلتهم الصيفية والعودة أدراجهم إلى منازلهم وذويهم..، وهذا الأمر سينعكس سلبا على النشاط التجاري الموسمي على مستوى البلديات الساحلية، التي تعرف ديناميكية كبيرة خلال هذه الفترة -الصيف-، قصد الاطلاع على رأي المصطافين قامت "الأيام" بجولة استطلاعية في العديد من شواطئ الولاية فكان جوابهم كالتالي.

عائلات تفضل التحضير لرمضان وتلغي العطلة من أجندتها

"محمد" من باتنة: "تمنينا لو أن مدة الاصطياف قد زادت لمدة أسبوعين على الأقل، لتمكننا من الاستفادة أكثر من أمواج البحر والشمس الساطعة، لكن مشيئة الخالق أرادت أن يحل علينا شهر رمضان، وعليه علينا الدخول في أقرب وقت لتحضير هذه المناسبة الدينية، لكن لا عليه فإن الدنيا ما زالت طويلة إذا كان في العمر بقية .""نعيمة" من بومرداس: "أقول الحق أنني أحزن على انتهاء العطلة بحلول الشهر الفضيل، ونحن نتمنى أن نستفيد أكثر من العطلة، خاصة وأن النساء يلهثن وراء تحضير الشربة والجريرة والشخشوخة، فأنا وزوجي وأولادي سنبقى إلى آخر يوم من شعبان ونعود أدراجنا إلى البيت، كما أننا سنحاول أن نعيش لحظات من السعادة خلال شهر الرحمة، فالزوج والأولاد يذهبون ليلا إلى التراويح، ونحن النساء لنا عادتنا في السهر مع العائلة والأقارب وزيارة الأهل..، أما في موضوع العطلة فنحن على يقين بأننا معتادون على هذا، ما دمنا في بلادنا وليس بلاد آخر، والحق أيضا أننا قضينا لحظات جميلة في شاطئ "تيشي" الجميل، ولمسنا الهدوء والراحة وإن شاء الله سنفكر في العودة في السنة القادمة."عمي الطاهر" بائع مأكولات خفيفة ب"تيشي": "هذا الموسم لم يكن كسابقيه من حيث عدد المصطافين والسياح، لمسنا هذا من تراجع النشاط التجاري، هذا ليس رأيي وحدي فقط حتى الآخرون يشاطرونني ذلك، وهو ما أثر سلبا على المداخيل، رغم أن هذا الموسم عمدنا على السهر على النظافة وتنوع الأكلات الخفيفة والمشروبات، فحضرنا كل ما يحتاجه الشخص أو العائلات، وفيما يخص مدة الموسم وقصر العطلة، طبعا يقول "عمي الطاهر" أن ذلك سيؤثر سلبا على التجارة والتجار في نفس الوقت، لكن سنحاول أن نجلب أنظار الصائمين ليلا، الذين يتوافدون إلى البحر لقضاء أوقات من الراحة، وسنحاول أن نلبي رغباتهم، حتى نحاول أن نبقي على ديناميكية النشاط الموسمي

..وأخرى تستأنف العطلة بعد العيد

انتقلنا إلى شاطئ "الجرف الذهبي"، ووجدنا عائلات عديدة تقضي أوقت عطلتها على الشاطئ، وهي تنعم بدفء الشمس تارة وبنسيم البحر تارة أخرى، اقتربت إلى البعض منها لسؤالهم حول العطلة الصيفية وحلول شهر رمضان الكريم
"حمادي" وزوجته أستاذان جامعيان: يقول "حمادي" لم نستمتع بعد بالعطلة الصيفية، حيث غادرنا الجامعة في الأسبوع الثاني من شهر جويلية، وتوجهنا إلى فندق "الجرف الذهبي"، لعل ذلك ينسينا متاعب التعليم وعناء الامتحانات والعمل، فتمنينا لو يطيل علينا هذا الموسم، لكن مادام الأمر يتعلق برمضان، فعلنا أن نجمع أغراضنا في نهاية الأسبوع، وسنحاول أن نعيش أياما من السعادة التي يوفرها هذا الشهر