تأسف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس، من تأخر انطلاق عملية إعادة إعمار قطاع غزة في أعقاب ما لحق به من دمار وحشي بفعل العدوان الإسرائيلي الغاشم قبل سنتين، متهما الكيان الصهيوني بعرقلة العملية بسبب ''الحصار الجائر الذي ما انفك يفرضه على هذا القطاع''· وذكّر الرئيس في كلمة ألقاها صباح أمس، خلال افتتاح أشغال القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية بشرم الشيخ المصرية، بأن ''الدول العربية التزمت في قمة الكويت المنعقدة عقب تلك الأحداث من أجل إعادة إعمار قطاع غزة، وكانت الجزائر من بينها بتقديم مساهمة تُقدر ب200 مليون دولار أمريكي لرفع الغبن والمعاناة عن الفلسطينيين''، وفي هذا الشأن دعا إلى ''رفع الحصار الإسرائيلي وإزالة كل العراقيل التي وضعها الاحتلال والتي حالت دون الشروع في عملية الإعمار مع ضرورة الإسراع في وضع الآليات العملية المناسبة التي من شأنها التمكين من تجاوز العراقيل المفروضة''، داعيا في السياق ذاته إلى القيام بحشد الجهود على المستوى الدولي لرفع الحصار والانطلاق في عملية الإعمار· وبعد تأكيده على أن ''طريق عملية السلام في الشرق الأوسط أصبح مسدودا دون أي أفق منظور''، مُحذّرا من أن هذا الأمر ''قد يتسبب في تفاقم الأوضاع ويضع المنطقة برمتها مجددا على طريق المجهول''، وقال إن ''أسباب هذا الانسداد والمتسبب فيه معروفة لدى الجميع، فالمجتمع الدولي لم يستطع إقناع إسرائيل بأهمية السلام ليس بالنسبة إلى الفلسطينيين فحسب، بل وإلى السلم الدولي كله، ولا هو استطاع إجبارها وفقا للشرعية الدولية على الاعتراف بالحقوق العربية المشروعة''، ومن أجل تفادي الانزلاقات الخطيرة وتبعاتها على السلم والأمن الدوليين بسبب تعنت إسرائيل وإصرارها على مواصلة الاحتلال، حثّ رئيس الجمهورية القوى الدولية لا سيما الرباعية التي أنيط بها إيجاد حل شامل لقضية السلام في الشرق الأوسط· وقد جدد الرئيس بوتفليقة دعم الجزائر المطلق لصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وحقه في استرجاع كافة حقوقه الشرعية الغير قابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس طبقا للشرعية الدولية والقرارات ذات الصلة، إضافة إلى الانسحاب منئ سائر الأراضي العربية المحتلة·من جهة ثانية، نوّه رئيس الجمهورية بالمجهودات والتقدم الذي حصل في تنفيذ نتائج قرارات القمة الاقتصادية الأخيرة بالكويت والقرارات المماثلة الصادرة عن القمم العادية، ومن أبرز المشاريع التي انطلقت فيها الجزائر ''مشروع الربط الكهربائي العربي''، ولا يزال التنسيق مع دوّل المغرب العربي مستمرا لإتمام هذا المشروع، بعد أن تم تفعيل خط كهربائي بطاقة 400 كيلو فولت مع المغرب، أما الخط مع تونس فهو جاهز بنفس الطاقة إذ بلغت الأشغال طور الانتهاء، والربط مع ليبيا، فإن الأعمال جارية في الجزائر لتقوية الشبكة الداخلية، والمتوقع الانتهاء منها سنة .2012