^ أحشاؤها وبيضها يُخزن كميات معتبرة من مادة السمّ القاتلة ولمسها لا يُشكل أي خطر كشف المدير العام للمركز الوطني للبحث وتنمية الصيد البحري وتربية المائيات ببواسماعيل محمد كاشير، أنه لحدّ الآن تم العثور على 16 سمكة من نوع "الأرنب البري" وذلك على مستوى السواحل الجزائرية على غرار سكيكدة، الطارف وعنابة وغيرها، ويحتوي هذا النوع من الأسماك على نسبة معتبرة من السموم داخل أحشائها، ويُؤدي تناولها من طرف الإنسان إلى الوفاة. وأوضح المسؤول الأول على الأبحاث في الصيد البحري وتربية المائيات أن سمك "الأرنب البري" الذي يبلغ طوله 30 سنتيمترا لا يُشبه إطلاقا سمك "الأرنب" الذي لم يدخل أبدا إلى السواحل الجزائرية، بل ينحصر وجودها في مياه البحر الأحمر وهو لا يحتمل العيش في مياه البحر المتوسط، وأضاف المسؤول أن السمك الأرنب يشبه "الشلبة" أو "السابا" باللغة الفرنسية، وسمك الأرنب البري موجود وسبق أن ظهر في السواحل الجزائرية وكان أول مرة سنة 1951 بمدينة "تشيفالو" ببلدية خميستي الميناء ولاية تيبازة، وظهرت عدة مرات خلال سنوات 2008 و2009 و2012، لكن يظهر لمدة قصيرة ويختفي. وبخصوص خطورة هذا السمك على حياة الإنسان، فأكد المسؤول بأن الخطورة تكمن في استهلاكها، حيث تتواجد مادة السمّ في أحشائها وبيضها، ومهما تم تطهيرها فإنه لا يمكن التخلص من مادة السمّ الموجودة في أحشائها، وطمأن أنه لا توجد أية خطورة عند لمسها ولا يحدث أي شيء للإنسان، غير أنه يجب الإشارة إلى أن هذا النوع من السمك عندما يصطادها الإنسان تبقى تُقاوم وتعيش لمدة نصف ساعة إضافية على عكس الأسماك الأخرى، وبالتالي يُمكن أن تعضّ الصيّاد بأسنانها، لكن ذلك أيضا لا يُشكل خطورة ولا تنقل السمّ بل تجرح فقط، لأن أسنانها لا تنقل هذه المادة القاتلة. وفي إطار متصل، أكد المدير العام للمركز الوطني للمركز الوطني للبحث وتنمية الصيد البحري وتربية المائيات ببواسماعيل، أنه من أعراض الإصابة بالتسمم، ظهور علامات على غرار الدوران والقيئ وآلام حادة من شدة التسمم، وإذا كان الإنسان ضعيف المناعة فيمكن أن تؤدي إلى وفاته. وطمأن المتحدث أنه لحدّ الآن لم تُسجل أية حالة لبيع هذا النوع من الأسماك في الأسواق من طرف الصيادين، مؤكدا بأن هؤلاء على دراية ومعرفة بهذا النوع من السمك، وحتى أن سمك الأرنب البري عندما ظهر خلال السنوات الأخيرة، لا سيما في سنة 2012 هرع الصيادون للتبليغ بوجود نوع غريب من الأسماك في سواحل بجاية، وعلى الفور تنقلت المصالح المختصة وأثبتت الدراسات أن الأمر يتعلق بسمك مسموم وتم التخلص منه. في إطار متصل، كشف المسؤول أن وزارة الصيد البحري وتربية المائيات قد وضعت "شبكة إنذار وطنية"، حيث تم تبليغ جميع الصيادين الاتصال بممثل الوزارة أو مصالح حراس الشواطئ في حال تسجيلهم لأية حالة، وعدم التخلص منه خوفا من ملامستها وانتقال السمّ وتسليمها لمصالح المركز من أجل إجراء الدراسات، وفي هذا الصدد أشار إلى تشكيل لجنة من الباحثين من جماعة وهران وعنابة والعاصمة من أجل دراسة أسباب ظهورها في هذا الوقت بالذات في السواحل الجزائرية على غير العادة.