الكريم، أما أنا أقضي في النهار في البيت مع عائلتي، وليلا أستمع مع زملائي إلى غاية منتصف الليل في الهواء الطلق، أما عن زوجتي فهي لا تحب الخروج إطلاقا، بل تستمع فقط بما تجود بها القنوات الفضائية، وهكذا تمر الأيام إلى حين الدخول الاجتماعي، أما قضاء العطلة في الخارج، فهذا لم نفكر فيه بتاتا خاصة مع ما يحدث من أمور لا تبعث على الارتياح في الدول العربية، تمنينا في البداية التوجه إلى تونس القريبة لكن تراجعنا في قرارنا واكتفينا بالبقاء في بلادنا، وأظن أن شواطئ بجاية مثلا تستحق كل التشجيع والاهتمام

تراجع في عدد المصطافين
أما بلغة الأرقام فإن مديرية الحماية المدنية، أشارت إلى تسجيل حوالي أزيد من 4 ملايين مصطاف خلال اليومين الأخيرين، وهو أقل مما كان عليه في الموسم الماضي أين بلغ العدد أزيد من 6 ملايين، أما عن الحوادث فإن مصالح الحماية المدنية سجلت وفاة 12 شخصا بالغرق منذ حلول موسم الاصطياف، وقد تم العثور على جثتهم بعد أن رمتهم مياه البحر إلى شاطئي "تيشي" و"ملبو"، منهم 3 شبان من باتنة والرابع من المسيلة..، وهذا رغم الحملات التحسيسية وتدخل أعوان الحماية المدنية المرابطين على مستوى الشواطئ المحروسة، إلا أن التهور وعدم الإحساس بالمخاطر مما جعل الرقم يرتفع إلى 12 ضحية، هذا وقد سخرت مديرية الحماية المدنية أزيد من 250 عونا موزعين على مختلف الشواطئ، ومجهزون بالعتاد والوسائل المختلفة التي تسمح لهم بالتدخل السريع، وقد تم إنقاذ حوالي 120 حالة من الموت، وقدمت لهم الإسعافات اللازمة في عين المكان، وهنا تكون هذه المصالح قد سجلت تواجدها وتستحق التشجيع، على حد قول المصطافين والمتوجهين إلى هذه الشواطئ، أضف إلى ذلك سهر أعوان الدرك الوطني ورجال الشرطة الساهرين في تنظيم حركة المرور الصعبة، والتي شهدت أوقاتا عصيبة نتيجة العدد الهائل من المصطافين، كما أن التحكم في ظواهر السرقة والاعتداءات والتجاوزات قد تقلصت كثيرا جراء يقظة أعوان الدرك الوطني وأعوان الأمن العمومي، مما ساهما في تثبيت الأمن وتوفير الاستقرار للجميع.
حيث سجلت "الأيام" انخفاض في عدد المصطافين مقارنة بالسنة المنصرمة، أضف إلى ذلك تقليص مدة العطلة بسبب حلول شهر الصيام، وكذا رغبة العائلات العودة إلى بيوتها ومنازلها لإحياء ليالي هذا الشهر الكريم وسط الدفء العالي وتبادل الزيارات بين الأقارب والمعارف، ومن جهة أخرى سيؤثر ذلك سلبا على النشاط السياحي على مستوى البلديات الساحلية، وهذا كان تخوف التجار أنفسهم لكن يفعل الله ما يشاء.
وي
تحضر المرأة الجزائرية لشهر رمضان الفضيل قبل أشهر وبكثير من الجهد، حيث تستقبله كضيف كبير وعزيز لا يمكن الاستهانة في تضييفه، غير أن هذا العام يأتي في ظروف مغايرة لما ألفناه عليه، خاصة المرأة الموظفة؛ فبين عملها في المؤسسات المختلفة وعطلتها الصيفية التي تزامنت ورمضان لأول مرة، تحكي بعض الموظفات اللواتي اقتربت منهن "الأيام" لمعرفة آرائهن في هذا الموضوع، وهل يفضلن أخذ عطلهن في شهر رمضان أم في غيره.
