بعد تجاذب أقطابه عقب انتخابات السينا : لقاء لزعماء التحالف الرئاسي الأربعاء المقبل

يجتمع زعماء التحالف الرئاسي، الأربعاء المقبل، في اجتماع قمة تسليم العهدة بين حركة مجتمع السلم والتجمع الوطني الديمقراطي في المقر الوطني لهذا الأخير، باعتباره الحزب الذي سيتسلم الرئاسة الدورية للتحالف. وفيما ينتظر أن تجتمع اللجنة التساعية للأحزاب الثلاثة لتحضير اللقاء غدا، يرتقب أن تتوجه الأنظار إلى قمة الأربعاء المقبل التي ستجمع أبو جرة، بلخادم وأويحيى، خاصة في ظل ما شهده التحالف من تجاذبات، على خلفية موقف الأرندي من تحالفات انتخابات مجلس الأمة والتي أسفرت عن تحالف حزب أويحيى مع حزب العمال دون غيره من أحزاب التحالف الأخرى، وهو الأمر الذي لم تستسغه قيادة حمس واعتبرته مثيرا للتساؤلات حول مصير التحالف، إذ ينتظر أن يجيب عنها زعيم الأرندي في اللقاء المنتظر.
وكانت حمس قد لّمحت لامتعاضها من موقف الأرندي وحذرت بشكل غير مباشر من أن يتعدى هذا التحالف بين العمال والتجمع حدوده الظرفية المحدودة في الزمان بانتخابات مجلس الأمة.
وإن كانت حمس قد أعلنت على لسان رئيسها ابو جرة سلطاني تمسك الحركة بالتحالف الرئاسي، باعتباره تحالفا سياسيا استراتيجيا، غير أن ذلك الموقف لم يمنع سلطاني من القول إن حمس تفضل إرجاء إعلان موقفها النهائي من التحالف الرئاسي إلى أن يفصح زعيم الأرندي عن أبعاد خطوة التقارب التي قطعها باتجاه حزب العمال.
وبحسب المتتبعين لمواقف أويحيى، فإنه لن يتردد عن محاولة تبرير موقفه من التحالف مع حنون دون أن يفوته التأكيد أن هذا التحالف ما كان ليؤثر في موقفه من التحالف الرئاسي كخيار استراتيجي.
وبخلاف تداعيات عجز التحالف الرئاسي عن استيعاب منافسات انتخابات مجلس الأمة، فإن أقطابه الثلاثة سيتوجون أشغال لقائهم -كما هو معهود- بصياغة بيان ''للاستهلاك'' السياسي، يعربون فيه عن رفضهم للإجراءات التمييزية المتخذة في المطارات الغربية بحق المسافرين الجزائريين، وكذا رفضهم لتنامي مظاهر الإسلاموفوبيا في الغرب وبالأخص الموقف السويسري المعارض لبناء المساجد وكذا تمسك الجزائر بدعوة الأطراف الفلسطينية إلى مصالحة وطنية.
أما في الشأن الداخلي وإلى جانب تمسكهم بالتحالف، فإن زعماء التحالف سيعلنون دعمهم لمسار المصالحة الوطنية وتثمين قرار الزيادة في الأجر القاعدي المتخذ في الثلاثية.
وبالمختصر المفيد، فإن اجتماع التحالف الرئاسي لن يخرج من حدود ليس في الإمكان أبدع مما كان ولن يخرج من حدود استصحاب الحال، خاصة وأن السنتين المقبلتين ستكونان انتخابيتين ورهانا سنوات بيضاء.