تأمل الأسرة التربوية بمرحلة التعليم المتوسط أن تلجأ وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، إلى إصدار قرار يلغي المنشور الوزاري رقم 23 المؤرخ في 30 جوان 2013 المتضمن إقرار إعادة تنظيم الزمن الدراسي في مرحلة التعليم المتوسط وكذا المنشور الوزاري رقم 1313 /و . ت .ع / ا . ع / 2013 المتعلق بإعادة تنظيم الزمن الدراسي في مرحلة التعليم المتوسط بناء على مراسلة مديرية التعليم الأساسي رقم 243 / 2 . 0 . 0 / 13 المؤرخة في 26 أوت 2013 المنبثقة عن التوصيات الناتجة عن استشارة الجماعة التربوية حول التقييم المرحلي للتعليم الإلزامي. وكانت وزارة التربية الوطنية في عهد الوزير عبد اللطيف بابا احمد، قد قامت بعملية إعادة تنظيم الزمن الدراسي لمرحلة التعليم المتوسط وذلك بإدراج حصص الأعمال الموجهة في المواقيت الجديدة لمواد اللغة العربية والرياضيات واللغة الفرنسية واللغة الانجليزية ابتداء من الموسم الدراسي الفارط. وجاءت هذه القرارات ضمن المساعي الرامية لتحسين نوعية التعليمات. كما أنها تمثل قيمة مضافة للنشاطات التعليمية وتدعيما لها من خلال إجراء تطبيقات على التعليمات التي تم التطرق إليها وتعطي فرصة للتلاميذ لإدماج المكتسبات القبلية وتطوير روح المبادرة والبحث وتوفر لهم محيطا يسمح بضمان تعلم فردي وفق الاحتياجات الخاصة، غير أن الواقع أن حصص الأعمال الموجهة لم تؤدي وظيفتها كما ينبغي، نظرا لتخفيض الحجم الساعي لهذه المواد دون مراعاة المناهج والبرامج الطويلة التي لا تتناسب والحجم الساعي المخصص لها. كما أن حصص الأعمال الموجهة تسببت في ظهور صعوبات كبيرة في إعداد المواقيت الدراسية للمواد وهو ما أثر حقيقة على التحصيل العلمي للتلاميذ في هذا الطور، وهو الأمر الذي جعل الأساتذة يطالبون بن غبريط بإلغاء هذه الحصص والعودة إلى نظام العمل بحصص الاستدراك. وكان الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "انباف" قد تحفظ في وقت سابق على المنشور الجديد المتعلق بمواقيت التعليم في طور المتوسط، وذكر من خلال القراءة الأولية لهذا القرار أن الأعمال الموجهة التي استحدثتها الوزارة لتكون بديلا عن الاستدراك ستؤدي إلى فوضى حقيقية داخل المتوسطات وستؤثر في عمل المساعد التربوي، فالملاحظات الأولى التي سجلها الاتحاد على المنشور الوزاري رقم 23 المؤرخ في 30 جوان 2013 المتعلق بمواقيت التعليم والمناهج التعليمية في التعليم المتوسط، توصلت إلى وجود بعض المستجدات التي ستؤثر سلبا، حسبه، وهو ما سينقله "الأنباف" إلى وزارة التربية الوطنية في اللقاء الذي سيجمعها مع الشركاء الاجتماعيين قبل الدخول المدرسي المقبل. وحسب ما صرح به المكلف بالإعلام بالاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين مسعود عمراوي في وقت سابق من هذه السنة، فإن ما تم تسجيله على المنشور المذكور هو حذف الاستدراك واستبداله بالأعمال الموجهة، حيث قال عمراوي إنهم ليسوا ضد استحداثها مادامت تصب في مصلحة التلميذ وإنما تحفُّظ الاتحاد كان على مجموعة من الإجراءات المصاحبة لها. وفي شرحه لذلك، أشار عمراوي إلى أن الأعمال الموجهة ستشمل المواد الأساسية كاللغة العربية والرياضيات والفرنسية والإنجليزية، وتقرر تقسيم كل قسم إلى فوجين أثناء هذه الحصة، وبهذا سيتم تحويل التلاميذ بين القاعات، وهي الحركة التي من شأنها تحويل المتوسطات إلى "فوضى"، وعوض استغلال الوقت في تلقي الدروس يجد التلميذ نفسه مشتتا في الانتقال إلى قسم آخر، خاصة أن الحصة حددت لها مدة نصف ساعة فقط، وهي مدة قصيرة جدا قد ينتهي نصفها فقط في التنقل، وكان الأجدر بالوزارة تمديد المدة إلى ساعة مثلا. كما سيؤدي هذا الإجراء حسبه إلى مضاعفة العمل بالنسبة لمساعدي التربية، فبعد أن كانوا يقومون بحركتين صغيرتين وحركة كبرى في اليوم، يصبحوا بعد تطبيق هذا الإجراء الجديد يقومون بحركة كل نصف ساعة وهو من شأنه التأثير على أداء هؤلاء. كما سجل الاتحاد من خلال المنشور دائما زيادة حصة في الإنجليزية للسنة الثالثة والرابعة، إضافة إلى حصة في مادة الرياضيات بالنسبة للسنة الرابعة، مع تقليص الحجم الساعي للعربية للسنة الثالثة.