حيث أعربت جل الموظفات اللواتي تحدثنا إليهن عن تفضيلهن الفصل بين العطلة الصيفية التي تعد المناسبة الوحيدة لأخذ قسط من الراحة بعيدا عن مشاكل ومتاعب العمل، وبين الشهر الفضيل الذي اعتبرنه شهر العمل المكثف بامتياز.. حيث قالت أستاذة بجامعة الجزائر، إنها تفضل العمل بالجامعة في شهر رمضان والاستمتاع بعطلتها قبله رفقة الأولاد والزوج، فهذا العام -تضيف- لم تحس أنها في عطلة لأنها ألغيت بقرار عائلي بسبب الشهر الفضيل، فالوقت لم يصبح مناسبا للخروج في جولة سياحية لا داخل ولا خارج الوطن، تقول المتحدثة، غير أنها حاولت زيارة بعض أفراد العائلة الكبيرة في بعض الولايات، مغتنمة الأيام السابقة لرمضان لأنها تعرف مسبقا أنها الفترة الوحيدة المناسبة لذلك، وإلا ستؤجل للعام القادم وسط انشغالاتها رفقة زوجها بالعمل المكثف ومتابعة الأبناء في دراستهم، تقول ذات المتحدثة التي ختمت حديثها قائلة هو "شهر فضيل وضيف كريم، لذا نرحب به ونؤجل عطلنا بسببه".
"سهام" مساعدة اجتماعية بمستشفى "عين عباسة" بسطيف، لم تذهب بعيدا عما قالته مثيلتها، حيث قالت إن عطلتها في هذا العام ستكون عملا إضافيا بدل أخذ راحة عام من العمل، فلن تستطيع أخذ أبنائها للاستجمام بعيدا عن أجواء العاصمة، ولن تغير جوا رفقة عائلتها التي ستخرج ربما لاحقا في عطلة إن استطاعت طبعا، لأنها تقول إن الدخول الاجتماعي على الأبواب ولن ينتهي رمضان إلا وبدأت التحضير لأولادها مع كسوة الدخول ولوازم الدراسة .
"أ. ع" و"ط. ه" الأولى ممرضة بمستشفى "السعيد عوامري" ببلدية "بوقاعة" 40 كيلومترا شمال ولاية سطيف، والثانية سكريتيرة ببلدية "بني وسين" دائرة "بوقاعة" شمال الولاية، كشفتا أنهما سمحتا لأولادهما الانضمام لإحدى الجمعيات المحلية التي تنظم مخيمات صيفية، لكي لا تحرمانهم من الاستمتاع بعطلهم، فيما بقيتا في المنزل للتحضير للشهر الفضيل، من شراء لوازم المطبخ المختلفة إلى اقتناء ما يمكن اقتناؤه للأولاد من أدوات مدرسية وألبسة خاصة بالدخول الاجتماعي وعيد الفطر السعيد، وأضافتا أنهما لأول مرة لم يخرجا في عطلهما للسياحة حيث يسافران لبلدان عربية كل عام رفقة أولادهما وزوجيهما "وهذا العام بسببه أجلنا هذه الخرجة لعطلة أخرى" تضيف إحداهما، وتقول زميلتها في التدريس إنها تفضل أخذ قسط من الراحة دون عمل منزلي يضاف لشقائها في نشاط العام، غير أنها حرمت منه .
