في وقت يطالب فيه حقوقيون بالإفراج عن محتجزين في المغرب أفادت مصادر عليمة ل«البلاد" بأن تسع عائلات تقيم بمناطق متفرقة في الجهة الشمالية لولاية الشلف دخلت في دوامة من الحيرة والاستغراب بسبب شيوع خبر فقدان تسعة شبان من محدودي المستوى التعليمي تتراوح أعمارهم بين 22 و28 سنة كانوا قد أبحروا من شواطئ الجهة الغربية لمدينة تنس الساحلية ليلة المواجهة الكروية التي دارت بين المنتخبين الجزائري والبوركينابي بملعب البليدة. وتقول مصادر محلية إن عائلات المفقودين تملك معلومات تفيد بأن هؤلاء الشبان المنحدرين من بلديات بوزغاية، سيدي عكاشة وتنس، استغلوا الموعد الرياضي وانشغال الجميع باحتفالات التأهل إلى المونديال، فقاموا بامتطاء قارب صيد من صنع تقليدي بعد صلاة العشاء من الليلة نفسها، انطلاقا من شاطئ ماينيس نحو السواحل الإسبانية، واللافت أن سوء الأحوال الجوية التي ميزت مناخ المنطقة وارتفاع أمواج البحر، تكون قد أفقدت قاربهم المسار وأجهضت مغامرتهم حسب ما يتداول في الوسط المحلي. وتجهل عائلات هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين مصائر أولادها لحد الآن، وقد تحول الخبر في الجهة الشمالية إلى مادة دسمة تناقلها العديد من الأوساط في ظل تعدد حوادث مماثلة في المنطقة كما هو الحال قضية احتجاز 19 شابا في سجون المغرب بعد توقيفهم من قبل حرس السواحل المغربية بالقرب من جزر إسبانية. ولفت المصدر إلى أن عائلات المهاجرين المعنيين بالمغامرة الجديدة لم تتلق أي اتصال أو معلومة تفيد بوجود أبنائهم على قيد الحياة. ورجح المصدر نفسه تعرضهم إما لغرق قاربهم وأنهم تاهوا في عرض البحر بسبب تلاطم أمواج البحر أو أنهم وقعوا في مصائد أمنية، وفى هذه الحالة يودع المهاجرون غير الشرعيين في مراكز احتجاز تنتشر في ربوع إسبانيا أو المغرب إلى غاية تحديد هوياتهم أو نجاتهم من الوقف والاحتجاز وبالتالي نجاحهم في بلوغ السواحل الإسبانية في آمان، وهي الفرضية البعيدة عن وقائع الأمور بسبب التقلبات الجوية التي رافقت رحلة هؤلاء المهاجرين. وتتحدث مصادر في الجهة عن استعداد عائلات "الحراڤة" لربط اتصالات بالسلطات العمومية ومنظمات حقوقية تهتم بظاهرة الهجرة غير الشرعية بنية فتح قنوات للاتصال بالسلطات المعنية بالقضية من أجل استبيان مصائر المفقودين الذي يجهل مصيرهم لحد الآن، كما يتعذر على المنظمات ذاتها التوصل إلى نتائج عن ظروفهم بسبب الأجواء المناخية التي ميزت رحلة المبحوث عنهم، وهو ما يزيد من تعقيد العملية في ظل انقطاع أخبارهم، على خلاف رحلات سابقة لقوافل الحراڤة التي اتصلت بذويها فور بلوغها السواحل الإسبانية أو إبلاغها بخبر اعتقالها من قبل السلطات الإسبانية أو مصالح خفر السواحل المغربية. إلى ذلك، تبقى الظاهرة تحبس أنفاس عديد الملاحظين لمخاطر الظاهرة التي عادت لتطفو إلى سطح الأحداث من جديد، في وقت تطالب فيه الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان السلطات المغربية بإطلاق سراح 19 شابا ينحدرون من مناطق متفرقة في الشلف كانت قد احتجزتهم قوات خفر السواحل واقتادتهم إلى منطقة أبركان شرق المملكة المغربية وحقت معهم قبل أن تعيد حبسهم لأسباب يراها المتتبعون سياسية محضة.