تعديل حكومي جديد شهدته الجزائر آخر الأسبوع الماضي. هذا التعديل طرح العديد من التساؤلات حول خلفياته وأسبابه، سواء من حيث التوقيت أو من حيث طبيعة الوزراء الذين تمّ تحويلهم إلى وزارة أخرى أو إقالتهم وعزلهم نهائيا. حنون تُطيح بلعبيدي بالضربة القاضية الوزراء الذين تمّت إقالتهم وعزلهم عن المشهد السياسي، كانت لهم أسباب أو إخفاقات يمكن تصنيفها على أنّها المسبب الأول الذي أدّى لوئد مسارهم الوزراي. فوزيرة الثقافة نادية لعبيدي، شهدت مع زعيمة حزب العمال لويزة حنون، حربا ضروسا، اتّهمت حنون من خلالها الوزيرة لعبيدي باختلاس الأموال وسوء تسيير قطاع الثقافة وإعطاء مشاريع إلى أهلها وأحبابها، فكان ردّ لعبيدي دبلوماسيا أكثر منه سياسيا، حين ردّت على حنون بأن تكشف عن أوراقها إن كانت على حق، بل تجاوزت لعيدي هذا الأمر حين كانت أوّل وزيرة ترفع قضية ضد زعيم حزب سياسي في الجزائر، وهو الأمر الذي رجّحته أوساط سياسية في أن يكون السببب المباشر لإقالة لعبيدي. نيران الغاز الصخري تلفح وجه يوسفي ويبدو أن أزمة الغاز الصخري خنقت الوزير المُقال يوسف يوسفي، حيث كان واضحا وجليّا منذ البداية أنّ الوزير لم يحسن التعامل مع هذا الملف الذي أخذ أبعادا سياسية وأمنية خطيرة، فالرئيس بوتفليقة طالب الوزير مرارا وتكرارا بضرورة توعية الناس وإعطائهم صورة أوضح عن استغلال الغاز الصخري بإعداد الندوات العلمية والمحاضرات، كما أكد على ضرورة فتح قنوات الاتصال مع سكان المنطقة بطريقة تضمن تسويق مشروع الغاز الصخري بدون أي بلبلة، غير أن هذا الأمر لم يحدث منه شيئا، مما أدى إلى ارتفاع وتيرة الاحتجاجات من قبل السكان، وهو الأمر الذي استغلته المعارضة في تمرير أجنداتها ومحاولة إضعاف السلطة، وليست وقفة 24 فيفري للمعارضة حول رفض استغلال الغاز الصخري ببعيد. دليلة بوجمعة.. خرجت من الوزارة مثلما دخلت ومن يمعن النظر في مسار وزيرة البيئة والتهيئة العمرانية دليلة بوجمعة، يلاحظ أن هذه الأخيرة أخفقت في كل المجالات وشهدت وزارتها حالة من الركود لم تشهدها حتى في زمن عمارة بن يونس. فالوزيرة فشلت حتى في القضاء على مشكلة "الصاشيات" السوداء حين قالت إنها ستستبدل بالأكياس الكرتونية، وكذا الفشل في القضاء على مشكل نقل النفايات ومعالجتها. ضف إلى ذلك مشكل غاز الصخري الذي تفلسفت فيه الوزيرة كثيرا، حيث قالت إن الغاز الصخري لا يحمل أية مخاطر على البيئة وإن استخراجه لن يؤثر على مخزون المياه الجوفية. مشاكل البريد تُطيح بالوزيرة المسالمة الوزيرة زهرة دردوري، هي الأخرى، رحلت من مبنى الوزارة، فمشاكل قطاعها تراكمت أهمها الإضرابات التي شهدها قطاع البريد في ظل الوعود التي كانت ممنوحة لهم من قبل الوزير السابق موسى بن حمادي، المتعلقة أساسا بشبكة الأجور، كما فشلت الوزيرة في إيجاد ميكانزمات من شأنها أن تحسن الخدمات البريدية وتوفر أحسن الظروف لزبائن بريد الجزائر، خاصة في ظل تردي الخدمات التي لا ترقى إلى تطلعات المواطنين مع قلة وجود المكاتب البريدية، ومشكل ضعف الأنترنت التي باتت أضحوكة على مواقع التواصل الاجتماعي لبطئها، ناهيك عن خدمة الجيل الرابع للهاتف النقال. لعنة حياتو و"الكان" تُخرج تهمي من الباب الضيق ويظهر أن مشكل كأس "الكان" كان سببا في إقالة وزير الرياضة محمد تهمي، خصوصا بعد احتدام الصراع بينه وبين روراوة، هذا الأخير الذي نقل نهائي كأس الجزائر إلى ملعب تشاكر بدل إدراجها في ملعب 5 جويلية، رغم تأكيد تهمي رفقة تبون على أن الملعب سيكون جاهزا في شهر ماي لاحتضان كأس الجمهورية وهو ما لم يحدث، إلا أن قرار الفاف حمّله وزارة تهمي مسؤولية الفشل في تجهيز ملعب 5 جويلية لاحتضان الحدث الكروي المنتظر، فحمله روراوة المسؤولية في فشل الجزائر لاحتضان كان 2017، وهو الأمر الذي أغاض الرئيس كثيرا، في الوقت الذي طالب فيه الوزير الأول عبد المالك سلال كل من تهمي وروراوة بتقرير مفصل عن إخفاق الجزائر في الفوز بشرف تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2017. شبح الخليفة وبرميل النفط يعجلان برحيل جلاب وترتبط إقالة وزير المالية الأسبق محمد جلاب واستبداله بالخبير الاقتصادي عبد الرحمن بن خالفة رئيس مفوضية البنوك الأسبق، بفشل جلاب في السيطرة على مستوى الإنفاق العمومي الذي ارتفع كثيرا خلال الفترة الأخيرة وحتى تصريحاته التي سببت له إحراجا كبيرا، فمنذ بداية أزمة النفط قبل سنة تقريبا ما انفكت تصريحات جلاب تثير الرأي العام ضد حكومة سلال، خاصة حين دعا جلاب إلى وضع حد لمجانية العلاج، في حال استمرار الأزمة المالية الناتجة عن استمرار تراجع أسعار النفط لفترة طويلة. كما أن ورود اسم جلاب في محاكمة القرن يكون قد أحرج نوعا ما الحكومة ليتم التضحية به من مبنى بن عكنون. "معارك" البرلمان والأفلان وراء عودة خاوة ويظهر جليا أن تعطيل البرلمان لمدة طويلة، بسبب قضية النائب البرلماني معاذ بوشارب، كان من بين الأسباب التي عجلت في إقالة خليل ماحي من وزارة العلاقات مع البرلمان، حيث شهد البرلمان تعطيلا وجمودا في القوانين المعروضة على البرلمان للمناقشة، وخلقت أزمة البرلماني معاذ، حالة من الاحتقان والتوتر داخل القبة البرلمانية، مما أدى إلى استخلاف ماحي برئيس الكتلة البرلمانية للحزب الطاهر خاوة