إن للعائلات الجزائرية في التحضير لشهر رمضان طقوسا خاصة تختلف عن باقي الدول الإسلامية، حيث تغتنم المرأة فيه الفرصة لتحضير بعض التوابل يدويا، وكذا غسل الجدران مثلا، وحتى الأفرشة المختلفة.. يعني تقوم فيه بنشاطات أخرى تضاف لعملية شراء ما يلزمها من مواد المطبخ" تقول "ليندة" معلمة بإحدى المؤسسات الابتدائية بالعاصمة، أنها تفضل أن تعمل في شهر رمضان في وظيفتها لأنها تسمح لها بربح مزيد من الوقت لترتاح فيه رفقة عائلتها، دون التفكير في مناسبات أخرى تنقص منه أو تشغلها عنه، كما أن رمضان هذا العام -تضيف المتحدثة – جعلها تعدل برنامج عطلتها ومكان قضائها، فلم تستطع الابتعاد عن المنزل بسبب تحضيرها للشهر الفضيل.
وي
أجلت العطلة الصيفية هذه السنة إقبال الأسر البومرداسية على أسواق بيع التمور والتوابل، استعدادا لشهر رمضان الكريم، وتسود حالة من الترقب والانتظار لدى تجار هذه المواد بالجملة سواء بالعاصمة أو مختلف الأسواق المنتشرة عبر تراب ولايات الوطن، وحسب المهنيين يرتقب أن يسجل الإقبال على المواد الغذائية الأكثر استهلاكا خلال رمضان ذروته خلال الأسبوع المقبل، لتزامنه مع عودة الأسر من العطلة الصيفية، وأخذ استعداداتها لقضاء شهر الصيام في منازلها، ما قد يؤثر على أسعار المواد الغذائية، التي تخضع للعرض والطلب، مثل التمور والتوابل والخضروات، حيث سجل هذا العام إقبال ضعيف على التمور نظرا لسعرها المرتفع.
حافظت أسعار التوابل والخضر خاصة الطماطم على استقرار أسعارها، ولم يسجل أي ارتفاع في أثمانها في أسواق البيع بالجملة أو التجزئة وعلى العكس من هذا، سجل ثمن التمور مستوى عاليا، بعد أن كان ثمنها في متناول المستهلك الجزائري إلى حد ما، إذ انتقل ثمنها خلال الأيام القليلة الماضية إلى مستويات قياسية حيث بلغ سعر التمور العادية 200 دينار، أما الأصناف ذات نوعية جيدة ففاقت عتبة 350 دينارا للكيلوغرام الواحد، ويرتفع السعر حسب نوع التمور وجودتها.
تخوف كبير من ارتفاع أسعار الخضر، الفواكه واللحوم في الشهر الفضيل
وأرجع "عبد السلام"، تاجر تمور بولاية سطيف، ارتفاع أثمان التمور إلى ندرة الإنتاج الوطني من هذه المادة، لأن رمضان لم يتزامن هذه السنة مع موسم جني التمور في مناطق تعد المزود الرئيس للأسواق الوطنية، ويستورد جزء مهم من الكميات المروجة في الأسواق من تونس، العراق، الإمارات ومصر، وهناك كميات أخرى مخزنة، منذ السنة الماضية، في محلات تبريد معدة لهذا الغرض، وأبدى "نور الدين"، بائع تمور هو الآخر انزعاجه من الركود التجاري، الذي يعيشه السوق منذ أسبوعين، خلافا لما كان عليه الحال في السنوات الماضية، وتوقع "نور الدين" أن تكون هناك وفرة في التمور خلال الأسبوع الأول من شهر سبتمبر القادم لتزامنه مع فترة الجني.
وتتفاوت أسعار المواد الاستهلاكية والفواكه الجافة والتمور من خلال الأثمان، التي تحددها لوائح صغيرة توضع فوق كل منتوج على حدة من تاجر لآخر، إذ يظهر نوع من التباين في أسعار المنتوج الواحد بين محل وآخر، وبخصوص المنتوج نفسه، وإن كان معظم الباعة يعللون عدم التشهير بتسعيرة موحدة داخل السوق الواحد، وبالنسبة إلى المنتوج الواحد، بخضوع الأمر إلى منطق الجودة، التي يرون أنها تتحكم في الأزمنة.
