تضاربت الآراء حول تغيير نظام عطلة الأسبوع في أوساط المواطنين بين المرحبين والمعارضين والمتحفظين الذين يعتبرون أنفسهم غير معنيين بالنظام الجديد، وطرح أغلبية المواطنين في لقائهم أمس السبت مع البلاد المصادف ليوم نهاية الأسبوع، حيث باشرت السلطات الجزائرية تطبيق قرار التغيير. إشكالية غلق الإدارات لأبوابها وحرمان المواطن من استصدار الوثائق التي يحتاجوها وقضاء مصالحهم الإدارية ،'' وقال محمد 45سنة موظف بإحدى الشركات الخاصة في لقاء به بشارع ديدوش مراد إنه ''مضطر للغياب عن عمله من أجل استصدار الوثائق التي يحتاجها''، معتبرا أن نظام الخميس والجمعة السابق كان يلائمه على أساس أنه يتمكن يوم الخميس من قضاء مستلزماته لكن مع انتقال النظام من الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت بات المواطن يشعر وكأنه في''عطلة مدفوعة الأجر''. بدا يوم أمس عاديا، لدى غالبية المواطنين وخلال الجولة التي قادتنا إلى بعض شوارع العاصمة لم يظهر شئ يوحي بعطلة نهاية الأسبوع، عدا غلق المؤسسات العمومية لأبوابها، فقد استأنفت غالبية المحلات التجارية عملها وعدد من المؤسسات الخاصة مثل شركات العبور ولم تخلو الشوارع من حركات المارة والسيارات، وقال فيصل عامل بشركة عبور ''بالنسبة لي يوم السبت بداية الأسبوع ولا أعتقد أنني سأتمكن من التأقلم مع الوضع''، ويضيف فيصل ''يوم الجمعة كافي لأخذ راحة وأنا لا اعتبر نفسي معني بقرار الحكومة من منطلق أنني نخدم عند روحي''، لكن سمية ربت بيت التي التقيناها بشارع باب الواد لم يختلف رأيها عن رأي المواطنين الذين احتجوا على غلق الإدارة العمومية والبنوك وقالت صحيح إن النظام القديم جعل الجزائر تنغلق على العالم الخارجي وتخسر ملايير الدولارات، لكن الحكومة تجاهلت حاجيات مواطنيها وقالت ''زوجي حاليا مضطر إلى الغياب عن عمله من أجل استصدار الوثائق التي يحتاجها وأنا أعتمد عليه ولا يمكنني أن أحل محله في حال طلب مني استخراج وثيقة إدارية معينة''، في الماضي كان بالنسبة لنا يوم الخميس ''اليوم الذي يمكن أن نحل فيه مشاكلنا الإدارية..''. أغفلت الحكومة مسألة العمل بنظام نصف اليوم كما كان معمولا به في النظام القديم لذا لم يتمكن المواطن من التأقلم مع الوضع الجديد. وطالب أحمد عامل بإحدى البلديات بالعاصمة الحكومة بمراعاة متطلبات المواطنين وفتح المكاتب الإدارية صباح يوم السبت لكي يتمكن المواطن من استصدار الوثائق التي هو بحاجة إليها مثلما أبقت على مصالح البريد مفتوحة على المواطنين لسحب أموالهم. وفي الوقت الذي أجمع غالبية المواطنين على مسالة غلق المؤسسات الإدارية لأبوابها، فإن البعض الآخر لم يتوان عن اقتراح تحويل عطلة الأسبوع إلى السبت والأحد مثلما كان معمولا به بعد الاستقلال سنة 1962والموروث عن فترة الاستعمار الفرنسي وجرى تغييره إلى الخميس والجمعة سنة 1976في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين وقال علي 50سنة سائق سيارة أجرة، ''في اعتقادي أن تحويل العطلة إلى يومي السبت والأحد وهو النظام نصف العالمي الذي تعمل به مختلف المؤسسات الأجنبية العاملة بالجزائر هو النظام الأفضل للتأقلم مع العالم الخارجي ولم يكن هناك أي حرج في الماضي عندما كانت العطلة بداية الأسبوع بل بلعكس يوم الجمعة يتمكن العامل أو الموظف من أداء صلاة الجمعة في وقتها تم العودة للعمل ولم يحدث وأن حرم رب العمل موظفيه من القيام بواجباتهم الدينية''. وإذا كانت المؤسسات والإدارات الجزائرية الخاصة والعمومية، تشتغل بنظام العطلة القديم الخميس والجمعة، فإن الشركات الأجنبية المقيمة بالجزائر اعتمدت نظام العطلة ''نصف العالمي'' منذ سنوات طويلة. ودعا ''منتدى رؤساء الشركاتاالجزائري، الحكومة إلى الانتقال لنظام العطلة الأسبوعية العالمي، أي السبت والأحد، وذلك منذ 2007، لكن السلطات رفضت بدعوى أن الجمعة يوم مقدس في حياة الجزائريين. يشار إلى أن نظام عطلة الأسبوع الذي اعتُمد بعد الاستقلال 1962كان يومي السبت والأحد وهو موروث عن فرنسا التي استعمرت الجزائر. ورحبت به أحزاب ''التحالف الرئاسي''التي تسيطر على البرلمان والطاقم الحكومي. فيما استنكره الحزبان الإسلاميان''حركة النهضة'' وبحركة الإصلاح الوطني''.