واعتبر "مراد"، صاحب محل لبيع التوابل، أن الجودة هي التي تفرض على التاجر رفع الثمن أو خفضه، وعن استعداد السوق الجزائرية لاستقبال شهر الصيام، يقول مراد "منذ دخول شعبان، والسوق تشهد حركة رواج محدود، وفجر كل يوم، يستقبل الباعة الأطنان من السلع والبضائع، التي تباع أحيانا عن آخرها مع نهاية اليوم، حيث تدخل السوق كميات كبيرة من الخضر والبقول الجافة لتغطية الطلب المتزايد على هذه المواد، التي يتهافت عليها المستهلك بالتقسيط، وإن كانت أثمان بعض السلع في ارتفاع مستمر، خصوصا أنواع معينة من الفواكه الجافة، التي يقل محصولها مقابل الإقبال المتزايد عليها".

بتر رمضان للعام الثاني على التوالي عطلة سكان ولاية جيجل، فبعدما كانت أشهر الصيف الثلاثة كافية لقضاء أيام وأوقات العطلة، وإقامة الأعراس على اعتبار أن رمضان وقتها كان قبل هذه الفترة الحساسة، والآن أصبحت العطلة مهددة لاسيما عطلة الموظفين بقدوم شهر رمضان، الذي سيكون في شهر أوت، حيث أضحى الوقت غير كاف لقضائها وأصبح تأجيلها ضروريا إلى ما بعد، ولأنها تعتبر فترة يجدد فيها العامل قوته وتفكيره فإن الغالبية العظمى من العمال يحضرون لها منذ فترة، سكان جيجل وكغيرهم بدءوا إقامة الأعراس وقضاء عطلهم منذ الأسابيع الأخيرة من فصل الربيع، ولضيق الوقت فقد أجل غالبية عظمى ذلك إلى غاية دخول فصل الخريف.
"صالح" الذي يقول بأنه أجل عرسه وعطلته مرتين، الأولى بسبب تزامنه مع عرس أحد أقاربه والثانية لوفاة أحد الأفراد من أهل العروس، وذلك إلى غالية دخول فصل الخريف، أما "محمد" فلم يسعفه الحظ في قضاء عطلته كاملة كما كان يتمنى، حيث قال كنت قد خصصت أياما عديدة لكي أقضيها على شاطئ البحر، غير أن قدوم شهر رمضان جعلني أعيد التفكير في تلك الأيام، حيث سأقضيها في البيت أما الاستجمام في البحر فقد أجلته إلى العام القادم، أين سأتمكن من أخذ عطلتي مع الأسابيع الأولى من الصيف، وبالتالي سأستفيد من تلك الأيام جيدا، "عزيز" هو الآخر اكتفى بأسبوعين على البحر بعدما أخذ عطلته ولم يكملها بقدوم رمضان، الذي يقول أن نكهته هي العائلة في هذا الشهر، وبخصوص ما بعد شهر رمضان قال بعده مباشرة سيكون الدخول المدرسي، وأنه مرتبط بأبنائي حيث سيلتحقون بالمدرسة وعليه العطلة بالنسبة لي قد انتهت هنا، "علي" مقبل على الزواج بعد شهر رمضان، قال: اخترت هذه الفترة من الأول باتفاق مع خطيبتي لأنها الفترة التي تكون الأعراس فيها قليلة ولأن الجو فيها معتدل، وحتى عند أخذ العطلة لا تكون الفنادق مكتظة وبالتالي يكون الإنسان على راحته أكثر من فترة الصيف.
الكثير من الموظفين والعمال يفكرون في أخذ إجازاتهم في شهر رمضان، حتى يتسنى لهم أخد قسط من الراحة وبالمقابل هناك آخرين يستهويهم العمل في شهر رمضان حتى يقضون أوقاتهم بعيدا عن البيت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.